تعتبر الظواهر الشبابية الجديدة أو المشكلات التي يواجهها الشباب موضع اهتمام العديد من الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزة في تونس. والمنبر الأول والأقدم الذي يتمكن عبره الشباب من «فضفضة» همومهم هو «إذاعة الشباب» الرسمية التي تحتضن هذه الشريحة العمرية، وتتبنى اهتماماتها وقضاياها. سهلة السلطاني مذيعة في إذاعة الشباب (28 عاماً)، تقدم برنامج «مؤانسة خاصة جداً» الذي تدور فكرته كما تقول حول استقبال رسائل المستمعين من خلال البريد، فيروون فيها تجارب خاصة، وعاطفية أحياناً ويجدون حلولاً لمشكلاتهم أحياناً باللجوء الى اتصاصيين أو باستقبال اتصالات من آخرين مروا بتجارب مماثلة. وتقول سهلة «نتطرق خصوصاً الى المشاكل العاطفية كالعلاقات المبكرة أو الفاشلة، وفترة المراهقة والعلاقة مع الأسرة أو الأصدقاء أو الأساتذة». وتعتقد سهلة بأن لمس الجانب الحميم والعاطفي عند الناس هو سر نجاح البرنامج، فتذكر أن الحلقات التي تناولت التحرش الجنسي مثلا لاقت إقبالاً كثيراً، فكلما كانت القصة حقيقية وصادقة كانت الحلقة أنجح. إنصاف وهي طالبة في معهد الصحافة (23 عاماً) تتابع البرنامج وهي معجبة بطريقة إعداده وتقديمه، تقول: «إنه يعالج مشاكل الشباب ويستمع اليهم فيفتح لهم أبواب الحوار لطرح مشاكلهم ومشاغلهم ويساهم في منحهم شيئاً من الراحة النفسية والثقة بالنفس حتى يتمكنوا من الخروج من معاناتهم وتخطي أزماتهم». لكنها في المقابل لم تتوان عن انتقاد البرنامج إذ تأخذ على الإدارة ضيق الوقت المخصص له، «لكنه يبقى أفضل من غيره» كما تقول. وصال السنوسي (25 عاماً، طالبة في كلية الآداب – فرع الأدب الإسباني - ) من العاملات في «إذاعة الشباب» ايضاً، تذيع مع زميلها هيكل الصغير برنامج «صيَافي» الذي يبث كل اثنين ويتضمن العديد من الفقرات كالمسابقات والأغاني ومناقشة المواضيع الشبابية. وتقول وصال «على رغم أن البرنامج انطلق منذ أشهر قليلة، إلا أنه يلم بمختلف اهتمامات الشباب سواء قضاياهم العاطفية أم الاجتماعية أم الحياتية في شكل عام، بالإضافة إلى الفقرات الترفيهية من أغان ومسابقات». البرنامج كان تناول الحديث عن كأس العالم كما تحدث أخيراً عن الإجراءات الجديدة للتسجيل في الجامعات من طريق الإنترنت، حيث أصبح بإمكان الطلاب الانتساب أو إعادة التسجيل في كلياتهم عبر الشبكة، ودفع الرسوم المترتبة بالدينار الإلكتروني، من دون أن يقطعوا إجازتهم الصيفية ويعودوا من ولاياتهم المختلفة إلى جامعاتهم. وصال، وفي مقارنة عن أكثر المواضيع جذباً لمكالمات الشباب، قالت ان موضوع الدراسة والجامعات لم تصل مكالماته إلى مستوى مكالمات كأس العالم. فهذه الرياضة لم تعد ميداناً يخص الذكور فقط بل وحتى الفتيات أصبحن مهتمات بكرة القدم. إذاعة «موزاييك»، وهي الإذاعة الخاصة الأولى في تونس، والتي تعتبر شبابية إلى حد كبير لما تقدمه من برامج، تقدم بدورها برنامجاً اسمه «كلام الليل» يناقش هموم الشباب ومشاغلهم من زواج وعلاقة بالحبيب، وهذه أكثر المواضيع التي تجذب المستمعين بخاصة الفتيات. واحدة على خلاف مع صديقها، وأخرى اكتشفت أنه لا يستحق إخلاصها، نادية (25 عاماً) من المستمعات المخلصات لهذا البرنامج تقول:» هذا البرنامج هو عبارة عن منفس لتفريغ القلوب وتقديم الحلول والنصائح، بخاصة أنه يتكلم عن أهم قضايا المجتمع والأسرة والشباب كالمصروف مثلاً، والولع بألعاب الإنترنت والشبكات». هي لم تتصل ولو مرة بهذا البرنامج، فهي تفضل فقط إرسال بعض الرسائل الخليوية تحمل بعض الإهداءات لصديقاتها وأصدقائها.