إجماع على «تثبيت» راشد الغنوشي من أجل الإعتدال و الوفاق --- تواصلت أشغال المؤتمر التاسع لحركة النهضة أمس في يومها الثاني والذي تركز خاصة على عمل اللجان. وكان المؤتمرون صوتوا لعبد اللطيف المكي ليكون رئيسا للمؤتمر بإجمالي 496 صوتا من بين حوالي 1100 مؤتمر بعد أن ترشح لهذه المهمة حوالي الثلاثين. وقد ترأّس الجلسة الإفتتاحيّة التّنظيميّة الشيخ عبد الوهاب عبد الكافي النائب عن ولاية القيروان باعتباره أكبر المؤتمرين سنّا (84 سنة ورانية الرياحي نائبة عن ولاية سليانة باعتبارها أصغر المؤتمرين سنّا ( 19 سنة). و من ابرز إفرازات الجلسة الأولى للمؤتمر، مصادقة الأغلبية على اعتماد طريقة التصويت الرقمي خلال مختلف مراحل العملية الانتخابية للمؤتمر العام التاسع للحركة. بمعنى ان التصويت سيكون الكترونيا ومن المنتظر أن تنطلق عملية التصويت مساء اليوم السبت. وقد انطلق المؤتمرون أمس في مناقشة التقرير الأدبي والمالي والتصويت على القرارات التي تتضمنها اللوائح. ومن بين الملفات التي ستتم مناقشتها تحديد تصورات الحركة لمكانة الدين في المجتمع والمرأة والأسرة والإعلام وطبيعة النظام الذي يمكن أن تكون عليه البلاد لاحقا وموضوع الهوية وموقع الدين في السياسة والسياسات الاجتماعية والثقافية والتنموية للحركة.. هذا الى جانب التأكيد على إبراز التوجه المعتدل لحركة النهضة والتأكيد على أنها حزب إسلامي معتدل ومنفتح ومهتم أساسا بمشاغل التونسيين والتونسيات. وهو ما يفسر التوجه نحو الابقاء على الشيخ راشد الغنوشي (70 عاما) الموصوف صلب الحركة بكونه من التيار المعتدل وانه الرجل الوفاقي في الحركة.وانه الوحيد القادر على مواجهة من يوصفون ب»الصقور» صلب الحركة على غرار الصادق شورو والحبيب اللوز. وينتظر أن تنطلق مساء اليوم عملية انتخاب المكتب التنفيذي الجديد لحركة النهضة ولم يعرف بعد هل ان الرئيس والامين العام سيتم انتخابهما مباشرة من القاعدة أم أن المكتب التنفيذي المنتخب هو الذي سيتولى اختيار الرئيس والامين العام. ولو أن المؤشرات تشير الى اعادة انتخاب راشد الغنوشي كرئيس واحتمال كبير لتغيير الامين العام الحالي حمادي الجبالي بأمين عام جديد حتى يتفرغ الجبالي لرئاسة الحكومة. وعلمت «الصباح» من عناصر قيادية في النهضة أنه سيتم انتخاب مجلس شورى سيكون السلطة الاعلى في الحركة ليس على مستوى التسيير واتخاذ القرارات بل على مستوى الاستشارة والتدخل عند الضرورة لتعديل الاوتار. وستعطى لمجلس الشورى صلاحية عزل رئيس الحركة. ويذكر أن أعمال هذا المؤتمر ستتواصل على امتداد ثلاثة أيام تحت شعار «مستقبلنا بأيدينا «، حيث سيتم خلاله مناقشة العديد من القضايا السياسية والتنظيمية، إلى جانب انتخاب القيادة الجديدة لهذه الحركة. سفيان رجب العجمي الوريمي ل«الصباح»: المؤتمر سيصدر رسالة طمأنة وتمسك بالمبادئ وثبات على الخيار المدني والديمقراطي والائتلافي على هامش المؤتمر التاسع لحركة النهضة ذكر العجمي الوريمي القيادي في الحركة ل»الصباح» أن فعاليات اليومين الاول والثاني تعطي مؤشرات على نجاح اول مؤتمر علني ل»النهضة» وأن المؤتمر سائر نحو النجاح وبأنه سيكون مؤتمرا تاريخيا بكل المقاييس. واضاف ان النجاح تجسد من ناحية الحضور في الداخل والخارج والتغطية المكثفة لوسائل الاعلام الوطنية والدولية وكذلك الاصداء التي كانت كلها ايجابية.واضاف الوريمي أن النجاح يجسده كذلك تحول قصر المعارض بالكرم الى فضاء حي من النقاش السياسي والفكري والفني في ظل حضور اكثر من 1120 مؤتمرا دون احتساب المناصرين والقواعد.وشدد الوريمي على ان المؤتمر التاسع للنهضة حقق غايته الكبرى بلم الشمل وتوحيد الرؤى والتوجهات والخيارات اي انه كان مؤتمرا توفيقيا بالإساس.واضاف ان المؤتمر سيصدر رسالة طمأنه ورسالة تمسك بالمبادئ وثبات على الخيار المدني والديمقراطي والائتلافي. وفيما يتعلق بمستقبل الحركة وافاقها بعد المؤتمر التاسع وهل من مؤشرات حول تكريس خيارات جديدة للحزب في ظل الواقع السياسي الجديد للبلاد، أجاب العجمي الوريمي أن المؤتمر سينتخب قيادة جديدة للحركة سترافق عمل الحكومة خلال الفترة القادمة وستشرف على الاستحقاقات السياسية القادمة بما في ذلك اعداد الدستور والانتخابات...