وأخيرا نطق الباجي قائد السبسي وأفصح عن إسم رئيس الحكومة التونسية المكلف، بعد تجاذبات داخل حزب "الأغلبية" في مجلس نواب الشعب وهو الحبيب الصيد وقال الصيد، في كلمة مقتضبة للصحفيين عقب استلامه رسالة التكليف من السبسي بقصر قرطاج، "تشرفت بلقاء رئيس الجمهورية الذي كلفني بتشكيل أول حكومة في الجمهورية الثانية، وسأبدأ اليوم في المشاورات مع الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية والمجتمع المدني لتشكيل الحكومة" وجاء تكليف الحبيب الصيد بناء على ترشيح حزب الأغلبية البرلمانية "نداء تونس"، حيث تم ذلك بعد أن تم التوافق عليه خلال المشاورات مع حزبي "الاتحاد الوطني الحر" و"آفاق تونس".. ويتعلق الأمر بسياسي في ال66 من العمر، يوصف بأنه "مهندس الأمن والاقتصاد"، من مواليد مدينة سوسة الساحلية. وأما مواقف الأحزاب الأخرى فمنها من أفصح عن رأيه وأخرى التزمت الصمت ،ربما إلى حين. فحركة النهضة الحزب الثاني من حيث التمثيل في مجلس نواب الشعب قد أبدت موقفها من خلال تصريح للناطق الرسمي للحركة زياد العذاري الذي أفاد بأنه:"تم التشاور معنا في تكليف السيد الحبيب الصيد وقد عبرنا عن تفاعلنا الايجابي مع هذا الاختيار...وإن الحركة تلقت اختيار الحبيب الصيد لرئاسة الحكومة القادمة بايجابية نظرا لخصاله الشخصية والوطنية وتتمنى له كل التوفيق معربا عن استعداد الحركة للتعاون والتشاور مع الصيد بما يكرس نهج التوافق ويعزز الوحدة الوطنية..." وأفاد الناطق الرسمي باسم حركة النهضة .."أن حزبه سيجدد موقفه النهائي من الحكومة المقبلة بعد استكمال المشاورات في هذا الصدد على ضوء برنامج الحكومة وتركيبتها النهائية". ويُقدم الحبيب الصيد كشخصية "سياسية مستقلة" رغم أنه تولى مهمات رسمية كثيرة في عهد النظام السابق، كان من أهمها منصب "مدير ديوان وزير الداخلية" من 1997 إلى 2000.. كما شغل الحبيب الصيد منصب وزير الداخلية في حكومة الباجي قائد السبسي خلال 2011، ثم مستشارا خاصا مكلفا بالشؤون الأمنية في حكومة ال"ترويكا الأولى" التي ضمت ائتلاف حركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات برئاسة حمادي الجبالي عام 2012. الصيد هو مهندس عام حاصل على الإجازة في العلوم الاقتصادية بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية بتونس وعلى شهادة مهندس زراعي تخصص اقتصاد فلاحي من جامعة مينيسوتا بالولايات المتحدةالأمريكية.. وقد ترأس الصيد العديد من الخطط الإدارية في وزارة الزراعة التونسية منذ 1979 إلى 2003 ليتولى في 2004 منصب المدير التنفيذي للمجلس الدولي لزيت الزيتون.