أعضاء من المجلس التأسيسي تدخلوا وعجزوا عن إيجاد حل! امام مقر شركة فسفاط قفصة بتونس لايزال شباب الحوض المنجمي معتصما... دون الحديث عن الاعتصامات الأخرى بالحوض المنجمي. مر أكثر من أسبوع الإعلان عن نتائج المناظرات التي أجرتها شركة فسفاط قفصة تلك النتائج التي استفزت شباب الحوض المنجمي التي شملت في معظمها تعيين من لا يستحق وإقصاء من هو في أمس الحاجة الى العمل حسب ما صرح به المعتصمون. ثورة غضب شديدة تشعل نار شباب المظيلة وام العرايس ذلك الشباب الذي يقول انه مهمش ويذوق الأمرين: فقر وبطالة وإقصاء وتهميش ، عين تنظر وقلب يتمزق حسرة وعجز عن تجاوز الأوضاع. فنتائج المناظرات يبدو انها كانت مضحكة ومستفزة الى حد الموت نعم انه كذلك لقد اختاروا الموت كحل وذلك عندما أقدم الشاب كارم أصيل معتمدية المظيلة على محاولة الانتحار شنقا وهو في مقتبل العمر. فقد نصب المشنقة أمام مقر شركة فسفاط قفصة بتونس وهدد بالانتحار اذا لم تجد لهم الشركة حلا جذريا وبالحديث مع هذا الشاب أكد انه أصبح يرفض الحياة بل أكثر من ذلك انه ميت منذ مدة فالفقر والخصاصة والاحتياج قتله مثلما قتل بقية الشباب في الحوض المنجمي ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط بل كان الاتفاق على الانتحار جماعيا سيشمل بقية الشاب وحتى أهاليهم اذا لم تنظر شركة فسفاط قفصة في قضيتهم وتنصفهم بحلول تبعث فيهم الرغبة في الحياة من جديد. وبالحديث مع بعض الشباب الذين قالوا انهم مستعدون للانتحار جماعيا يقول الشاب عادل ساعي وهو رب عائلة عاطل عن العمل منذ نعومة أظافره حيث أفادنا بعين دامعة عند الإعلان عن المناظرة لم يكن لدي ادنى شك اني ساجتازها لان كل المواصفات تتوفر في وضعيتي ولكن عند الإعلان عن النتائج صدمت لا فقط لأنهم لم يختاروني بل كذلك لان النتائج كانت غريبة فقد اختاروا من هو بصدد العمل في جهاز الأمن، كذلك من هو عامل بصفة رسمية في البلدية وما زاد الطين بلة تعيين شاب لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره في رتبة سائق شاحنة ثقيلة فكيف يكون ذلك؟ و اضاف زميله في في البطالة والنضال السيد أمين القادري وهو شاب اصيل منطقة الحوض المنجمي على مشارف الثلاثينات ان الشيء الذي زاد هم ثورة وأسى على حالهم عثورهم على مطالبهم في حاويات الفضلات الخاصة بالشركة وقد عرضوا على الجريدة عدة عينات من ذلك كما انه أكد وجود عدة وجود عدة وظائف مازالت شاغرة بالشركة. تدخل أعضاء المجلس التأسيسي في وساطة بين الرئيس المدير العام والمعتصمين. كان لأعضاء المجلس التأسيسي حضور بارز في الاعتصام صباح امس وباتصالنا بهم أفادونا بأنهم قابلوا السيد قيس الدالي الرئيس المدير العام لشركة فسفاط قفصة الذي اقر فعلا بوجود تجاوزات وأخطاء كثيرة في نتائج المناظرات التي اجرتها الشركة لكنها على استعداد تام لمراجعتها وقبول مطالب اعتراض للنظر فيها. لكن عند حديثهم مع الشباب المعتصم اصطدموا بهول التجاوزات التي كانوا لا يعلمونها وتعاطفوا معهم واستمعوا الى مطالبهم التي وقع الاتفاق حولها وانحصرت في ضرروة إلغاء النتائج التي صدرت وإيقاف العمل بها كحل عاجل بالإضافة الى تشغيل فرد من كل عائلة كحل جذري لفك الاعتصام مما .اضطرهم للعودة الى مكتب الرئيس المدير العام ثانية لكن لم يتوصلوا إلى اي حل يرضي المعتصمين مما أدى الى تنفيذ الشاب لتهديداته و حاول الانتحار فعلا ونقل الى المستشفى. بين نتائج معلنة في إطار فراغ سياسي وبين شباب ثائر يهدد بالموت فكيف سيهدأ الوضع وأين يكمن الحل؟ ام أن هناك أطراف سياسية مسؤولة عن هذا التوتر الذي امتد من الحوض المنجمي ليصل الى مناطق أخرى؟ ريم حمودة