كشفت اجتماعات سرية لمجموعات دينية تنتمي إلى الجالية المسيحية بالجزائر، عزمها على رفع تقرير مفصل عن وضعها من حيث ممارسة الشعائر الدينية إلى الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأممالمتحدة. وتناولت الاجتماعات شهادات أعضاء هذه المجموعات، تثبت مواصلة ممارسة شعائرهم رغم خضوعها للحظر من طرف السلطات. ورد في محضر اجتماع ''لجنة التنسيق'' بين المجموعات المسيحية، حصلت عليه ''الخبر'' أن لقاء جمع ممثلين عن خمس جاليات مسيحية بالجزائر، عقد يومي 6 و7 فيفري الماضي في مكان لم يفصح عنه. وتناول الاجتماع أوضاع المسيحيين بعد قرار السلطات غلق عدة أماكن تمارس فيها الشعائر الدينية، لعدم مطابقتها مع قانون ممارسة الشعائر غير الإسلامية الصادر في .2006 وجاء في المحضر الموزع على المسيحيين عن طريق الأنترنت، أن اللقاء حضرته خمسة فروع تشكل الجالية المسيحية هي: واسيف والأربعاء ناث إراثن وماكودة بولاية تيزي وزو، إضافة إلى فرعين يمثلان كنيسة الجزائر العاصمة وولاية وهران. وينقل المحضر بالتفصيل مضمون مداخلات ممثلي هذه الفروع، فأحد ممثلي فرع واسيف طلب من ''لجنة التنسيق'' الإسراع في إعداد معاينة عن ممارسة الشعائر المسيحية، وقال بالتحديد: ''لا تنسوا أن هناك أشخاصا بالاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة بانتظار تقرير مفصل عن أوضاعنا''. وأفادت مصادر من الجالية المسيحية بالجزائر العاصمة، أن قيام ''لجنة التنسيق'' تعكس أزمة يعتقد المسيحيون أنهم يتعرضون لها بسبب ما يصفونه ب''مضايقة'' السلطات. دعوة إلى عدم انتقاد الإسلام وعرفت أشغال لجنة التنسيق تقديم عروض عن أوضاع الجالية، حيث ذكر القس روجي عن كنيسة الجزائر أن الوضع الأمني بالعاصمة لا يلائم المسيحيين، داعيا إلى تحاشي الظهور في العلن. مشيرا إلى أن عدد الذين يرتادون الكنيسة يصل إلى 50 شخصا يوم الجمعة، وينخفض إلى 15 يوم الأحد. وأوضح القس أن أقباطا وبروتستانت وكاثوليك شاركوا فيما أسماه ''صلاة الوحدة'' جرت بالكنيسة طيلة ستة أيام في جانفي الماضي (بين 19 و24). وفي التقرير الذي عرضه ممثلان عن كنيسة وهران، ورد أن النشريات المروجة للنصرانية ناقصة، كما طرحت الحاجة إلى أشرطة سمعية باللغة الأمازيغية لفائدة سكان منطقة القبائل الذين لا يتقنون اللغة الفرنسية، التي تعد لغة التواصل بين أفراد الجالية المسيحية بالجزائر. ومارس شخص يدعى مصطفى من ذات الكنيسة، انتقادا ذاتيا في مداخلته، حيث قال حسب ما جاء في المحضر: ''لقد ارتكبنا أخطاء كثيرة، وتصرفات بعض الإخوة ينبغي عدم تكرارها وينبغي أن نحرض على عدم السقوط في فخ توجيه انتقادات للإسلام، وأن نقبل بالفوارق التي توجد بيننا وبين المسلمين، والجزائر في النهاية هي بلد إسلامي''. ويشتكي المسيحيون الذين جمعهم لقاء فبراير الماضي، من رفض سلطات الولايات من منحهم تراخيص إنشاء جمعيات يمارسون شعائرهم في إطارها. ويذكر أحدهم أن رئيس دائرة واسيف بولاية تيزي وزو أمر الجالية المسيحية بالمنطقة بغلق الكنيسة، ومنع المترددين عليها من التعبد. وذكر مسؤول الكنيسة، وهو شخص يدعى سعيد، أنه وقع على قرار الغلق لكنه لم يتوقف عن إحياء الشعائر الدينية بالكنيسة. ونقل تقرير عن الوضع في واسيف، أن مدير التنظيم والشؤون العامة بولاية تيزي وزو، منع المسيحيين من ممارسة شعائرهم تحت راية الكنيسة البروتستانتية بالجزائر، بدعوى أنها هيئة لا تتمتع بوجود قانوني، بينما ذكر مسيحي في الاجتماع أن استقبال كريم مصطفى، رئيس الكنيسة البروتستانتية، مرتين من طرف وزير الشؤون الدينية وتسليمه دعوة لحضور احتفالات اندلاع ثورة أول نوفمبر ''دليل على اعتراف السلطات بالكنيسة الكاثوليكية''. وجاء في تقرير عن وضع المسيحيين في ماكودة، قرأه شخص يدعى سعيد، أن معتنقي النصرانية ''بدأوا التعبد في الحقول، وكان عددنا أربعة، ومع مرور الوقت اتسعت جاليتان ونحن الآن بصدد البحث عن مكان نؤجره لنتعبد فيه، حيث لا نجد من يوافق على تأجير بيته أو محله لمسيحيين''. مشيرا إلى أن مسيحيي ماكودة قاموا بتهيئة إصطبل صغير للماعز، من أجل ممارسة شعائرهم.