تقول النكتة إن الرئيس المصري حسني مبارك يحب الاسكواش. فسأل شيخ الأزهر إذا كانت هناك ملاعب في الجنة. فقال له إنه سيحاول أن يأتيه بالجواب. وبعد أيام، قال له الشيخ إن لديه خبرين: الأول جيد والثاني سيئ. ثمة ملاعب اسكواش هناك، لكن لديك مباراة هناك بعد أسبوعين. بهذه النكتة، استهل الكاتب في صحيفة «الاندبندنت» البريطانية روبرت فيسك تقريراً بعنوان «المصريون يستعدون لمرحلة ما بعد مبارك». فهم يتندرون من الرئيس «المريض»، ويتطلعون إلى تنحيه، بالوفاة أو بغيرها، «لا كرهاً فيه، وإنما حباً بالتغيير»، مشيراً إلى أن التكهنات حول من سيخلفه تتراوح بين ابنه جمال، ورئيس الاستخبارات عمر سليمان، والمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي «الذي عاد إلى البلاد باسم التغيير». ولماذا يريد المصريون التغيير؟ لأسباب عدة، يقول فيسك، منها «القمع البوليسي وغياب الديموقراطية والفساد»، فضلاً عن «العزل التام بين الفقراء الذين يقيمون في أحياء البؤس، والأثرياء الذين يقيمون في منازل فخمة معزولة تماما عن محيطها». وكما العراقيون إبان عقوبات الأممالمتحدة، التي كان الغرب يأمل أن تدفعهم للإطاحة بصدام حسين، «فقد بلغ الضجر بمعظم المصريين حداً يحول دون ثورتهم على النظام»، إذ انهم مهتمون بدرء الفقر عن عائلاتهم أكثر من «النيل من الرجل الذي أذاقهم مثل هذا البؤس». وتابع فيسك انه «مثلما كانت حكومات العصر الفيكتوري في بريطانيا تخشى ثورة الأحياء الفقيرة في لندن ومانشستر وليفربول، فإن أجهزة الأمن المصرية تخشى أن تتحول أحياء الفقراء إلى بؤر لمعارضة النظام والثورة»، ولهذا فإن «الأجهزة الأمنية تخصها بتواجد مكثف وعناية خاصة». ثم استعرض فيسك حظوظ الشخصيات المرشحة للخلافة. فكانت «لافتة»، محاولات دفع جمال مبارك إلى الواجهة، «حيث بدأت صوره تنتشر على الجدران»، وإن كان «لم يفصح بعد عن اهتمامه بخلافة والده». وعمر سليمان «نافذ، لكن صحته الضعيفة ربما تكون عائقاً». أما البرادعي ف«محبوب في أوساط الشباب والطبقة الوسطى ويقود حملة من أجل تغيير الدستور». وماذا عن مصر «كقوة عربية عظمى»؟ يجيب فيسك «انها تتلاشى»، فمعاهدة السلام مع إسرائيل «سببت بهتان استقلال البلاد». ومع قضية غزة، تجد القاهرة نفسها «كخادم للمستعمر»، فعمدت إلى سد المنافذ أمام 1.5 مليون فلسطيني لتُبقي على حصار إسرائيل «الوحشي» لهم. وهي تفعل ذلك «لأنها تخشى حماس أكثر من خشيتها إسرائيل». فإذا كانت الأخيرة «تعتبر حماس وكيلا لإيران، فإن مصر تعتبرها داءً معدياً». وعليه، فإن مصر «ستساعد إسرائيل طواعية» لتتصدى «للجراثيم الإسلامية» حمايةً من «عصيان إسلامي جديد». وبعدما استعرض آراء المصريين بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر بوصفه يمثل «البطولة والفشل»، فيما مثل خلفه أنور السادات «السلام والذل»، يتساءل فيسك «وماذا عن مبارك؟»، قبل أن يجيب «دعونا ننتظر حتى تفتح ملاعب الاسكواش أبوابها»! من جهتها، رأت صحيفة «لوس انجلس تايمز» الأميركية أن مسألة خلافة مبارك، والأخبار المتعلقة بصحته باتت «لعبة أحاج»، مشيرة إلى أن إحجام الرجل الثمانيني عن تعيين خليفة له «يثير قلق القاهرة، وكذلك واشنطن».