فوز رئيس المجلس العسكري في تشاد في الانتخابات الرئاسية    بعد معاقبة طلاب مؤيدين لفلسطين.. رئيسة جامعة كورنيل الأمريكية تستقيل    بنزرت.. الاحتفاظ بثلاثة اشخاص وإحالة طفلين بتهمة التدليس    نبات الخزامى فوائده وأضراره    وزير الخارجية: تونس حريصة على المحافظة على العلاقات التّاريخية والطّبيعية التّي تجمعها بالاتّحاد الأوروبي    المرسى: القبض على مروج مخدرات بحوزته 22 قطعة من مخدّر "الزطلة"    بسبب التّهجم على الإطار التربوي.. إحالة ولي على محكمة الناحية بسوسة    استدعاء سنية الدّهماني للتحقيق    أولا وأخيرا...شباك خالية    للنظر في إمكانية إعادة تأهيل عربات القطار: فريق فني مجري يحل بتونس    أم تعنّف طفليها وتسبب لهما كسورا: وزارة المرأة تتدخل    شكري حمدة: "سيتم رفع عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات في أجل أقصاه 15 يوما"    الرابطة 1 (مرحلة التتويج) حسام بولعراس حكما للقاء الكلاسيكو بين الترجي والنجم    المدير الفني للجنة الوطنية البارلمبية التونسية ل"وات" : انطلقنا في الخطوات الاولى لبعث اختصاص" بارا دراجات" نحو كسب رهان التاهل لالعاب لوس انجليس 2028    تونس تفوز بالمركز الأول في المسابقة الأوروبية لزيت الزيتون    قبلي: تنظيم يوم حقلي في واحة فطناسة بسوق الاحد حول بروتوكول التوقي من عنكبوت الغبار    هام/ وزارة التربية: "نحن بصدد بلورة تصوّر جديد لمعالجة هذا الملف"..    المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بصفاقس تواصل حملتها على الحشرة القرمزية    اللغة العربية معرضة للانقراض….    تظاهرة ثقافية في جبنيانة تحت عنوان "تراثنا رؤية تتطور...تشريعات تواكب"    قابس : الملتقى الدولي موسى الجمني للتراث الجبلي يومي 11 و12 ماي بالمركب الشبابي بشنني    عاجل : إغلاق مطار دكار بعد إصابة 11 شخصاً في حادث طائرة    سلالة "كوفيد" جديدة "يصعب إيقافها" تثير المخاوف    سابقة.. محكمة مغربية تقضي بتعويض سيدة في قضية "مضاعفات لقاح كورونا"    181 ألف بناية آيلة للسقوط في تونس ..رئاسة الجمهورية توضح    نابل: الكشف عن وفاق إجرامي يعدّ لاجتياز الحدود البحرية خلسة    الزمالك المصري يعترض على وجود حكام تونسيين في تقنية الفار    أبطال أوروبا: دورتموند الأكثر تمثيلا في التشكيلة المثالية لنصف النهائي    زغوان: حجز 94 طنا من الأعلاف غير صالحة للاستهلاك منذ افريل المنقضي    كأس تونس: البرنامج الكامل لمواجهات الدور ثمن النهائي    يمنى الدّلايلي أوّل قائدة طائرة حربية مقاتلة في تونس    دراسة صادمة.. تناول هذه الأطعمة قد يؤدي للوفاة المبكرة..    عاجل/ الحوثيون يعلنون استهداف ثلاث سفن بصواريخ وطائرات مسيرة..    الزغواني: تسجيل 25 حالة تقتيل نساء في تونس خلال سنة 2023    مفزع: 376 حالة وفاة في 1571 حادث مرور منذ بداية السنة..    سليانة: تنظيم الملتقى الجهوي للسينما والصورة والفنون التشكيلية بمشاركة 200 تلميذ وتلميذة    حماية الثروة الفلاحية والغابية من الحرائق في قابس....و هذه الخطة    في وقفة احتجاجية أمام مقر الاتحاد الأوروبي.. "تونس لن تكون مصيدة للمهاجرين الأفارقة"    قضية مخدّرات: بطاقة ايداع بالسجن في حق عون بالصحة الأساسية ببنزرت    السلطات السعودية تفرض عقوبة على كل من يضبط في مكة دون تصريح حج.    