اتفقت تونس وإيطاليا على إنشاء محطة لتوليد الكهرباء بقوة 1200 ميغاويت في مدينة الهوارية (100 كيلومتر جنوب العاصمة تونس)، وهي أقرب نقطة إلى إيطاليا على ساحل تونس الشمالي. ووقع الاتفاق الخاص ببناء المحطة، مسؤولون في «الشركة التونسية للكهرباء والغاز» و»شركة تيرنا» الإيطالية لنقل الكهرباء في تونس في حضور وزير التنمية الاقتصادية الإيطالي كلاوديو سكاجولا ووزير الطاقة والصناعة التونسي عفيف شلبي. وأفاد سكاجولا بأن الجانبين سيُطلقان عرضاً دولياً في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، لإنشاء المحطة التي تُقدر كلفتها ببليوني يورو (3 بلايين دولار تقريباً). وأشار أيضاً إلى أن الشركتين توصلتا إلى اتفاق سيوقّع في الخريف المقبل ويخص الربط بين شبكتي الكهرباء في البلدين بطول 200 كيلومتر وبطاقة تصل إلى ألف ميغاوات. وستُتيح خطة الربط الكهربائي «تعديل استهلاك الكهرباء في البلدين والاستجابة إلى أي طلبات طارئة» على ما ذكر سكاجولا. ويندرج المشروع في إطار سعي البلدين غير المنتجين للنفط، إلى إيجاد مصادر بديلة للطاقة، لكن الوزير شلبي وصفه بكونه أحد المشاريع المندرجة في إطار «الاتحاد من أجل المتوسط» الذي أطلق من باريس أواسط الشهر الماضي بمشاركة 39 بلداً متوسطياً وأوروبياً. ويعقد وزراء الطاقة في البلدان المتوسطية مؤتمراً في روما في العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، لدرس مشاريع ترمي إلى تطوير الطاقات البديلة والحد من الاعتماد على النفط والغاز في المنطقة المتوسطية. وعكست المشاريع الطاقوية المشتركة بين تونس وإيطاليا عودة قوية للإيطاليين إلى الاستثمار في تونس، بعدما تقدم عليهم البريطانيون الذين باتوا يحتلون المرتبة الأولى من خلال حقول الغاز الطبيعي التي تستثمرها مجموعة «بريتش غاز» في سواحل صفاقس (270 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس) وتؤمن 50 في المئة من حاجات البلد إلى الغاز الطبيعي. وأفيد بأن مجموعة «إيني» الإيطالية تعتزم زيادة حجم استثماراتها في تونس من 117 مليون دولار السنة الماضية، إلى 374 مليوناً قبل نهاية السنة الحالية لزيادة حجم إنتاجها النفطي المستخرج من حقول تونسية. وستشارك المجموعة الإيطالية في مشروع مد أنبوب لنقل الغاز الطبيعي من حقول في الجنوبالتونسي إلى مدينة قابس على الساحل المتوسطي، قدرت تكلفته ب600 مليون دولار. الى ذلك تعكف مجموعة «مونكادا إينيرجي غروب» الإيطالية حالياً على بناء ثلاث محطات لإنتاج الطاقة من مصادر جديدة، بينها محطة تعتمد على الرياح بقوة 500 ميغاوات في الهوارية على السواحل الشمالية للبلد. وتسعى تونس إلى تطوير مصادر بديلة للطاقة بسبب نضوب النفط من حقولها الرئيسة، بخاصة حقل «البرمة» الذي انطلق استثماره مطلع الستينات، واضطرارها إلى استيراد النفط الخام لتأمين حاجات مصنع التكرير في بنزرت (شمال).