تنظم وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في تونس سلسلة من النشاطات الثقافية طيلة العام 2009 من ابرزها تظاهرة "القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية" التي تنطلق في اذار/مارس المقبل. في المقابل قررت الوزارة عدم تنظيم الدورة الجديدة لمهرجان الموسيقى التونسية هذا العام على خلفية تعرضه لانتقادات واسعة. واوضح وزير الثقافة التونسي عبد الرؤوف الباسطي خلال مؤتمر صحافي "ان مهرجان الموسيقى بات في حاجة ملحة الى مراجعة تتم على نار هادئة بهدف اتخاذ الاجراءات الضرورية للارتقاء به حتى يستانف نشاطه العام 2010 على اسس متينة" نافيا ان تكون هنالك "نية الغائه لانه مكسب ثقافي". ويعتبر المهرجان من اهم التظاهرات الفنية في تونس. حيث ساهم في دعم الاغنية التونسية خاصة في فترة الثمانينات غير انه فقد بريقه وتعرض لانتقادات واسعة خلال السنوات الاخيرة. وذكر الباسطي ان "تظاهرات ثقافية ستؤثث المشهد الثقافي على امتداد السنة الحالية من اهمها تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية". وكانت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) اختارت مدينة القيروان (160 كيلومتر جنوب شرقي تونس) عاصمة للثقافة الاسلامية العام 2009 وذلك بعد ان كانت احتفت العام الماضي بمدينة الاسكندرية المصرية. وعزت المنظمة هذا الاختيار الى "كون القيروان في طليعة الحواضر العربية الإسلامية في شمال أفريقيا ذات التاريخ المجيد والعطاء الغزير المتميز في خدمة الثقافة العربية الإسلامية خصوصا في حقول الفقه الإسلامي وفي مجالات اللغة والأدب والشعر والتاريخ". واشار الباسطي الى ان وزارة الثقافة التونسية خصصت نحو مليون ونصف مليون دولار لتمويل انشطة في كافة الميادين من ادب وموسيقى وفن تشكيلي وعروض مسرحية وسينمائية وملتقيات. وقال الباسطي ان دولا عربية واسلامية واجنبية ستشارك في الاحتفالات لا سيماالدول الاعضاء في الايسيسكو والمنظمة الدولية للفرنكفونية. وتنطلق التظاهرة في العاشر من اذار/مارس المقبل بعرض فرجوي ضخم بعنوان "القيروان الخالدة" من انجاز الموسيقار التونسي مراد الصقلي. وفي البرنامج ندوات فكرية تهتم "بحوارات الحضارات والتنوع الثقافي" و "حضور الاسلام والحضارة العربية في شمال المتوسط" ومعارض حول "التراث المعماري القيرواني" و "اعلام القيروان" وعروض مسرحية وسينمائية وامسيات شعرية. ويعتبر انشاء مدينة القيروان التي تعرف ايضا باسم عاصمة الاغالبة العام 50 هجري الموافق 670 ميلادي بداية تاريخ الحضارة العربية الاسلامية في المغرب العربي. وتشتهر القيروان بمعالمها التاريخية على غرار جامع عقبة ابن نافع ومتحف رقادة الاسلامي الذي كشفت بعض الصحف المحلية عن تعرضه الى عملية سرقة مخطوط اثري نادر. ويتمثل المخطوط في رقاع من الخط الكوفي يتخذ شكل مجلد مكون من 20 صفحة لا يقل عمره عن الف سنة. واكد وزير الثقافة بان "الموضوع محل بحث" وان "عملية اعادة جرد لرصيد المخطوطات وحصره تتم بشكل دوري للتاكد من عدم وجود مفقودات". ومن ابرز الفعاليات الثقافية التي تشهدها تونس في عام 2009 كذلك الاحتفاء بمئوية المسرح التونسي ومئوية الشاعر التونسي الكبير ابو القاسم الشابي. وتنطلق الاحتفالية بمئوية الشابي في 24 شباط/فيفري الحالي تاريخ ميلاده على ان تختتم في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر ذكرى وفاته. وتتضمن الاحتفالية معارض وثائقية وامسيات شعرية يحييها شعراء من تونس والعالم العربي. ولد ابو القاسم الشابي في 1909 وتوفي في 1934 وانتج اشعاره التي خلدته في اقل من عشر سنوات وبينها بالخصوص قصيدته الذائعة الصيت ارادة الحياة.