مقارنة بالسنة الفارطة: تطور عائدات زيت الزيتون ب91 %    الثلاثي الأول من 2024: تونس تستقطب استثمارات خارجيّة بقيمة 517 مليون دينار    الفيلم العالمي The New Kingdom في قاعات السينما التونسية    كشف لغز جثة قنال وادي مجردة    على طريقة مسلسل "فلوجة": تلميذة ال15 سنة تستدرج مدير معهد بالفيسبوك ثم تتهمه بالتحرّش..    البطولة العربية لألعاب القوى للشباب: ميداليتان ذهبيتان لتونس في منافسات اليوم الأول.    عاجل/ نشرة استثنائية: أمطار متفرقة بهذه المناطق..    بطولة روما للتنس للماسترز : انس جابر تواجه الامريكية صوفيا كينين في الدور الثاني    كتاب«تعبير الوجدان في أخبار أهل القيروان»/ج2 .. المكان والزّمن المتراخي    آخر أجل لقبول الأعمال يوم الأحد .. الملتقى الوطني للإبداع الأدبي بالقيروان مسابقات وجوائز    «قلق حامض» للشاعر جلال باباي .. كتابة الحنين والذكرى والضجيج    محمد بوحوش يكتب...تحديث اللّغة العربيّة؟    مدْحُ المُصطفى    ستنتهي الحرب !!    إذا علقت داخل المصعد مع انقطاع الكهرباء...كيف تتصرف؟    عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين جراء قصف متواصل على قطاع غزة    بعض مناضلي ودعاة الحرية مصالحهم المادية قبل المصلحة الوطنية …فتحي الجموسي    متى موعد عيد الأضحى ؟ وكم عدد أيام العطل في الدول الإسلامية؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مازلنا نجهل كثيرا من شخصية محمد صلى الله عليه وسلم (18)
نشر في الحوار نت يوم 07 - 08 - 2010


مشاهد من خلق الصادق الأمين.
مازلنا نجهل كثيرا من شخصية محمد صلى الله عليه وسلم.
((( 18 ))).
أخرج الشيخان البخاري ومسلم عليهما الرحمة والرضوان في صحيحيهما عن حميد إبن عبد الرحمان عن أبي هريرة أنه قال : „ أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هلكت. قال : وما شأنك؟ قال : وقعت على إمرأتي في رمضان. قال : فهل تجد ما تعتق به رقبة؟ قال :لا. قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال :لا. قال : فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا؟ قال: لا. قال: إجلس. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعذق فيه تمر فقال له : تصدق به. فقال الرجل: يا رسول الله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر منا فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت ثناياه. ثم قال : فأطعمه إياهم”.
بارك الله لكم أجمعين في شهركم وصومكم.
أبتهل هذه الفرصة السانحة لأزف إلى الإخوة والأخوات أينما كانوا في هذا المنبر: الحوار.نت بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم أطيب الكلام وأحر السلام سائلا المولى الكريم ولي النعمة العظمى سبحانه أن يبارك لهم في شهر القرآن والصيام وأن يكلل عبادتهم بالظفر بليلة هي خير من ألف شهر عسى أن تنعتق فيها رقابنا العاصية من نار جهنم وأن يقيض سبحانه للأمة أمة من الناس منها يجاهدون في سبيله ولا يخافون فيه سبحانه لومة لائم تحريرا للأرض المحتلة بفلسطين و للبلاد التي يعربد فيها الطغاة والمجرمون من الحكام العرب إستبدادا ودعوة إلى الإسلام بالتي هي أحكم وأحسن وأبصر عسى أن يهدي سبحانه قلوبا أجدبها الجهل وأقحطتها المادية. إنه سميع مجيب. آمين آمين آمين.
تلك أمنية من أمنياتي ورب الكعبة.
