أكد شيخ الأزهر الجديد الإمام الأكبر أحمد محمد الطيب, أمس, أنّ ارتداء البدلة وربطة العنق ليس حرامًا وأنه سيرتدي الزي الأزهري احترامًا لمشاعر المسلمين مع أنه ليس فرضًا شرعيًا, كما نفى الأنباء التي ترددت عن قربه من السلطة, مشيرًا إلى أنه لا يخيف جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة أو غيرها. وردًّا على الملاحظات التي أثيرت خلال الأيام الماضية بشأن ظهوره من دون لحية مرتديًا البدلة وربطة العنق فيما جرت التقاليد أن يكون شيخ الأزهر ملتحيًا ومرتديًا العمامة البيضاء حول طاقية حمراء والجبة والقفطان وهو ما يُعرف بالزي الأزهري, قال الطيب في حوار مع موقع "العربية.نت" الإلكتروني إنه سيطلق العنان للحيته "لأنه جرى العرف على أنّ شيخ الأزهر له لحية, وهو شيء مطلوب, كما هو مطلوب أيضًا ارتداء الزي الأزهري, وإن كنت أرى أنه ليس واجبًا أو فرضًا, ولا حرامًا إذا ارتديت الزي الإفرنجي, لكن ذلك سيصدم الشعور العام, والشرع يحترم ويقدر الشعور العام ويستاء من الخروج على الذوق العام, فالمسألة ليست حلالًا أو حرامًا بقدر ما هي عُرف, والعرف مقدر عند الشرع والشريعة". وشدد على أنه لم يُفت مطلقًا بإباحة عمل المسلم في تقديم الخمور لغير المسلم في الدول الأوروبية أو في الفنادق, كما نفى أن يكون شيخًا للطريقة الأحمدية (الخلوتية) إحدى الطرق الصوفية, مؤكدًا أنه يحب التصوف وعلوم التصوف فقط ويعلم هذه الطرق ويقرأ كثيرًا عنها. وإذ أوضح أنّ أول قرار اتخذه كشيخ للأزهر هو منع تهنئته في إعلانات الصحف والمجلات, أكد الطيب, الذي بدأ أمس مزاولة عمله في مقر مشيخة الأزهر, أنه "سيحافظ قدر الإمكان على كل ما أضافه فضيلة الإمام الأكبر الراحل الشيخ سيد طنطاوي في فترته التي قضاها شيخًا للأزهر", مشددا على ضرورة "العمل على أن يكون الأزهر المرجعية العليا للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها, وهو الحارس لوسطية الإسلام والمسلمين". وأشار إلى أنّ انفتاحه على الغرب وعلمه بلغتهم سوف يفيده في تجديد الخطاب الديني الذي "يحتاج إلى مراجعة وتجديد", مؤكدًا "أنّ تجديد الخطاب الديني ليس فكرًا غربيًا لأنه من عمق الفكر الإسلامي". وبشأن ما تردد عن أنّ اختياره شيخًا للأزهر كونه قريبًا من السلطة وأحد أعضاء لجنة السياسات في مصر, أكد الطيب أنه ليس مقربًا من السلطة, قائلًا: "السلطة لا تعرفني إلّا من خلال الصحف, والذي يقول هذا الكلام فليأت لي بمظهر من مظاهر هذا التقرب". وعن تخوف "الإخوان المسلمين" كونه جاء شيخًا للأزهر على غير رغبتهم وأنه كان صاحب الشهادة المشهورة بالعرض العسكري التي أدخلت قيادات كثيرة منهم إلى السجن, قال الطيب "أنا لا أخوّف الإخوان أو غيرهم, إنما أعبر عن مؤسسة أزهرية علمية أكاديمية بحثية تعليمية تبلغ الإسلام إلى الناس, ونحن لسنا منظمة أو تنظيمًا, ومن يعمل معنا في هذا الإطار نرحب به, أما أن يستغل الإسلام والأزهر لترويج أمور أخرى, فهذا ما نرفضه".