بتزامن مع التحذيرات الدولية من عواقب انفلات أسعار الغذاء، وانعكاساته الخطيرة على الأمن الاجتماعي، وخطط التنمية، تعقد مؤسسات التمويل المعنية بمكافحة الفقر مؤتمرا لزيادة الأثر الاجتماعي لأدوارها. ويشارك برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية (أجفند)، الذي يرأسه الأمير طلال بن عبد العزيز، في المؤتمر الخامس لشبكة التمويل الأصغر في البلدان العربية (سنابل) ، الذي يعقد بالعاصمة التونسية ، الاثنين 6 مايو، ويستمر يومين، تحت شعار تنموي هو "الارتقاء بالتمويل الأصغر في البلدان العربية: تأثير اجتماعي أكبر من خلال أنظمة مالية شاملة". ويتزامن المؤتمر، الذي يعنى بمكافحة الفقر، مع تطورات خطيرة يشهدها العالم جراء ارتفاع أسعار السلع. وحذّرت مؤسسات بارزة، بينها البنك الدولي، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، من أن كلفة المواد الغذائية الأساسية الآخذة في الارتفاع تهدّد بالقضاء على عقد من الجهود لمكافحة الفقر العالمي، ومن شأنها أن تسبّب مزيداً من أعمال الشغب في البلدان الأكثر فقراً. والمؤتمر هو أضخم تجمع للعاملين في مجال التمويل الأصغر والأطراف المساهمة في هذه الصناعة في المنطقة. وسيشارك خبراء محليون ودوليون متميزون برؤاهم بشأن التطورات الأخيرة في صناعة التمويل الأصغر وما تنطوي عليه من آثار في العالم العربي. وقوم الممارسون والمشاركون في هذه الصناعة بتقييم النجاحات والتحديات التي واجهت مؤسسات التمويل الأصغر في العالم العربي في مراحل تطورها ونضجها المؤسسي وتنويع منتجاتها والوصول إلى أسواق جديدة ، وكذلك الوصول إلى مصادر جديدة للتمويل . ويشارك أجفند في هذا المؤتمر برصيد من الجهد التنموي الذي أغنى صناعة الإقراض الصغير ومتناهي الصغر في العالم العربي، من خلال "نموذج أجفند لمكافحة الفقر"، الذي يضم حزمة حلول لتفعيل إسهامات الشرائح الفقيرة، في مقدمتها منظومة بنوك الفقراء في الوطن العربي، الذي يستهدف تقديم 43500 قرض بنهاية عام 2008، عبر مؤسسات الإقراض الصغير ومتناهي الصغر، الذي أسسها أجفند بالشراكة مع القطاع الخاص في كل من الأردن، واليمن ، ومصر ، والبحرين. ويتبنى أجفند تعزيز شراكات تنموية لترسيخ مفهوم الإقراض متناهي الصغر، وأثقام علاقات وثيقة مع البروفيسور محمد يونس، رائد صناعة الإقراض الصغير لمكافحة الفقر، مؤسس بنك غرامين في بنجلاديش، والفائز بجائزة نوبل للسلام عام 2005. ولأجفند وغرامين تعاون وثيق في مشروع بنوك الفقراء. وشبكة سنابل هي شبكة إقليمية قائمة على عضوية مؤسسات التمويل الأصغر في البلدان العربية. ويخدم أعضاء سنابل أكثر من 80% من عملاء التمويل الأصغر النشطاء (أكثر من 750 الف صاحب مشروع أصغر في العالم العربي). ورسالة الشبكة هي الوصول إلى أكبر عدد ممكن من أصحاب المشاريع الصغرى في البلدان العربية عن طريق تعزيز قدرات مؤسسات التمويل الأصغر من خلال تقديم خدمات بناء القدرات كالتدريب وترجمة ونشر المصادر والأدب المتعلق بالتمويل الأصغر باللغة العربية، وتشجيع و تسهيل التبادل والاتصال بين العاملين في صناعة التمويل الأصغر، والعمل على تطوير أفضل الممارسات في مجال التمويل الأصغر في البلدان العربية من خلال تحسين الشفافية ومعايير الأداء عن طريق تشجيع المشاركة في سوق تبادل معلومات التمويل الأصغر إلى جانب تشجيع وتهيئة البيئة الملائمة لأفضل الممارسات في مجال التمويل الأصغر من خلال رفع الوعي العام والتثقيف بالأنظمة والقوانين والتشريعات. وعقدت سنابل مؤتمرها الأول عام 2003، في البحر الميت ، بالأردن، تحت شعار "تمويل المشاريع الصغرى والعالم العربي: صياغة مستقبل الصناعة" . وفي المؤتمر الثاني 2004 ، الذي عقد بالقاهرة تم تكريم أصحاب المشاريع الصغيرة الناجحة في العالم العربي، وتم تأكيد أهمية التدريب ، والتركيز على أفضل الممارسات في مجال الإقراض الصغير ومتناهي الصغر. وجاء المؤتمر الثالث ، الذي عقد بمراكش في المغرب عام 2005 بعنوان "من الإقراض الأصغر إلى التمويل الأصغر في المنطقة العربية". وعقد المؤتمر الرابع 2007 في العاصمة اليمنية صنعاء، وقد تمحور حول "مكافحة الفقر: 10 ملايين مستفيد بنهاية 2010 ".