من أماني عندما يصفو الفؤاد وتنقشع عنه شوائب الغفلة أن يتعرف الناس والمسلمون منهم لا يختلفون في ذلك عنهم بل هم أولى به وأجدر إلى محمد عليه الصلاة والسلام. ليس على الطريقة التقليدية التي تغرقنا في نسبه وحسبه بل يغرقنا بعضهم بما لم يرد إبتداعا في الدين فيقدم لنا محمدا عليه الصلاة والسلام بطلا رياضيا في كمال الأجسام أو بما يقترب من عارضي الأزياء اليوم وذلك من خلال الإغراق والإبتداع والإفراط في وصف جسمه وهل يريد منا الشيطان وأولياؤه فينا ومن غيرهم سوى ذلك أي التقوقع حول بنيته الجسمية أما ما مدحه به ربه سبحانه وما قاله هو عن نفسه وحدثنا به صحابته عنه من كمالات نفسية وعقلية وروحية وترجمات حية لتعاليم القرآن الكريم ومحكماته في كل حقل من حقول الحياة .. ذلك لم يعد يعنينا اليوم لنلتقي موضوعيا دون وعي وبئس وعي مغتال مع العالمانيين الذين لا ينكرون ذلك في رسالة الإسلام ولكنهم يكفرون بالبعض الآخر من الكتاب أي : أن يكون حاكم السياسة وحاكم الإقتصاد وحاكم الإجتماع وحاكم الثقافة وحاكم الفكر وحاكم الفن وحاكم العلاقات الخارجية في الحرب والسلم.. وهل يريد منا أولئك غير ذاك!!!
أساس أمنيتي تلك هو أنه كلما تعرف بشر فوق الأرض إليه صلى الله عليه وسلم إنسانا كاملا ونبيا معصوما ومبعوثا رحمة للعالمين .. لا يلبث أن يفيئ إلى الإسلام إن آجلا أو عاجلا ودعك من الذين جحدوا بذلك وإستيقنت أنفسهم الحق وهم كثير .. دعك منهم لأن الصادق المخلص منهم آيب إلى الحق يوما.
أكاد أقول أني لا أجد طريقا أيسر إلى الإسلام من طريق التعرف إلى محمد عليه الصلاة والسلام ولكن دعني أهمس في أذنك : هل تجد اليوم في محيطك والدنيا كلها بثورة الإعلام الهادر محيطك من يبشر الناس من مسلمين وغير مسلمين برحمة محمد عليه الصلاة والسلام وصفحه وحلمه وكرمه وجوده وكمالات نفسه وروحه وعقله؟ أكثرنا إنما يقدم الإسلام في صورة تجريدات فلسفية إغريقية ميتة منزوعة الحياة ويدع التي هي أيسر وأدنى وأقرب.
مشكلة في الدعوة حقيقية.
تلك مشكلة كتبت عنها ولن أزال ألمس أثرها يوما بعد يوم وكثير منا يتعامل معها على طريقة أغنية لكل مستمع أي يتحول الداعي فنانا يطرب الجمهور بما يريدون. بعضنا يفعل ذلك عن جهل لفن الدعوة وأسسها وبعضنا يتقرب إلى الناس بذلك بمثل ما يتقرب غيرهم إلى أولي البطش من الحكام ولكم صدق القائل بأن التزلف إلى الناس ليس بأقل إثما من التزلف إلى الحكام. تلك المشكلة هي أن كثيرا من الناس اليوم يريدون من الداعي أن يحرم عليهم أكثر الذي يخوضون فيه أو يسأل عنه من حياتهم اليومية بمثل ما يريدون منه أن يتساهل معهم فيما يعرضهم للسجن والتشريد والمراقبة. أي يريدون سماع كلمات حرام ومكروه وغيرهما ولكن دون إلتزام بل تلبية لشهوة دفينة لم أدرك أصلها والله فإذا كان الحديث عن قضايا الأمة التي بها تتقدم وتنهض وتتحرر وتكون خير أمة يريدون منه المرور عليها مرور الكرام. بكلمة واحدة : من آمن منا بيسر الإسلام ورحمة نبيه عليه الصلاة والسلام فإنه أسير نظام : أغنية لكل مستمع ولا يجهر بما يؤمن به من ذلك حرصا على عدم مواجهة الناس به وهو يظن أن ذلك لا يندرج ضمن كتم شهادة الله سبحانه. ومن لم يؤمن منا بذلك أو يرى اليسر طارئا والرحمة محدودة وهما رقمان أبيضان صغيران في جلد ثور ضخم أسود.. فهو حبيب الناس وهو المطرب صاحب أغنية لكل مستمع وهو آمن من بطشهم بل من بطش الحاكم كذلك لأنه لا يتعرض لقضايا الأمة المعاصرة. بعض الدعاة إذا واظب الناس عليهم يلفى المرء نفسه يعلم كل شيء عن حياة القبر ولكنه لا يعلم عن حياة ما قبل القبر شيئا ولذلك يسعى الحاكم إلى ضم هؤلاء وفتح الأبواب الموصدة أمامهم لأن خطابه الذي لا يلامس عذاب الدنيا يلتقي مع سياسته التخديرية التي يصرف بها الناس عن عرشه. أليست تلك مشكلة حقيقية في الدعوة؟
أمثلة حية مما نجهله عن محمد عليه الصلاة والسلام.
