لسائل أن يسأل مابال مرسي يترحم على الصحابة الأبرار في بلد شيعي له ولاء روحي لآل البيت ويتشيع لهم؟ و لماذا يعلن الرئيس المصري عن مذهبه و الحال أن الجميع ممن حظروا في قاعة الإجتماع في طهران يعرفون جيدا أنه سني ولم يسأله أحد عن "نومرو صباطوا" أو رقم حذائه كما نقول في تونس؟ ثم مابال الرجل يعلن عن انحياز طائفي في قمة عدم الإنحياز السياسي و في حظور زعماء و ممثلين عن دول لا يهمها و لا يهم شعوبها من كان أحق بالخلافة وقد تنطبق عليه مقولة: "فضحتنا قدام البراينية" كما فعل أخوه في حركة الإخوان و رئيس الحكومة التونسي حمادي الجبالي حين تحدث عن "ديكتاتورية ناشئة" في ضل حظور سفراء و وزراء دول تتشدق بالديمقراطية التي "قتلت من أجلها الأبرياء لكن الفرق بين "الزلعتين" تكمن في كون زلعة الجبالي زلة لسان غير أن مرسي أراد بحركته استمالة قلوب العامة و المساكين الغيورين على دينهم فضحك منه العقلاء و الساسة لأنه و بكل بساطة زلعها و بهكذا يكون الحماس المفرط هو الجامع بين الزلعتين... قد يسألني بعض القراء: لماذا لا تتكلم عن تحريف كلام مرسي من قبل المترجم الإيراني؟ حينها سأجيب: التحريف لم يشمل ترحم الرئيس على الصحابة الذي كان بلغة عربية نفهمها ثم إن إيران لم يشملها الربيع العربي الذي أطل علينا ذات خريف و ما يهمني في هذا المقال هو الطبقة السياسية التي أفرزها الربيع العربي.. لن أغوص في زلعات الطرطور المتكررة لأن لي وقت لأقظيه في كتابة هذا المقال و علي ألا أطيل حتى أفرغ للإهتمام بشؤون حياتي اليومية..برهان غليون، وجه سياسي جديد أفرزه الربيع العربي، ووجه حقوقي قديم "زادها بف" حين دعا الطائفة الشيعية و العلوية إلى ركوب الثورة السورية...عفوا دعاهم إلى الإنظمام إليها حتى لا يهمشوا و لا يتم تغييبهم بعد الأسد و في ذلك زلعة ظمنية، لم يتفطن لها مفكرنا مفادها أن ما يحدث في سوريا هو حرب طائفية و العلويون لا يريديون المشاركة فيها و أن بناء الدولة سيرتكز على المحاصصة الطائفية كل حسب درجة ارهابه..عفوا: نظاله. و لا يسعني أن أنسى ليبيراليي ليبيا المتشددين في دينهم أكثر من اسلاميي تونس كما قال أبوا يعرب المرزوقي و له الحق في ذلك، لكنه زلعها كذلك حين أكد أن الإختلاف الإيديولوجي بين أحزاب ليبيا هو مجرد أكذوبة و أن لكل الأطياف الليبية نفس الإيديولوجيا القطرية، عفوا: الإخوانية، عفوا: الإسلامية... الربيع العربي أفرز نخبا سياسية تنطبق عليها مقولة الفنان المصري عادل إمام: بتحط نفسك في مواقف بيخا.