ما إن أعلن رئيس الجلسة السّيد محمّد علي التومي عن انتهاء الفترة الصباحية، حتّى أقبلت الأفواه على ما أعدته الجامعة من حلويات و مشروبات في حوار فريد من نوعه.. اغتنمت جريدة " الخبير " الفرصة لتلتقي ببعض الوجوه البارزة لدردشة قصيرة قد يجد المعتمر فيها إضافة توضّح له ما تعلّق بذهنه و لم يجد له جوابا في الإبّان.. * السّيد طارق هلال متقاعد من شركة الخدمات و من المختصّين في الميدان: قلنا له: أخ طارق أنتم من المختصّين في ميدان الحج و العمرة باعتباركم من المواكبين لشركتي تور أفريك و الخدمات الوطنية و الإقامات، ما هي السبل الناجعة حسب رأيك للخروج من سلسلة الفشل التي يعرفها القطاع منذ أكثر من ستّ سنوات ؟.. أجاب قائلا: قبل كل شيء لماذا يسعى الجميع لتحميل مسؤولية الفشل لمنتزه قمرت، هناك عدّة عوامل تساهم كل عام في فشل العمرة، و أوّلها و الذي يعتبر العمود الفقري للعمرة هو النقل الجوّي، هذا العنصر إذا نجح نجحت العمرة، و إذا فشل فشلت العمرة، بمعنى إذا نجح يلزم البقيّة بتحقيق النجاح.. أوّلا الخطوط التونسية تتوفّر على أسطول قادر على تحقيق هذا النجاح و لا فائدة ترجى من الدخول في التفاصيل أكثر.. ثانيا وكالات الأسفار تتسوّغ طائرة و أكثر ثم تبيع المنتوج للمواطن الجزائري، فالمواطن الجزائري يذهب للتونسية لاقتناء التذاكر وهي بدورها ترشده على الوكالة المعينة ليشتري منها التذاكر.. أمّا بالنسبة لمنتزه قمرت أعتقد أنّه بشركة سعودية واحدة في المدينة و مكة لا يقدر على توفير السكن ل40 ألف معتمر في وقت قياسي لا يتعدّ الشهر.. أقترح أن يقع التعامل مع ثلاثة شركات سعودية أو اثنتين واحدة في المدينة و الأخرى في مكّة.. النقطة الثانية تتعلّق بالمعتمر نفسه إذ من المفروض أن يتقدّم إلى وكالة الأسفار قبل ثلاثة أو أربعة أشهر حتى يمكن جميع الأطراف من القيام بعملها في أحسن الظروف.. * السيد سمير الرّحال أسفار بلا حدود: يقول محدّثنا الحلّ الوحيد للخروج بقطاع العمرة إلى برّ الأمان أن نعود إلى طريقة العمل التي كانت قبل ظهور منتزه قمرت، هذه الشركة التي غيّرت كلّ شيء في ميدان العمرة سلبا و ليس إيجابا و الدليل ما نعيشه اليوم من اضطراب في البرمجة و الغشّ على مستوى بيع المنتوج.. * السيد معزّ بو جميل الرئيس المدير العام لشركة الخدمات الوطنية و الإقامات: عن استمرار الفشل في تنظيم موسم العمرة يقول السد معز بو جميل: النجاح مرتبط بحسن التنظيم و الانخراط في المنظومة كاملة، العمرة كالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعت بقية الأعضاء.. و هناك أعضاء داخلية و أخرى خارجية، إذ لا يمكن للنّاقل الجوّي أن ينجح إذا لم يحقّق التوافق مع السلط السعودية المسؤولة على هبوط و إقلاع طائراتنا بأراضيها.. و لا يمكن لوكالات الأسفار أن تحقق كذلك النجاح المأمول إذا لم تتّفق مسبّقا مع الناقل الجوّي و منتزه قمرت حول الرحلات و سكن المعتمرين.. و لا يمكن لمنتزه قمرت أن تتوفّق في أنهاء الموسم بلا مشاكل و متاعب إذا لم يكن هناك طريقة عمل واضحة يشترك فيها الناقل الجوّي و وكالات الأسفار، بالإضافة إلى المطوّف السعودي الذي في يده الحلّ و الرّبط على مستوى قيمة الفنادق و قربها من الحرمين الشريفين.. ما أعد به هو أنّنا سنعمل مستقبلا على إجبار المطوّف بالإيفاء بوعوده و احترام العقود الممضاة معه.. هذا طبعا إلى جانب احترام كلّ طرف الآجال المتفق عليها و نوعية المنتوج المتوفّر.. عموما ما دمنا نحقّق النجاحات في موسم الحج، لا أرى مانعا من تحقيقه في مواسم العمرة، فقط يجب أن تتعلق هممنا ببلوغ هذا الهدف.. * السيد محسن الماسة للأسفار: أنا أحمّل منتزه قمرت تبعة الفشل لأنّه هو الذي يشتري السكن، و هو الذي يختار الناقل الجوي و الناقل البرّي وهو الذي يتعهّد بمرافقة المعتمرين في البقاع المقدّسة.. هو المسؤول على كل شيء وهو الذي يتولّى كذلك مسألة التأشيرة، فمن المفروض أن يتحمّل مسؤولياته كاملة.. الحديث الآن عن الطرق الكفيلة بتحرير وكالات الأسفار و رفع الوصايا عليها، وهي قادرة على القيام بهذا الدّور أحسن ممّا عليه الآن..