يوميات المقاومة .. قتلت 7 جنود للاحتلال بعملية نوعية في جباليا .. المقاومة تكبّد الاحتلال خسائر جديدة    هام/ مجلس وزاري مضيّق حول مشروع قانون يتعلق بعطل الأمومة والأبوة    البرمجة الفنية للدورة 58 من مهرجان قرطاج الدولي محور جلسة عمل    بن غفير يطالب باعادة الاستيطان في غزّة وطرد الفلسطينيين    ذبح المواشي خارج المسالخ البلدية ممنوع منعًا باتًا بهذه الولاية    شوقي الطبيب يعلق اعتصامه    اختفى منذ 1996: العثور على كهل داخل حفرة في منزل جاره!!    وزير الفلاحة يفتتح واجهة ترويجية لزيت الزيتون    عاجل : مطار القاهرة يمنع هذه الفنانة من السفر الى دبي    للسنة الثانية على التوالي..إدراج جامعة قابس ضمن تصنيف "تايمز" للجامعات الشابة في العالم    دراسة : المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    هل الوزن الزائد لدى الأطفال مرتبط بالهاتف و التلفزيون ؟    كميات الأمطار المسجلة بعدة ولايات خلال ال24 ساعة الماضية    سليانة: القبض على عنصر تكفيري    عاجل/ فرنسا: قتلى وجرحى في كمين مسلّح لتحرير سجين    تونس تصنع أكثر من 3 آلاف دواء جنيس و46 دواء من البدائل الحيوية    العجز التجاري يتقلص بنسبة 23,5 بالمائة    قابس : اختتام الدورة الثانية لمهرجان ريم الحمروني    بن عروس: جلسة عمل بالولاية لمعالجة التداعيات الناتجة عن توقف أشغال إحداث المركب الثقافي برادس    نبيل عمار يشارك في الاجتماع التحضيري للقمة العربية بالبحرين    تعرّف على أكبر حاجّة تونسية لهذا الموسم    عاجل/ السيطرة على حريق بمصنع طماطم في هذه الجهة    أعوان أمن ملثمين و سيارة غير أمنية بدار المحامي : الداخلية توضح    ستشمل هذه المنطقة: تركيز نقاط بيع للمواد الاستهلاكية المدعمة    الخميس القادم.. اضراب عام للمحامين ووقفة احتجاجية امام قصر العدالة    سوسة: تفكيك شبكة مختصّة في ترويج المخدّرات والاحتفاظ ب 03 أشخاص    كل التفاصيل عن تذاكر الترجي و الاهلي المصري في مباراة السبت القادم    بعد تغيير موعد دربي العاصمة.. الكشف عن التعيينات الكاملة للجولة الثالثة إياب من مرحلة التتويج    منحة استثنائية ب ''ثلاثة ملاين'' للنواب مجلس الشعب ...ما القصة ؟    وادا تدعو إلى ''الإفراج الفوري'' عن مدير الوكالة التونسية لمكافحة المنشطات    كأس تونس: تحديد عدد تذاكر مواجهة نادي محيط قرقنة ومستقبل المرسى    فتح تحقيق ضد خلية تنشط في تهريب المخدرات على الحدود الغربية مالقصة ؟    مطار قرطاج: الإطاحة بوفاق إجرامي ينشط في تهريب المهاجرين الأفارقة    الرابطة الأولى: الكشف عن الموعد الجديد لدربي العاصمة    أول امرأة تقاضي ''أسترازينيكا''...لقاحها جعلني معاقة    عقوبة التُهم التي تُواجهها سنية الدهماني    باجة: خلال مشادة كلامية يطعنه بسكين ويرديه قتيلا    تونس: 570 مليون دينار قيمة الطعام الذي يتم اهداره سنويّا    في إطار تظاهرة ثقافية كبيرة ..«عاد الفينيقيون» فعادت الحياة للموقع الأثري بأوتيك    مدنين: انقطاع في توزيع الماء الصالح للشرب بهذه المناطق    منها زيت الزيتون...وزير الفلاحة يؤكد الاهتمام بالغراسات الاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي ودعم التصدير    بقيمة 25 مليون أورو اسبانيا تجدد خط التمويل لفائدة المؤسسات التونسية    مبابي يحرز جائزة أفضل لاعب في البطولة الفرنسية    بادرة فريدة من نوعها في الإعدادية النموذجية علي طراد ... 