يعتبر قطاع النقل العمومي مرفقا عاما يهم كافة شرائح المجتمع مهما اختلف المستوى الاجتماعي للأفراد الا انه رغم هذه الأهمية كان ولا يزال موضوع تشكيات... ومعاناة نظرا لما يشوب وسائل النقل العمومي من مشاكل متفرعة الأبعاد وخاصة "الحافلات" وعندما نقول حافلة فإننا نتذكر الازدحام والفوضى وعدم احترام المواعيد والتأخر عن الالتحاق بالعمل. كل هذه المشاكل يعانيها المواطن التونسي كل صباح عند الذهاب إلى العمل أو الى الدراسة وكل مساء عند العودة إلى المنزل. فرغم معايشة كل هذه المشاكل يوميا إلا انه من الصعب أن نعتاد عليها لما تسببه من إرهاق بدني وتوتر عصبي مكره أخاك لا بطل. فمن المسؤول عن كل هذه المشاكل الحاصلة في قطاع النقل العمومي؟ وأين يكمن الحل؟ هل تتحمل شركة نقل تونس مسؤولية كل هذه المتاعب؟ هل يمكن ان يكون للمواطن دور في التوصل الى حلول تجنبه المشقة اليومية؟ للإجابة عن كل هذه التساؤلات توجهت جريدة "الخبير" الى مقر شركة نقل تونس حتى تكشف الستار عن كم هائل من الاستفسارات التي تجول بخاطر كل مواطن تونسي فكان لنا لقاء مع السيد ماهر حنيني مكلف بالعلاقات مع المواطن لنجري معه الحوار التالي: *هل هناك لشركة نقل تونس إدارة مكلفة بتنظيم رحلات الحافلات داخل تونس الكبرى؟ ان شركة نقل تونس جهاز مختص بدارسة وتنظيم الرحلات التي تقوم بها الحافلات في كامل تونس الكبرى حيث يراعي هذا الجهاز خصوصية كل خط في إطار دراسات ميدانية تأخذ بعين الاعتبار المساحة والكثافة السكانية وعمل هذا الجهاز يتميز بالدقة ومراعاة الصالح العام. *إذا كان فعلا هذا الجهاز يقوم بعمل ميداني مدروس فما مرد التشكيات الصادرة عن المواطنين؟ إن تشكيات المواطن نابعة عن قلة دراية بطبيعة عمل شركة نقل تونس ومخططاتها العملية. *هل يمكن اعتبار سوء تنظيم أوقات انطلاق الحافلة مخططات عملية؟ إن الشركة لا يمكن أن تعمل دون تنظيم وتحديد أوقات انطلاق الحافلات لكن هذا لا يعني أن الرحلات مضبوطة ومحترمة للمواعيد وذلك لعدة أسباب يمكن حصرها في النقاط التالية: · أسباب متعلقة بالأسطول: ان الشركة لا تملك أسطول حافلات ضخما يمكنها من تخصيص عدد كبير من الحافلات بكل خط وفي أوقات متقاربة فرغم سعيها الى تعزيز أسطولها فإنها تبقى منقوصة هذا إلى جانب العطب الذي قد يحدث ليعمق المشكل والعطب وارد في كل لحظة رغم الحرص على العناية بالصيانة اللازمة. · أسباب متعلقة بطاقم العمل: ان الشركة في إطار خططها التنظيمية وحرصا منها على السير العادي للرحلات تعتمد على تخصيص سواق رئيسيين وآخرين احتياطيين حتى تتم المحافظة على السير العادي للعمل في حالة تغيب احد السواق الا انه قد يحدث ان يشمل التغيب بعض السواق الرئيسيين وكذلك الاحتياطيين في نفس الوقت مما ينجر عنه تأخير في وقت انطلاق الرحلات. · أسباب متعلقة بطول المسافة وحالة اكتظاظ الطرقات لدينا رحلات لمسافات طويلة مثل خط الحافلة رقم 116 الرابط بين تونس وطبربة فاكتظاظ الطرقات يضاعف من تأخيرها ويبقى وقتها متذبذبا غير قار رهين انفراج حركة المرور. · أسباب متعلقة بالمواطن: المواطن لا يراعي ضغوطات الطريق ويريد ان يصل الى عمله في ظرف قياسي فيكون الازدحام مما يجعل السائق مضطرا الى السير ببطء وهو ما ينتج عنه تأخير فادح فلو أن مواطن من جهته يراعي حالة الفوضى والازدحام ليخصص متسعا من الوقت للالتحاق بعمله. هذا بالإضافة إلى إمكانية توقفها من حين لآخر لحل إشكال او فض نزاع بين السائق واحد الركاب او بين الركاب في حد ذاتهم فلو تعطلت الحافلة في كل محطة دقيقتين لناهزت مدة تأخيرها الساعة وهذا خارج عن نطاق عمل الشركة لكنه يبقى رهين مدى تفهّم المواطن ووعيه فلو كان كل شخص يحاول إصلاح نفسه وتجاوز أخطائه لكان الحال أفضل بكثير لتمكنت الشركة من تطوير خدماتها وهنا يجدر الحديث عن أهمية اقتطاع التذاكر الذي يتسبب في مشاكل عديد فبالإضافة الى الخصومات الناشئة بين سائقي الحافلات والمواطنين والتي صحبتهم عدد كبير من طاقم عمل الشركة فانه التزام كل رمزية سيوفر للشركة سيولة لعزيز أسطولها والقيام بالصيانة اللازمة لبقية الحافلات. *لماذا لا يلتزم السائق بالوقوف في المحطة الرئيسية ويبتعد لمسافات طويلة حين تقف الحافلة؟ في إطار تنظيم العمل فان السائق يمكنه ان يقف بعيدا عن المحطة قصد إنزال الركاب وكإشارة إلى أن الحافلة لا تستوعب المزيد لذلك يمتنع على السماح لهم بالصعود وهذا يخضع لاجتهاد السائق لكن لا يمكن ان نفكر انه قد يصدر عن بعض السائقين بعض التجاوزات في هذا الخصوص *لقد سمعنا هن حوادث حافلات في الآونة الأخيرة هل يمكن ان يكون لصغر سن السائقين الجدد دخل في ذلك باعتبارهم يفتقدون الخبرة في هذا المجال؟ في الحقيقة لا يمكن الجزم بذلك كما لا يمكن نفيه لكن كل ما أستطيع قوله هو ان هناك مراقبة مستمرة للسائقين الشبان الذين يخضعون إلى عدة تربصات تطبيقية ونظرية عند انتدابهم وحتى بعد مباشرتهم لعملهم قصد الإحاطة بهم ومزيد رسكلتهم تجنبا لعدة مشاكل خاصة وان قطاع النقل يبقى في نظرنا مجالا حساسا وجديرا بالاهتمام لقد أكد لنا السيد ماهر حنيني ان مسؤولية تردي واقع النقل العمومي وخاصة الحافلات هي مشتركة بين شركة نقل تونس والمواطن الذي يبقى الطرف المؤثر في كامل القطاع. فالتزام الشخص وشعوره بالمسؤولية وتحليه بالنظام يجعل على الشركة قادرة على ان تؤدي خدماتها بدقة وفي أحسن الظروف وبذلك يتم إرضاء جميع المسافرين. حوار:ريم حمودة