1 الحديث آنف الذكر. هو حديث متفق عليه والمتفق عليه عندي هو قرآن إلا درجة واحدة في صحته أما دلالته فلا يختلف فيها عن القرآن الكريم. المشكلة هي أن الذين لم يألفوا رحمة المبعوث رحمة للعالمين فيستكثرونها على أنفسهم وعلى الناس من حولهم يعمدون إلى تأويلات فجة بمثل ما ترى الباطنيين يؤولون المحكمات تأويلا شنيعا تأباه اللغة والفطرة. التأويل الفاسد هو فاسد سواء صدر عن الباطنيين أو عن الظاهريين إذ العبرة بالفساد وليس بالمفسد. قرأت في بعض الكتب التي تشرح هذا الحديث ما يلي : „ يحب أن يراعى أن إذن النبي عليه الصلاة والسلام لهذا الصحابي بالتصدق على أهل بيته خصوصية خصه بها”. ولو تتبعت مثل تلك الخصوصيات التي يتأولها أولئك ثم جمعتها لرأيت عجبا. ذاك العجب ليس هو سوى أن ثلث الدين إنما جاء لمحمد عليه الصلاة والسلام وحده. أين أسس العقيدة الإسلامية إذن من إطلاق وعموم للخطاب الإسلامي؟ جمدها الإنحطاط وإغتالها العقل البالي بمثل ما إغتال الأمويون أمر الأمة إنقلابا ضد الشورى ثم ضد المرأة وعادت الجاهلية العربية من الباب الخلفي بعد إنقضاء القرون الذهبية الثلاثة الأولى التي أخبر عنها عليه الصلاة والسلام وذلك هو ما يبرر تجديد الدين وليس التدين إجتهادا و جهادا جنبا إلى جنب فلا إجتهاد بلا جهاد ولا جهاد بلا إجتهاد إذ لا روح بلا بدن ولا بدن بلا روح.
2 القول بأن ذاك رخصة منه عليه الصلاة والسلام ورحمة وسعة وإجتهاد نبوي سديد يؤيده الوحي الصحيح الثابت الصادق.. هو القول الصحيح هنا دون تمحل ولجوء إلى التخصيص ليتحول الدين خصوصيات وكيلا بألف ألف مكيال. لك أن تقول بغير ذاك أو إلى جانبه إن شئت رغم أن القول الأول أقوى عندي .. لك أن تقول أنه تصرف بمقتضى الإمامة فهو النبي الإمام في آن واحد فلما مات إنقضت النبوة وبقيت الإمامة. ذلك كذلك أولى من تخصيص الدين. القول فيها كذلك بأنه عليه الصلاة والسلام يراعي الحاجات والضرورات و ينزل كل حكم في محله المناسب .. ذاك كذلك قول سديد رشيد يعفيك من اللجوء إلى تخصيص الدين وتحويله إلى كنيسة يتصرف فيها القس بما لا تدركه العقول..
3 ذلك هو مظهر من مظاهر رحمة المبعوث رحمة للعالمين ولكن مأساتي ورب الكعبة هي أننا تنكبنا ذلك تنكبا عجيبا بأثر من إنحطاط سالف و تغريب خالف إلا قليلا. تصرفه عليه الصلاة والسلام مع هذا الرجل هو عين الرحمة واللطف ورعاية الحاجة والضرورة وهو مشهد يلتقطه الداعية والإمام والمفتي والقاضي وكل من يوقع عنه بتعبير إبن القيم في كل زمان ومكان وحال وعرف مناسب للحالة ذاتها قياسا عقليا منطقيا مفهوما يناسب الفطرة والرحمة والدعوة. أملي كل أملي ورب الكعبة هو أن يعود كثير من المفتين فينا ومن في حكمهم من الوعاظ والخطباء والأئمة أطباء العقل ليحتقنوا بحقنة تطعيمية تحميهم ضد أوبئة فتاكة إسمها : تقمص صفة رجل دين لا يعرف من الدنيا كلها إلا الحلال والحرام أي شرطيا يقضي ويعاقب وليس موجها مرشدا يخفق قلبه رحمة بالناس. حاجة أكثر المفتين فينا إلى أولئك الأطباء وتلك الحقن أكثر من حاجة أبنائنا إلى حقن ضد الشلل والسل لأن شلل العقل وسل النفس أولى بالوقاية أو بالعلاج.
