قال عليّة العلاني الأكاديمي والباحث في القضايا الأمنية والإستراتيجية والجماعات الإسلامية ل«التونسية» انّه مع اقتراب الإنتخابات الرئاسية سيلعب الإرهابيون ورقاتهم الأخيرة خاصة أن الرّهان بين المترشحين أصبح واضحا،معتبرا أن التهديدات الإرهابية حقيقة ولا ينكرها أحد، مؤكدا انه لا بدّ من أخذ تحذيرات مسؤولي وزارة الداخلية والدفاع مأخذ الجدّ. وأضاف انّ جدية التهديدات تنبع من كون بلادنا مقبلة على فترة حكم جديدة تختلف في الأسلوب والمنهج والأهداف عن فترة حكم «الترويكا»، مبينا أن جزءا من الظاهرة الإرهابية تطوّر في فترة حكم «الترويكا» وأنّ ما بدأته حكومة المهدي جمعة من إصلاحات في مجال الأمن ستكمله حكومة ما بعد الإنتخابات. وقال العلاني إنّ الجاهزية الأمنية والعسكرية أصبحت اليوم في مستويات متقدمة، ملاحظا أن قرارا سياسيا من الحكومة المقبلة سيعزل ما تبقى من الظاهرة الإرهابية وسيجعلها في أدنى مستوياتها خاصة عندما يقوم البرلمان والحكومة القادمين بالإسراع في المصادقة على القانون الجديد المتعلق بمكافحة الإرهاب . واعتبر العلاّني انّ الإنتخابات الرئاسية مثلما تهمّ الطبقة السياسية والأحزاب والرأي العام في تونس تهمّ أيضا الإرهابيين الذين قال إنّهم بدؤوا يتهيؤون لأوقات عصيبة في تونس . وأشار إلى انّ هناك أنباء عن تخوّف رموز الخلايا الإرهابية المتبقية في تونس من تفكيك نشاطهم وإحكام العزلة على الفلول المتحصّنة بالجبال والقضاء عليهم. وقال انّ الأهم من ذلك أنّ هناك تخوّفا من طرف الإرهابيين من ضعف الحاضنة التي كانت تساعدهم . وأكّد انّ تحذيرات وزارة الداخلية بإمكانية حدوث عمليات إرهابية عشية الإنتخابات الرئاسية هي تحذيرات جادة نظرا للأخبار التي تصلها عن تحركات الإرهابيين على الحدود الجزائرية وخاصة على الحدود الليبية . وأضاف انّ الجزائر ضاعفت مؤخرا من عدد جنودها على الحدود بمناسبة الإنتخابات الرئاسية، مبينا ان عدد الجنود كان في التشريعية 8 ألاف وأصبح في حدود 11 ألف جندي . وأكّد انّ مخاطر الإرهاب القادم من ليبيا تبقى قائمة في ظلّ تواصل التجاذبات السياسية بهذا البلد وفي ظلّ حديث عن وثائق غير سليمة يمكن أن يستعملها الإرهابيون ليدخلوا بها التراب التونسي ،معتبرا انّ يقظة رجال الأمن والجيش والحرس والديوانة هامة جدا في هذه الفترة وأنها يجب ان تتضاعف خلال الأيام القادمة لتأمين نجاح الإنتخابات الرئاسية مشيرا إلى أنّ هذه الإجراءات هي بداية النهاية للتيارات المتشددة أوّلا ولحلفائهم ثانيا. وشدّد العلاني على انّ ما يثلج الصدر انّ المواطن أصبح جزءا من المنظومة الأمنية ويبلّغ عن التحرّكات والأنشطة المشبوهة . وأضاف محدثنا أنه من الصعب حدوث عمليات إرهابية داخل المدن، ملاحظا انّ العمليات الإستباقية الأخيرة للأمن حرمت الإرهابيين من إمكانية التنسيق وطلب النجدة . وقال انّ التوصيات الحالية التي يحاول الإرهابيون تبليغها إلى خلاياهم النائمة تشير إلى ضرورة البقاء في حالة تخفّ وانتظار تطور الأوضاع الأمنية بليبيا . وحول إمكانية إستهدافهم لمراكز الاقتراع أو وزارات السيادة عشية الإنتخابات قال العلاّني انّ هذا الأمر صعب التحقيق لأن البنية التحتية لتونس تعيق تحركات وخطط الإرهابيين ،ملاحظا ان أنصار الإرهابيين تقلصوا بشكل كبير في الأشهر الأخيرة. وقال انّ هذا لا يعني انهم سيسقطون من حساباتهم تسجيل بعض العمليات النوعية ولكنها حتى وان وقعت فإنها ستظلّ محدودة التأثير ويصعب ان تؤثرّ على إستكمال المسار الإنتخابي . ودعا العلاني الناخبين إلى ان يقبلوا بكثافة على مراكز الاقتراع وإلى المشاركة في الانتخابات الرئاسية متمنيا أن تكون النسبة أرفع من نسبة «التشريعية» لتكون تونس على موعد مع التاريخ.