المراسل- لفظ في حدود الساعة العاشرة والنصف من ليلة امس الأول شاب من مواليد 1993 أنفاسه الأخيرة بقسم العناية المركزة بالمستشفى الجهوي بسيدي بوزيد متأثرا بخطورة المضاعفات التي لحقت به إثر إصابته بكسر في الجمجمة وحروق بليغة طالت أنحاء متفرّقة من جسمه جرّاء سقوطه من أعلى عمود كهربائي بعيد عن مقر سكناه وذلك عقب عملية إنتحار لا تزال دوافعها الحقيقية مجهولة رغم تعدد مصادر الخبر والمعلومات المتوفّرة حول ملابسات الحادثة الأليمة والتي تبقى في خاتمة المطاف مجرّد فرضيّات وأحكام إستباقيّة تؤكدها أو تنفيها الأبحاث المجراة في القضية التي تكفّلت بها فرقة الشرطة العدلية بمقتضى إنابة صادرة عن حاكم التحقيق في المحكمة الإبتدائية بسيدي بوزيد. إلى ذلك تبدو الأمور شبه عاديّة بما أن الموضوع يتعلّق بعمليّة إنتحار لا غير خاصّة بعد ان تبيّن على ضوء التقرير الطّبي الصادر في الغرض ان موت الشاب ناجم عن تعرّضه لصعقة كهربائية حادة خلفت له حروقا من الدرجتين الثانية والثالثة غطّت كامل الوجه ولكن ما حصل لاحقا عقّد المسألة وأكسبها ابعادا أخرى ترجمتها طبيعة أعمال الشغب والتخريب المسجّلة حيث تحوّل عدد كبير من أقارب الشاب فور سماعهم بالحادثة إلى المستشفى الجهوي على متن شاحنات ودرّاجات نارية وقاموا بتهشيم بعض الابواب والنوافذ والعبث بالتجهيزات الموجودة بالقسم الاستعجالي والتهجّم على الأطباء والممرّضين متهمين إياهم بالإهمال والتقصير في متابعة الوضع الصحي للشاب مما أجبر اعوان الامن والجيش على التدخّل لتفريق المحتجين بإطلاق الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطّاطي في الهواء وهو ما خلّف حالة من الهلع والخوف الشديدين في صفوف المرضى. ويذكر أنّ المحتجين تعمّدوا عقب سقوط قريبهم من أعلى العمود الكهربائي الإعتداء على سيارتي الإسعاف والحماية المدنية ورشق مركز شرطة سيدي بوزيد بالمدينة بالحجارة.