4 إجمع إليك هذه النصوص المتعلقة بالصيام لتدرك من هو محمد عليه الصلاة والسلام.
أ “ ليس من البر الصوم في السفر” ( متفق عليه).
ب “ ذهب المفطرون اليوم بالأجر” ( متفق عليه).
ج “ كان يكون علي الصيام من رمضان فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان” ( عائشة عليها الرضوان متفق عليه). إجتهد بعض الفقهاء فرضا لفدية لمن قضى بعد شعبان ولكنه إجتهاد إستحبابي ترغيبي وحضا على الخير ولا دليل عليه من الإسلام أصلا وما إدعى واحد منهم غير ذلك فلما آل الأمر إلينا فرضنا ذلك على الناس فرضا بإسم الحيطة غيرة على دين لم يكتمل وخوفا عليه من الضياع وعلى الناس من الفسوق!!!!!!!!!
د “ من ذرعه القيئ وهو صائم فلا قضاء عليه ومن إستقاء عمدا فليقض” ( أحمد وأبو داود). إجتهد بعض الفقهاء فرضا لقضاء يوم لمن إستقاء عمدا فرجع بعض ما قاءه إلى جوفه ولم يكن ذلك منهم إلا إستحبابا وجبرا ولم يدع واحد منهم أن ذلك من الشريعة فلما آل الأمر إلينا فرضنا ذلك عليهم بعد ما صمت العقول عن فقه غذاء خرج من البطن إلى الفم ثم عاد إليها أنى له أن يغذي صاحبه بل هو عالة عليه. ولكنها جرثومة التحريم كما قال بحق الشيخ الكلباني أحد أئمة الحرم المكي الشريف.
ه “ كان يقبل وهو صائم “ ( الأم الكريمة عائشة متفق عليه).
و “ من أكل أو شرب ناسيا فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه”. ( متفق عليه). ورغم ذلك إجتهد بعض الفقهاء لفرض قضاء يوم بدل ذلك ولكنهم فعلوا ذلك تحريضا على الخير ولم يدع واحد منهم أن ذلك مشروعا بالوحي الكريم الصحيح. فلما آل الأمر إلينا أصبح في عرفنا ذلك معلوما من ( الجهل ) بالضرورة. أصل ذلك أننا نستكثر رحمة الرحمان بنا ونستكثر رحمة محمد عليه الصلاة والسلام بنا. ما هو دواء بشر يتصدق عليه ربه ورسول ربه بصدقة فيمتنع عنها خوفا على دينه!!! هل تجد في الدنيا أحمق من هذا؟؟؟
ز “ لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخرو السحور”. ( متفق عليه). أنظر إلى جانبك لتفى أن المؤذن يؤذن لصلاة المغرب ثم يفطر ثم أنظر مرة أخرى لتلفى أن المصلي يتجاوز ذلك ويزيد عليه بإبتداع خمس دقائق أو أكثر حيطة لدينه فلا يفطر حتى بعد فطر المؤذن الذي لا يفطر هو بدوره إلا بعد إكمال آذانه!! أي خير هذا الذي جلبه إلينا الصادق المصدوق ونحن نأباه!!! أما نكبة الإحتياطات الفارغة في السحور فحدث ولا حرج. حتى إن أكثر الإمساكيات في أروبا اليوم تخرج على الناس بوقتين : وقت للإمساك وآخر للفجر وبعضها وقت للمغرب ووقت للإفطار.. أي جهل هذا وأي حمق هذا وأي تنكب لسنة محمد عليه الصلاة والسلام. أليس هو القائل : „ من رغب عن سنتي فليس مني”. لو إتسعت هذه الموعظة المرتجلة لنصوص أخرى كثيرة سيما من تطبيقات الصحابة لهذا الحديث لرأيت والله العظيم عجبا عجابا لا تنفك بعده أن تقول : نحن أتقى من الصحابة أو أن تقول الأخرى : لا شأن لنا بهم في أكثر الدين ولكنها نسبة الدعي!!!
