في الوقت الذي مازالت فيه عائلة المديغري تتجرّع كؤوس المرارة بعد فقدان ابنها الأصغر كريم (5 سنوات) الذي قتل يوم 10 جوان 2000 بطريقة فظيعة جدا على يد «المزاودي» العربي الماطري الذي استدرجه بقطعة حلوى إلى مقبرة سيدي يحيى بالعمران واعتدى عليه بالفاحشة ثم هشم رأسه بحجارة حتى الموت وأخفى جثته بأكياس الاسمنت بين القبور في جريمة هزت الرأي العام في تونس... وفي الوقت الذي مازال الجرح فيه لم يندمل تذوقت هذه العائلة مجددا مرارة المأساة نهاية الأسبوع الفارط عندما فجعت في ابنها الأكبر مروان (من مواليد 1977) الذي قتل بدوره بطريقة لا تقلّ فظاعة عن واقعة مقتل شقيقه الأصغر. مكالمة هاتفية عند وصولنا إلى منزل العائلة المنكوبة ساعات قبل تشييع جثمان ابنها مروان المقرّر لأمس الأوّل كانت مجموعة من النسوة بصدد تقديم التعازي لأقارب الهالك...والحزن باديا على ملامح الجميع... تحدّثنا إلى شقيقة الضحية التي كانت آخر من التقى بمروان قبيل اختفائه فقالت: «كان شقيقي معنا عندما تلقّى مكالمة هاتفية من صديقته غادر إثرها قبل أن تنقطع اخباره على غير العادة... حتى هاتفه ظلّ مغلقا لفترة طويلة نسبيا ثمّ فتح ولكن باتصالنا به لم يرد على المكالمة... تملّكتنا الحيرة حينها وبقينا ننتظرعودة مروان دون جدوى إلى أن أبلغنا بالعثور عليه جثة ملقاة في بركة مياه حذو سكة القطار بجهة حلق الوادي». عنف وكدمات وأضافت الأخت الملتاعة أنّ «تخطيطا محكما نفّذ بإحكام لقتل مروان بعد سرقته... لقد اعتدى عليه عدد من الأشخاص بالعنف الشديد ولكموه وركلوه للاستيلاء على أمواله بعد ان بلغتهم معلومة تفيد بحصوله على مبلغ مالي هام عائد من مناب والدتي من إرث وحين مات استولوا على هاتفه ومبلغ مالي بسيط كان في حافظة نقوده ثمّ جرّوا جثته نحو بركة ماء حذو السكة حيث ألقوا بها». 14 موقوفا وفي نفس الصدد علمنا أنّ أعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بقرطاج أوقفوا 14 شخصا على ذمّة التحريات المتواصلة إلى حد كتابة هذه الأسطر لتحديد هويات قتلة مروان.