أكدت حركة النهضة ما يشاع حولها من ازدواجية وتناقض بين الخطاب والممارسات حيث بان بالكاشف خلال المؤتمر التاسع لحركة النهضة زيف الشعارات التي رفعتها الحركة منذ عودتها لتونس عقب الثورة والتي رفعت من شأن المرأة وقدست حقوقها ووعدت بالحفاظ على مكاسب المرأة التونسية وأولها مجلة الاحوال الشخصية. حيث بان بشكل جلي خلال أيام المؤتمر غياب شبه كلي للمرأة في المواقع القيادية بدأ برئاسة الحزب وصولا إلى المكتب السياسي ومجلس الشورى. وان لعبت صورة المرأة الغير محجبة في شخص سعاد عبد الرحيم عملية تسويقية لاندماج حركة النهضة داخل مجتمع حداثوي... لكن المرأة المحجبة لم تجد نفسها في المواقع القيادية في أول مؤتمر علني لتكون خلف سطور الشعارات ووراء "عقلية ذكورية" ونظرة دونية للمرأة كانت سمة الحركة منذ انبعاثها. كما لا يخفى على أحد أن حضور المراة النهضاوية في المجلس التاسيسي يعود فيه الفضل إلى عياض بن عاشور ومبدأ المناصفة الذي ابتدعه وهو ما أسفر عن صعود نائبات لا يملكن دراية ولا حضورا فعليا في المداولات وصرنا أرقاما لتمرير مشاريع القوانين عبر "التصويت الجماعي" التي تتبعه الحركة داخل اروقة المجلس التأسيسي. حيث سجلنا في المؤتمر التاسع للنهضة غياب المرأة في قائمة الترشحات لرئاسة الحركة، وفي ذات السياق أكدت فريدة العبيدي الناطق الرسمي باسم المؤتمر أن عدم ترشح المؤتمرات هو اختياري ..إلى جانب أنهن غير مؤهلات للقيادة. كما وجهت أصابع الاتهام لنظام بن علي الذي كان سببا في اقصاء المرأة النهضاوية من العمل السياسي حيث كانت لا تتمكن من حضور مؤتمرات النهضة السابقة نظرا لكونها كانت تعقد في السرية لتكن بذلك ناقصات خبرة... والأكيد أن النهضة كانت ولازالت حركة "ذكورية" في قيادتها وإستراتيجيتها وان غيرت طريقتها من العمل الدعوي إلى حداثة. احلام شهبون وجيهان اللواتي