ح “ ما تقرب إلي عبدي بأحب إلي مما إفترضته عليه..“ ( البخاري). مما عرفت من نكبات في حياتنا الدينية حرص بعضنا على النافلة وتضييعه للفريضة أي خلاف إتجاه هذا الحديث الصحيح مائة بالمائة. عندما قال الفقهاء بأنه لا تقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة فإنهم لم يقولوا ذلك من فراغ أو إجتهاد ظني مدخول وإنما تأسسا على نصوص ثابتة صحيحة منها هذا الحديث. ألا تعلم أن صحيح البخاري دون غيره حديقة غناء فواحة أحاطها صاحبها عليه الرحمة والرضوان بحرس شديد وعسس عتيد فلم ينفذ إليها أبدا قط زهرا مزورا أو وردة لونها لون الحديث وريحها ريح الكذب عنه أو الفهاهة؟ أبصر حولك لتلفى من الناس من يحرص على التراويح أكثر من حرصه على صلاة الجماعة في الصلاة المكتوبة من مثل الفجر والعشاء الآخرة. كم يضيع هذا المسكين من أجور وحسنات كجبال تهامة وهو لا يدري؟ أليس هو مثل بائع الأقمشة الصوفية الثخينة في الخرطوم في مثل هذه الأيام الفائضة سعيرا؟ لا يجني ذاك إلا بما يجني هذا. من مصائبنا أننا نعقل الدنيا ونسوسها بالفهم والفقه والمقصد والعلة والقياس والمصلحة والحسنى و فتح ذرائع الخير والإقتباس أما الدين فإنما نسوسه بالتقليد الأعمى.
ط مثال حي لما لا يريد الناس سماعه وبذا يفر منه الدعاة : „ تفتح أبواب الجنة يومي الإثنين والخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا”. ( مسلم). أليس فقهنا المعاصر أولى بمبحث جديد إسمه : مبطلات الصلاة ومبطلات الصيام ولكن على غير الطريقة التقليدية. ما هي مبطلات الصلاة التي يتحاشى ذكرها الأئمة؟ “ ثلاث لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا : رجل أم قوما وهم له كارهون وأخوان متصارمان وإمرأة باتت وزوجها عنها ساخط “. كيف لك أن تفر من قوله لا ترفع صلاتهم؟ أنى لنا أن نؤولها تأويلا باطنيا لنسعد بتفرقنا وإنشقاقنا؟ هل تجد كتابا واحدا في الفقه يعرج على ذلك أو يذكر به مجرد تذكير؟ طبعا لا. لم؟ لأنه حدث في أم عهدنا الإسلامي الأول إنقلاب أموي شنيع ضد أعلى قيمة إسلامية وهي قيمة الشورى. نحن اليوم نتحاشى ذلك لأننا نخاف أن نسأل عن هذا الإمام الذي أم قوما وهو له كارهون هل هو إمام الدين أم إمام السياسة!!! ألا ترى أن السؤال قبيح أعرج؟ أنى لسؤال أعرج قبيح أن يلفى له جوابا سليما صحيحا؟ ألم تقل العرب : أنى يستقيم الظل والعود أعوج؟ إذا قلنا هو إمام الصلاة رضي عنا إمام السياسة وإذا قلنا هو إمام السياسة فتح السجن لنا فاه فاغرا أو النفي والتشريد داخل البلاد أو خارجها وإذا لذنا بالفرار من الجواب عاملنا الناس معاملة من فقد مبرر وجوده فالسخرية منه هي سيدة الموقف. وما هي مبطلات الصيام التي نفر منها؟ هي ذاتها أي مبطل سماه محمد عليه الصلاة والسلام ( الحالقة). أي تحلق الدين بمثل ما يحلق الموسى الشعر. ليس هناك من معنى آخر لهذا الحديث الصحيح سوى أنه يستوي صومك مع فطرك إذا كنت على خصومة مع أي مسلم إلا محاربا للإسلام أو معاقبا بمثل عقوبة المخلفين عن تبوك حيث لا تبادل للسلام بينكما فإن بدأته قبل صومك وإن رددت عليه سلامه ولو بمثله قبل صومك أما دون ذلك فلا حرج عليك أن تأكل وتشرب وتنزوي على أنثاك بمثل ما يفعل المفطرون. دلوني على تأويل آخر لأفيء إليه توا.