15 تلميذا يكتبون رواية جماعية تصدرها دار خريّف    برشلونة يهزم ريال سوسيداد ويصعد للمركز الثاني في البطولة الإسبانية    الاحتفاظ بنفرين من أجل مساعدة في «الحرقة»    هام/هذه نسبة امتلاء السدود والوضعية المائية أفضل من العام الفارط..    مع الشروق ..صفعة جديدة لنتنياهو    عشرات القتلى والجرحى جراء سقوط لوحة إعلانية ضخمة    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    نابل..تردي الوضعية البيئية بالبرج الأثري بقليبية ودعوات إلى تدخل السلط لتنظيفه وحمايته من الاعتداءات المتكرّرة    جراحة التجميل في تونس تستقطب سنويا أكثر من 30 ألف زائر أجنبي    نور شيبة يهاجم برنامج عبد الرزاق الشابي: ''برنامج فاشل لن أحضر كضيف''    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    أولا وأخيرا: نطق بلسان الحذاء    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا لاستجداء الاعتذار من بابا الفاتيكان, نعم للمواجهة الفكرية


...

أكدت تخرصات بابا الفاتيكان المعروف بميوله النازية إبان شبابه ،ونزوعه للتعصب الكنسي الأعمى ضد الاسلام ، على أن الاسلام والمسلمين يواجهون حربا صليبية جديدة بمستويات مختلفة ، لكن الردود أو على الأقل بعضها كانت ارتجالية ، بل وسطحية في بعض الأحيان ، وكان الأجدى الرد المباشر على ما أراد ،بنيديكت السادس عشر،أن يغش به مستمعيه في ألمانيا والعالم ، والرد بشكل واضح ومباشر على السؤال المطروح في محاضرته " ما الجديد الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم " حسمبا أورده عن امبراطور بيزنطي مخاطبا من وصف بمثقف فارسي حيث قال الإمبراطور " أرني ما الجديد الذي جاء به محمد، ( صلى الله عليه وسلم ) لن تجد فيه إلا أشياء شريرة وغير إنسانية، مثل أمره بنشر الدين الذي يبشر به بحد السيف "وهو ترديد للمقولة " الاستشراقية القديمة عن " انتشار الاسلام بالسيف " أو أن " الإسلام لا يدين العنف بالشدة المطلوبة، وأن المشيئة الالهية فيه منقطعة عن العقل " .
اتهامات قروسطية : يلاحظ أن بابا الفاتيكان ينقل عن امبراطور بيزنطي من القرن الرابع عشر هو مانوال الثاني ، وهي الفترة التي كانت الكنيسة تناقش فيها " ما إذا كان للمرأة روح أم لا " و "إذا كان لها روح هل هي روح انسانية أم روح شيطانية " لأن النصارى يعتقدون بأن حواء عليها السلام هي التي أغرت آدم عليه السلام بالأكل من الشجرة ، ومن ثم النزول إلى الأرض . كما أنها الفترة التي راجت فيها الخرافات الكنسية و الحق الالهي وصكوك الغفران الفضائحية . في هذه الفترة كانت الكنيسة تبيع صكوك الغفران أو كروت دخول الجنة ،وحصلت قصة لا علاقة لها بصدق الايمان أو انفاذ العقل ، حيث أقدم يهودي على شراء النار، نعم النار من الكنيسة ، ثم أعلن في الناس إنه اشترى النار و لن يسمح لاحد بدخولها ، نعم إلى هذا الحد وصل الاستخفاف بالعقل .وأسقط في يد الكنيسة فعادت تساومه على إعادة النار إليها ، ولكنه طالب بأضعاف أضعاف المبلغ الزهيد الذي ( اشترى به النار ) . وأصبحت الكنيسة تعادي اليهود و تحرض عليهم بسبب ذلك .
