احتضن مركز حمد بن خليفة الحضاري المقر الرئيسي للمجلس الاسلامي الدنماركي في العاصمة كوبنهاغن مساء الجمعة الماضي 21 أغسطس الجاري ندوة فقهية بعنوان (المعاملات المالية في الواقع الأوروبي) نظمها بالتعاون مع وقف الرسالة الاسكندنافي، وشارك فيها عدد من المنشغلين بفقه المعملات المالية في الاسلام. وقد شارك في الندوة عدد من المفكرين والخبراء من المملكة العربية السعودية، وهم كل من الدكتور عبد الله بن منصور الغفيلي أستاذ الفقه المشارك بالمعهد العالي للقضاء والشيخ الدكتور سلطان الناصر نائب رئيس مركز التبيان للاستشارات والشيخ الدكتور تركي اليحيى الاستاذ المشارك بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام والشيخ الدكتور عبد الله العضيب المحامي ورئيس مركز عدل قانوني والشيخ الدكتور محمد بلاعو إمام وخطيب مسجد خير البرية بمركز حمد بن خليفة الحضاري. وقد افتتح رئيس المجلس الاسلامي الدنماركي الأستاذ عبد الحميد الحمدي بكلمة رحب فيها بالمشاركين في الندوة، ركز فيها على أهمية الموضوع المالي بالنسبة للمؤسسات الإسلامية في أوروبا، وقال فيها: "عندما فكرنا في المجلس في استضافة هذه الندوة بالتعاون مع وقف الرسالة الاسكندنافي عن المعاملات المالية في المجال الأوروبي كنا ندرك تماما أن المال قوام الأعمال وأن الشفافية والوضوح في المجالات النقدية يمثل عصب لا أقول نجاح الأعمال وحدها، وإنما أيضا وهذا هو المهم جوهر نجاح المؤسسات في كل أنحاء العالم. ولا شك أن المؤسسات الإسلامية حديثة العهد في أوروبا تواجه مشكلات اقتصادية ضخمة وربما مضاعفة عن غيرها من المؤسسات، ليس لأنها تعبر عن أقلية بالمعنى العددي للكلمة، وأعني بذلك الأقلية المسلمة، وبمؤسسات إسلامية لا تزال حديثة في الغرب عامة وفي الدول الاسكندنافية بشكل خاص، وإنما أيضا لأنها تتعلق بمجال المعاملات المالية في واقع اقتصادي وقانوني يفرض عليها محاذير قانونية ومالية غاية في التعقيد". وأوضح الحمدي أن هدفهم في المجلس الإسلامي الدنماركي ، من استضافة ندوة فقهية بهذا الحجم هو مد جسور الحوار الثقافي والفكري والديني ليتسع لمختلف المجالات الحيوية التي تمس حياة الإنسان الأوروبي بشكل عام، وأن يكون ذلك جزءا حراك فكري وفقهي في الغرب يستجيب لتحديات المرحلة ويوضح للمسلمين معالم الرؤية الاسلامية للمعاملات المالية الناجحة، التي تبني المجتمع على أسس من التكافل والمرحمة، ولكن أيضا على أسس واضحة قانونية واضحة تحفظ كرامة الإنسان وآدميته وتحفزه على الفعل والعطاء والمنافسة النزيهة. وقد ناقش المشاركون في الندوة عددا من المحاور، أهمها: قواعد المعاملات المالية والمصرفية وتطبيقاتها المعاصرة، أسس المصرفية الإسلامية، تسليط الضوء حول قرارات المجلس الاوروبي للافتاء في الأمور المالية، وماهية الوقف ودوره في الحفاظ على الهوية الإسلامية. فقد عر ض الشيخ الدكتور عبد الله بن منصور الغفيلي أستاذ الفقه المشارك بالمعهد العالي للقضاء لقواعد المعاملات المالية والمصرفية وتطبيقاتها المعاصرة، تحدث عن الضوابط الشرعية لعدم تكريس الطبقية وإقامة العدل وحرمت بعض المعاملات الرافضة للظلم، وذكر الربا وأنواعه ومبررات تحريمه الشرعية. أما الشيخ الدكتور تركي اليحيى الأستاذ المشارك بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الامام، فقد عرض لأسس المصرفية الإسلامية حيث تطرق الدكتور للمعاملات الإسلامية الحالية وكيف أثبتت وجودها على الساحة الاقتصادية رغم قصر عمرها، وأصبحت حاجة وضرورة للمسلمين وذكر أمثلة لشركات تعمل في هذا المضمار. بعد ذلك تناول الشيخ الدكتور سلطان الناصر نائب رئيس مركز التبيان للاستشارات الكلمة، فذكر مفهوم الوقف وتعريفه وأهدافه وانواعه وكيفية إنشاء اوقاف ودوره في الحفاظ على الهوية الإسلامية وكيفية إحياء هذه السنة التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم اول ما وصل إلى المدينة بعد الهجرة، وتحدث عن دور الوقف في المجتمع الإسلامي واكد علي ان الثواب يعود للواقفين وللقائمين والعاملين. بعد ذلك تناول الشيخ الدكتور عبد الله العضيب المحامي ورئيس مركز العدل القانوني، ماهية الوقف وحكمه وتعريفه والفرق بينه وبين الصدقة الجارية. فيما كانت مداخلة الشيخ الدكتور محمد علي بلاعو إمام وخطيب مسجد خير البرية بمركز حمد بن خليفة الحضاري عن قرارات المجلس الأوروبي للإفتاء في الأمور المالية، والفتاوى التي صدرت في هذا الإطار ومنها الفتاوي الخاصة بفتح حسابات بنكية وايضا الحالات التي يجوز فيها التأمين وحكم العمل بشركات التأمين.