المراسل-أسماء سحبون-يُعرف الأمر على أنه جزء من البروتوكولات السياسية بين الأحزاب فحضور ممثلين عن أحزاب في مؤتمرات أحزاب أخرى يعكس بالضرورة مدى التفاعل بين مكونات المشهد السياسي. من هذا المنطلق طُرِح السؤال صباح الخميس الماضي، بمناسبة افتتاح المؤتمر التاسع لحزب حركة النهضة الذي حصد أغلبية المقاعد في انتخابات 23 أكتوبر الماضي والمتحوّز على أهم الحقائب الوزارية في الحكومة الحالية التي يرأسها أمينه العام حمّادي الجبالي، حول سبب تغيّب أبرز الوجوه السياسية عن المؤتمر. هل هو غياب عفوي أم هو مؤشّر قطيعة؟ إذ من الممكن بحسب المراقبين تفهّم عدم حضور رئيس الجمهورية في الافتتاح لأنه لم يسبق للمنصف المرزوقي أن حضر مؤتمرات الاحزاب بصفته رئيسا للدولة لكن ليس من السهل تفهّم أسباب غياب أبرز الوجوه السياسية مثل نجيب الشابي وأحمد ابراهيم وحمة الهمامي وياسين ابراهيم وشكري بلعيد ومية الجريبي ومحمد عبو ومحمد البراهمي وغيرهم من الاسماء عن هذا المؤتمر. يقول أحمد ابراهيم، رئيس المسار الاجتماعي الديمقراطي، ل«الشروق» «نحن نحرص دوما على العلاقات المتمدّنة بين الاحزاب وغيابي الشخصي مردّه تأخّر الدعوة إذ وُجّهت للمسار دعوة باسم أحمد ابراهيم شخصيا وذلك قبل يومين من الافتتاح وبالتالي كان من الصعب أن أحضر لأنه لديّ التزامات سابقة». وأضاف أحمد ابراهيم «دعونا النهضة من قبل لمؤتمرنا ولم يحضر أحد لكننا لم نأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار وشخصيا لم أحضر لأن الدعوة كانت متأخرة وبالتالي غيابنا ليس موقفا مبدئيا لأن ثقافتنا وسياستنا داخل المسار تقوم على الحرص على الحوار والتعامل المتمدّن مع كلّ الأحزاب». من جهته قال أمين عام حركة الشعب محمد ابراهمي «منعني السفر من الحضور وليس هناك اي أسباب أخرى فأنا كنت في مهمة رسمية في بولونيا بصفتي كنائب في المجلس التأسيسي وعدت الى تونس منتصف ليل الخميس». وإن لم نحصل على ردّ من قيادة حزب العمال التونسي الذي يترأسه حمة الهمّامي ولا قيادة حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الشريك الثالث في الحكم الذي يترأسه وزير الاصلاح الاداري المستقيل محمد عبّو (حضر نيابة عنه الناطق الرسمي باسم الحزب الهادي عبّاس) حول سبب هذا الغياب فإننا حصلنا على ردّ جاء أكثر من صريح من شكري بلعيد الناطق الرسمي باسم حركة الوطنيين الديمقراطيين. بلعيد أوجز في ردّه عن سؤالنا حول سبب غيابه عن افتتاح المؤتمر التاسع لأكبر الأحزاب السياسية في الساحة الحالية «نحن لا نلتقي مع حزب رجعي». واضاف «انعقاد مؤتمر حزب حركة النهضة حدث سياسي مهم لكن حضورنا لن يكون سوى مع الأحزاب الديمقراطية والتقدمية والأحزاب الصديقة نحن لا نلتقي مع حزب النهضة وبالتالي حضورنا لا معنى له». من جهة أخرى قال ياسين ابراهيم الأمين العام التنفيذي للحزب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة الذي يترأس هيئته السياسيّة أحمد نجيب الشابي، «نحن نحرص داخل الحزب الجمهوري على التعامل في نطاق الديمقراطية مع كل الأحزاب وقد مثّل الحزب في افتتاح مؤتمر النهضة عضو المكتب التنفيذي المكلف بالعلاقات مع الأحزاب المنجي اللوز والنائبة في المجلس التأسيسي ريم مصمودي محجوب التي لاقت ترحابا كبيرا من المؤتمرين وبالتالي ليس هناك أي قطيعة أو ما شابه». وأضاف ردّا عن سؤالنا حول سبب عدم حضور نجيب الشابي أو مية الجريبي «حضر المكلف بالعلاقات مع الأحزاب ونائبة في المجلس التأسيسي ثمّ إنّنا لم نتساءل لماذا غاب أمين عام الطرف الثالث في الحكم (محمد عبو أمين عام حزب المؤتمر من أجل الجمهورية) وحضر نيابة عنه الناطق الرسمي نحن نعرف مشاكل الترويكا وكحزب معارض تقدمنا بمقترحات لم يتمّ التفاعل معها ونحن لا نتفق مع حزب حركة النهضة في بعض المواضيع ولكن في نطاق الاخلاق وفي نطاق الاحترام حضرنا المؤتمر ممثلين في شخص عضو المكتب التنفيذي والنائبة في المجلس التأسيسي».