تسود اوساط جماعة الاخوان المسلمين مخاوف شديدة من اعتقال محمد مهدي عاكف مرشد الجماعة اثر التصعيد الأمني اللافت خلال الايام الاخيرة والذي ادى لاعتقال ستة عشر شخصا من كبار رموز الاخوان. وقد وصلت المخاوف لحد طلب مجموعة من اعضاء مكتب الارشاد باخفاء عاكف بعيدا عن الانظار حتي تنتهي حالة الاستنفار الموجهة ضد رموز الجماعة. وفي تصريحات خاصة ل القدس العربي اكد عاكف انه لن يفاجأ اذا ما وجد امامه عددا من العناصر الامنية يقتادونه لمكان مجهول مشيرا الي ان ما تشهده الجماعة من حملات اعتقالات بشكل منهجي ومستمر علي مدار العامين الاخيرين يكشف النقاب عن وجود خطة الهدف منها العمل علي فناء الجماعة عن آخر شخص فيها. واكد في ذات الوقت ان مثل ذلك الهدف صعب التحقيق وذلك لان التاريخ علمنا ان الافكار لا تموت مهما تمادت ادوات البطش في ملاحقة كوادر الاخوان. واعترف بانه ربما كانت تصريحاته الاخيرة حول ضرورة نصرة حزب الله والتنديد بالموقف المتخاذل للزعماء العرب وراء استشراء الاجهزة الامنية ضد الجماعة وقال فتحت علينا ابواب جهنم لا لشيء الا لاننا نادينا بنصرة اخواننا ، ورفض عاكف النزول عند رغبة بعض رموز مكتب الارشاد بشأن اختفائه عن الانظار وقال بالطبع فان قيام السلطات باعتقال محمود عزت الامين العام للجماعة مؤشر خطير للغاية ولكن بالرغم من ذلك فانه يشعر بان كل كادر يتم اعتقاله له اهمية قصوي سواء كان موقعه بارزا او غير بارز فهو في النهاية شخص لم يرتكب اثما كي تتم ملاحقته بينما يترك العنان للصوص الشعب كي يفعلوا ما يشاؤون. واكد عاكف علي اصراره عما بدر منه من آراء بشأن الانظمة العربية التي لم تقدم الدعم للمقاومة اللبنانية بل عمدت الي اثباط همم الشعوب كي ينفضوا من حولها. واكد د. جمال حشمت الاستاذ بجامعة الاسكندرية وعضو مكتب الارشاد والنائب السابق بالبرلمان ان اعتقال محمد عزت واخرين يؤكد علي ان تعامل السلطات مع الجماعة قد شهد نقلة نوعية حيث لا يمر شهر الا باعتقال مجموعة، وفي الفترة الاخيرة اصبح الاهتمام باعتقال كبار الرموز، واعتبر الهجوم الذي تشنه بعض الصحف علي المرشد بسبب التصريحات التي اطلقها والتي اثني خلالها علي حسن نصر الله تكشف النقاب عن انزعاج الحكومات العربية من التفاف الشعوب حول من ينادون بالجهاد في سبيل الله. وانتقد علي عبد الفتاح المحامي واحد رموز جيل الشباب في الجماعة تشدد السلطات واتخاذها اسلوبا عدائيا من الاخوان لافتا الي ان التعامل معهم يبدو وكأنه تعامل مع طرف محتل او معاد وليس كفصيل وطني يهدف الي خدمة المجتمع والعمل علي دعم ابنائه. واضاف عبد الفتاح بان الجماعة تدفع الآن عبر اعتقال قيادييها ثمنا باهظا من أجل الدفاع عن الحرية وبالرغم من ذلك فليس هناك بديل آخر سوي المضي قدما في المطالبة بفتح نوافذ الحرية امام الجماهير كي تخرج البلاد من النفق المظلم الذي تعيش فيه. وحذر حمدي حسن المتحدث باسم كتلة الاخوان المسلمين في مجلس الشعب من اعتقال مهدي عاكف معتبرا مثل ذلك الامر يمثل تصعيدا خطيرا بالنسبة لعلاقة السلطات بالجماعة. وقال في تصريحات خاصة ل القدس العربي بان ما تقوم به الحكومة الآن من مواجهات وملاحقات لعناصر الاخوان ورموزهم علي حد سواء يؤكد علي وجود نية مبيتة من أجل القضاء علي الاخوان وتحويلهم الي مجرد تاريخ، ونوه الي ان مثل تلك المخططات بالرغم من قسوتها الا انها لن تسفر عن النجاح نظرا لما ذكره بأن الجماعة تحظي بالتعاطف داخل معظم بيوت المصريين. وانتقد القبض علي محمود عزت وعدد من الرمؤز مؤخرا وتوجيه التهم لهم بالانتماء لجماعة محظورة معتبرا ان مثل ذلك الاتهام اصبح مصدرا للسخرية وذلك بعد ان كشفت الايام ان الجماعة تحظي بنفوذ طاغ ولها شعبية كبيرة في الشارع المصري. وطالب حمدي حسن باسم مجموعة نواب الاخوان بالافراج عن كافة المعتقلين السياسيين سواء التابعين للجماعة او لأي تنظيم اخر في اقرب وقت. اما الدكتور عبد الاحد جمال الدين زعيم اغلبية الحزب الوطني بمجلس الشعب فأكد ان عهد الرئيس مبارك شهد بالنسبة للمصريين ديمقراطية لم يسبق لهم ان عاشوها منذ خمسينات القرن الماضي واكد في تصريحاته ل القدس العربي بان من حق المواطنين العمل بالسياسة وفقا للوائح الدستور لذا فان الحكومة حريصة علي عدم ملاحقة المعارضين او اي جماعة الا اذا كانت تنتهك قواعد الدستور او تعمل ضد المصالح العامة للدولة. القدس العربي