تتصاعد وتيرة الأخبار حول التهديدات الإرهابية المتنامية في الآونة الأخيرة داخليا وخارجيا. ووفقا لتأكيدات المختصين في المجال الأمني والعسكري هناك مخاوف جدية حول عمليات إرهابية محتملة خلال الأسبوع الأخير قبل موعد الانتخابات الرئاسية. أكد لطفى بن جدو وجود تهديدات أمنية جادة على الحدود التونسية الجزائرية تحديدا على امتداد الكاف وجندوبة والقصرين. وتحدث الوزير أيضا عن رصد تحركات للإرهابيين وربما تكون للداخلية معطيات أخرى دقيقة لا تستطيع الكشف عنها في الوقت الحاضر لاعتبارات أمنية . وتؤكد التطورات الميدانية هذه المخاوف وتؤشر على رصد التحركات الإرهابية التى تحدث عنها وزير الداخلية حيث تجدد القصف منذ يومين في الشعانبي والجبال المتاخمة له تحديدا جبلي السلوم والسمامة. ويعود القصف العنيف بعد هدوء تواصل على امتداد حوالي شهر خفت فيه حركة الطائرات ولم يسمع فيه المتساكنون في القصرين دوي المدافع، ليعود مؤخرا وبأكثر عنف وحدة وفقا لتأكيدات شهود عيان بالمنطقة. يلاحظ أيضا أن التهديدات بالقتل وباستهداف بعض الشخصيات السياسية تزايدت وتيرتها في الآونة الأخيرة، وتم الحديث عن تهديد جديد لقائد حزب نداء تونس والمرشح للرئاسة الباجي قائد السبسي وتهديد آخر استهدف مؤخرا المترشح للرئاسة منذر الزنايدي، فضلا عن تهديدات جدية لمرشحين للرئاسية سليم الرياحي، وكمال مرجان.. التصعيد في ليبيا المتابع للأخبار الواردة من ليبيا يلاحظ كذلك تطورات خطيرة للوضع الأمني هناك وأنباء عن تقدم ميداني للمجموعات الإرهابية وآخر المستجدات تؤكد وجود دعوات للتصعيد موجهة من أنصار الشريعة بليبيا للمجموعات الإرهابية في عموم المغرب العربي بما فيها تونس. مع تزايد وتيرة الهجمات الانتحارية والتفجيرات على غرار الهجوم الانتحاري الأخير بمدينة طبرق والتفجيرات التى جدت بقرب السفارة المصرية بطرابلس وأيضا شرق ليبيا بجانب السفارة الإماراتية. في متابعتهم وتحليلهم للوضع الأمني يؤكد المختصون في المجال أن التهديدات الإرهابية في تونس في نسق تصاعدي. ويتوقع الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية مازن الشريف أن لا تكون العملية الإرهابية في نبر الأخيرة قبل موعد الانتخابات الرئاسية إنما قد تتلوها ضربات أخرى للإرباك، على حد تعبيره. بدوره أكد نصر بن سلطانة أن العلميات الإرهابية متواصلة للأسف قبل الانتخابات وبعدها نظرا للوضع الداخلي غير المستقر وكذلك الوضع الإقليمي المتوتر. ويستشرف بن سلطانة دخول تونس مستقبلا في مراحل أصعب من حربها على الإرهاب لأن طبيعة الإرهاب الذي يستهدف المنطقة يشهد تطورا في الأهداف والوسائل المستعملة.ويساهم الوضع في ليبيا في تغذية وتعميق مخاطر الإرهاب ف يظل وجود أطراف خارجية لا تريد الاستقرار في ليبيا وتدفع باتجاه مزيد تأزيم الوضع لأن ليبيا جزء من منظومة ومخطط يستهدف المنطقة برمتها. استهداف الانتخابات يعتبر كذلك نور الدين النيفر الخبير الأمني في تصريح ل»الصباح» أنه باقتراب الموعد الانتخابي تتزايد المخاطر الأمنية لأن عزم التنظيمات الإرهابية على افساد المسار الانتقالي واضح ويكتسي بعدا إقليميا بين تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة في تونس وليبيا يضاف إليها الخلايا النائمة الداعشية. وفي تقديره يرى النيفر أن تونس والجزائر على «برميل بارود» يمكن أن تشعله هذه التنظيمات في أي لحظة إذا لم يقع التصدي إليها. ويذهب نور الدين النيفر في تحليله حد القول أن الإرهاب في تونس يسعى الآن لاغتيال أحد المترشحين للانتخابات الرئاسية لبعثرة الأوراق والعودة إلى المربع الأول لاسيما أن القانون الانتخابي يقر أنه في حال تعرض أحد المترشحين لمكروه فذلك يبطل العملية ويفتح باب الترشحات من جديد. ويضيف أن ما نص عليه القانون الانتخابي وضع المنظومة الأمنية أمام جهد مضاعف فمن جهة تعمل على حماية المترشحين في تحركاتهم وقيامهم بحملتهم الانتخابية ومن جهة أخرى مطالبة بحماية البلاد والحدود من مخاطر إرهابية قد تهدد الجميع. ويقول النيفر إن تونس مهددة بنوعين من العمليات الإرهابية واحدة انتقامية تحاول دفع مناصري الإرهابيين لمواصلة الاعتقاد فيهم وفي قوتهم وقدرتهم وأخرى لها بعد استراتيجي يستهدف المسار الانتقالي والاستقرار في تونس.