ي “ ثم إعتكف أزواجه من بعده “ ( متفق عليه). مثال آخر لما لا نريد التذكير به ولا يريد الناس سماعه. عد إلى تمحلات المتمحلين لتلفى عجبا يندى له الجبين إن كان في الهامة جبين يندى. من قائل أنه خاص بهن ومن قائل أنهن إعتكفن لأنهن لا يحضن ولا ينفسن ومن قائل أن أذن لهن بذلك في حياته.. ومن قائل ومن قائل ومن قائل .. إلا قولا واحدا حرمه عليهم البخاري وذلك عندما أخرج الحديث في صحيحه ثم ثنى عليه مسلم.. قول واحد محرم عليهم هو أن الحديث ضعيف أو حسن أو غير ذلك. النتيجة هي : لا تعتكف المرأة وإن إعتكفت بمحرم وبإذن زوج ومسجد لا يغشاه الرجال و لصيق بدارها ولا يجوز لها في الإعتكاف كذا وكذا وكذا وكذا وكذا وكذا وكذا وكذا وكذا وكذا وكذا وكذا وكذا وكذا وكذا وكذا وكذا وكذا.. أي : لا تعتكف المرأة بإختصار رخيص جبان إنقلابا على إرث النبوة بمثل ما إنقلب الأمويون. إنقلبوا هم على السياسة في الدين وإنقلبنا نحن على الدين في السياسة وبئس الإنقلابان ولو كانت في أيدينا سياسة لإنقلبنا بمثل ما إنقلبوا ولكن إنقلبنا على ما نستطيع الإنقلاب عليه.
خلاصة الموعظة.
كلمة واحدة لا ثاني لها هي أمل من آمالي والله : تعرف إلى محمد عليه الصلاة والسلام من القرآن الكريم أولا ثم من البخاري ومسلم ثانيا ثم من السنن الأربعة والموطإ والمسند ثالثا ثم من غيرها من كتب الحديث سيما صحيحي : إبن حبان وإبن خزيمة رابعا ثم من غيرها من الكتب السبعة عشر ثم من كتب السيرة وشمائله بصفة عامة من مثل رائعة القاضي عياض وغيرها مما لا يحصى. التعرف إليه لا يتطلب كثرة بقدر ما يتطلب منك أنت نباهة وعقلا وفهما وفقها وسؤالا وتوقفا وتأملا و تدبرا. ليس الفقيه بكثرة العرض ولكن الفقيه بدقة الفهم وإذكر دوما قالة ذهبية للإمام علي عليه الرضوان : „ ألا أنبئكم بالفقيه كل الفقيه؟ قالوا بلى. قال : الفقيه كل الفقيه من لا يوئس الناس من رحمة الله ولا يؤمنهم من مكره”.
تعرف إليه ثم عرف الناس به. إبدأ بالمسلمين لأن كثيرا منهم يجهل عنه أكثر مما يعلم.إذا كنت صاحب علم في اللغات فلا تضن على نفسك بخير إسمه : ترجمة حياته حديثا وصفة وسيرة إلى لغات الدنيا إذ ليس هناك لغة إسمها لغة إسلامية أو لغة الإسلام ولكن كل لغة يتحدثها مسلم أو لهجة يرطن بها غير عربي هي لغة إسلامية ولهجة إسلامية.
تعرف إليه وليكن ذلك مشروع كفل من حياتك. تعرف إليه ليتجدد إيمانك ويرسخ يقينك وتفقه الحياة ثم تفقه الدين ثم تكون داعية ناجحا يعرف الدين ويعرف الحياة أما من يعرف الدين كله ويجهل ربع الحياة فقد جهل الدين كله وربع الحياة وبمثله من يعرف الحياة كلها ويجهل ربع الدين فقد جهل الحياة كلها والدين كله.
تقبل الله صيامكم وقيامكم وصلاتكم وإنفاقكم ودعاءكم وصالح عملكم.
والله تعالى أعلم.
الهادي بريك ألمانيا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.