في اتصال بالسيد عصام الشابي عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي التقدمي أكد لنا أنه لا وجود لأي خلافات داخل الحزب وأن كل... من يروج حول استقالة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب مجرد إشاعات لا ساسا لها من الصحة وكما أكد أن الاجتماع الذي عقد البارحة يحدد الملامح الجديدة للديمقراطي التقدمي. وقد جاء هذا التوضيح إثر المقال الذي نشر على صفحات جريدتنا "الخبير" بتاريخ الأربعاء 9 نوفمبر 2011 بالصفحة الثانية تحت عنوان "ماذا يحدث داخل الحزب الديمقراطي التقدمي" الذي أشار إلى وجود خلافات داخل الحزب إلا أن السيد عصام نفي كل ذلك وأكد أن المسألة لا تمت للواقع بصلة وأنه يأسف لنشر هذا الخبر الذي يعتبر مجرد تخمينات للرأي العام لا تعتبر عن آراء الجريدة وأكد لأن مثل هذه المغالطات من شأنها أن تؤثر الرأي العام وتضر سمة الحزب الذي يدعو إلى حرية الصحافة ويأمل أن يكون الإعلام ملتزما ومسؤولا. وفي معرض حديثه عن نشاط الحزب أشار أنه تخلل الاجتماع الذي عقد البارحة الأحد 13 نوفمبر 2011 نقاشات حرة ومسؤولة وتعلقت بتقييم الأداء أثناء الحملة الانتخابية واستخلاص النتائج من الحصيلة التي انتهت إليها الانتخابات مشيرا إلى أن الحزب الآن بصدد تنظيم الخطوط الكبرى لسياسته سياسة في المرحلة القادمة كحزب سيكون موكول له أن يلعب دور المعدل والرقيب في الحياة السياسية للائتلاف الحكومي بقيادة حركة النهضة وإن حزب الديمقراطي التقدمي ككل الأحزاب الديمقراطية في العالم يفسح المجال لمناضليه وقياداته لإبداء الرأي بكل حرية والوقوف على مكان من الخلل لتداركها وإصلاحها وكما أكد أن الجو داخل الحزب يتسم بشعور كل مناضليه وقيادته بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم للنهوض بدورهم في المرحلة الانتقالية الجديدة ومساهمتهم من موقعهم في إنجاح هذا المسار ومضيفا أن الظروف شاءت أن مناضلو الحزب الطرف الذي سيحرص وسيكرس التعددية السياسية في البلاد بعد أن انتقلنا من الشرعية التوافقية إلى الشرعية الانتخابية وأنه لن تتكرر الغلطة التي ارتكبت إبان المجلس التأسيسي الأول تحت عنوان الوحدة الوطنية بقيادة الزعيم الحبيب بورقيبة إذ يرى الشابي أن الوحدة الوطنية اليوم غير مهددة وهما في أبهى مظاهرها مكرسة في المجلس الوطني لذلك انتهى الديمقراطي التقدمي إلى القول بأنه غير معني في هذه المرحلة في مسألة المراكز الحكومة وهو يسعى إلى تفوية وتدعيم دور المعارضة في المرحلة القادمة والتي لن تكون بكل تأكيد كما قال المتأثرون بنشوة الانتصار معارضة هدامة وستدعم كل سير نحو تحقيق أهداف الثورة وستقوم بالتنبيه إلى كل انحراف عن ذلك المسار وإذ لا تستقيم ديمقراطية دون معارضة قوية في وجه أغلبية حاكمة. وأشار إلى أن اجتماع المكتب السياسي تناول فيه بالدرس التقرير الذي أعده لدراسة أسباب فشل الحزب في الانتخابات لتدارك الأخطاء والاخلالات التي ظهرت هذا إلى جانب مناقشة كل القضايا السياسية الحاضرة. وأوضح الشابي أن الحزب لن يتعاط مع التخمينات والإشاعات بل مع نتائج واقعية فالعديد من القوى السياسية رأت في مصلحتها الالتقاء داخل حكومة بقيادة حركة النهضة وهي على هذا الأساس تبحث على تقاسم المناصب بينها لذلك يعتبر إن الحزب غير معني لا ترفعا بل لأنه لا يخضع لمعطيات الواقع وأنه منفتح على كل الاقتراحات التي تعرض عليه لابداء الرأي فيها. وفي حديثه عن النظام السياسي القادم أشار الشابي إلى أن النظام البرلماني مضر بمصلحة تونس التي رأي بأنها غير قادرة وغير مؤهلة لهذا النظام وأكد على أن النظام الرئاسي المعدل سيخلص تونس من الرواسب السابقة وبأنه النظام الأمثل لتونس. وفي رده عن سؤالنا عن صياغة الدستور أشار إلى أنه لابد من إقامة أكثر من فضاء ومنتدى لمتابعة انجازه وتقديم المقترحات والتأثير أيضا مبرزا أن الإعلام سيكون له تأثير كبير في إبداء الرأي ولو كانت مساهمته غير مباشرة وأكد بأن الحزب يدعم ويشجع كل المبادرات الوطنية للقيام بدور في صياغة دستور البلاد. وختاما علمنا أن الحزب الديمقراطي التقدمي استغنى وقع الاستغناء عن طابق في مقره بأستوديو 38 وأن اجتماع الأحد دار حول تطوير وتغيير هيكلته للحزب وهو ما يفهم من خلاله أن الحزب يشكو نقصا في الموارد والإمكانيات المادية ودخل في مرحلة سياسة التقشف أما بخصوص إعادة النظر في هياكل الحزب فقد يكون ذلك إشارة إلى وجود وفعلي لتباين الآراء بين أعضاء الحزب ويضع نقطة استفهام حول صدقية ما يروج خارج دائرة الحزب فهل يحاول الديمقراطي التقدمي إخفاء الأمر والتكتم عليه؟ نائلة النوري تعقيب "الخبير" لقد منحنا السيد عصام الشابي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي حق أبداء رأيه فيما نشرناه ونوّد بالمناسبة التأكيد على أننا لم نرتكب أي خطأ مادي حيث رددنا ما يروجوا في مختلف الأوساط حول خلافات داخل الحزب وإن نفى ذلك فهو من حقه لكن الاجتماع الذي تم يوم أمس الأحد يجعلنا على يقين أن هناك خلافات قائمة داخل الحزب وليس بالضرورة أن يعتبر ذلك مسألة سلبية بل لعله يدل على أن الديمقراطي التقدي قلبه نابض وحي وأن فكره متجدد ومواكب للأحداث. "الخبير"