لقد استشهد بنديكت السادس عشر بامبراطور بيزنطي غابر في محاضرة ( أكاديمية ) رغم أن ذلك الامبراطور ليس حجة على الاسلام ، وليس مصدرا من مصادر التعرف عليه ، بل إن المصادر الاساسية للاسلام هي الكتاب و السنة ، والقرآن يؤكد " هاتو برهانكم إن كنتم صادقين " كما أغفل في محاضرته وبشكل متعمد أسس البحث الاكاديمي ،ودون وجود أي ممثل للاسلام ،كما أغفل رد ذلك المثقف الفارسي الذي كان لدى الامبراطور البيزنطي المتحدث عنه .
بابا فاتيكاني لكنه بيزنطي : من سوء حظ بابا الفاتيكان و هو يتحدث ضد العنف باسم الله ، الاستشهاد بالدولة البيزنطية التي كانت تعتنق مذهبا نصرانيا ، عملت على فرضه على بقية النصارى بالقوة باسم ( المسيح ) و كانت تلاحق أصحاب المذاهب الاخرى ، وفي مجزرة واحدة قتلت أكثر من 200 ألف قبطي من أتباع ، السريان الارثذوكس ، بينما كان الفتح الاسلامي لمصر انقاذا للاقباط من سطوة الرومان . كما كان الفتح الاسلامي الاسلامي لبلاد الشام ، و عندما انطلقت الحروب الصليبية باسم ( الله ) طلب الصليبيون من نصارى المنطقة الانضمام إليهم ، و لكنهم رفضوا و قاتلوا إى جانب المسلمين ، ولو كان المسلمون يمارسون القمع ضدهم أو استخدموا السيف ليعلنوا اسلامهم ما فعلوا ذلك . فهل كان بابا الفاتيكان يريد استغلال حالة العداء للاسلام لاستعادة عرش الكنيسة في القرون الوسطى ، أم اراد أن يشعل حربا بين المسلمين و الارثذوكس من خلال الاستشهاد بامبراطور أرثذوكسي ، وهو الذي كفر الارثذوكس عندما قال قبل بضعة اشهر إن " الايمان الكاثوليكي هو الايمان الصحيح "
لا لاستجداء الاعتذارات :لم يعتذريوحنا بولس الثاني ، بابا الفاتيكان السابق عن الحروب الصليبية ضد الاسلام والمسلمين ،وبالتالي لن يعتذر بنديكت السادس عشر،عن إساءاته للرسول صلى الله عليه وسلم ،ولن تؤدي المظاهرات رغم ما فيها من غضبة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ودينه ، الرسالة كاملة كما يجب . كما أن التصريحات التي تدعو للحوار ( ؟ ) وتشير إلى حصول جولات سابقة في مضماره ، وهو نوع من الهروب من المواجهة الفكرية والرد المباشر ، لأسباب سياسية على حساب الدين ، لن يزيد أعداء الاسلام والجهلة إلا غرورا . فما قاله بنديكت السادس عشر ،كما سمى نفسه بعد توليه منصبه على إثر خلاف شديد داخل الكنيسة الكاثوليكية ،ومماحكات مع الكنائس في أميركا اللاتينية التي طالبت بأن يكون بابا الفاتيكان منها ولو لمرة واحدة بدل احتكار الاوروبيين للمنصب . ما قاله لا يستوجب سوى الرد الفكري ولا شئ غير ذلك ،ومن الردود المطلوبة ما دعا إليه الشيخ عياش الكبيسي وهو المناظرة بين ، بنديكت السادس عشر ،وأحد علماء المسلمين حول مكانة العقل في الاسلام والنصرانية التي يدين بها ، والشرور التي ارتكبت عبر التاريخ باسم المسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام .
جهالنا وجهالهم : وللأسف الشديد فإن الحملة التي يقودها الغرب ضد الاسلام والمسلمين والتجمعات المسلمة في أوربا وأميركا تتصاعد يوميا ،ولايمكن الرد عليها بالكلمات الرنانة والرثائية . كما أن الردود الدفاعية والتبريرية لا تف بالغرض ، فهي لا تنصر الدين الحق كما يجب ، ولا تلجم العدو عن عدوانه ولا توقف إسفافه . وذلك لعدة أسباب منها أن تخرصات بنديكت السادس عشر ، تأتي كما أسلفنا ضمن مشروع غربي لخلق عدو بديل عن الشيوعية منذ نهاية الثمانينات وبداية تسعينات القرن الماضي . وامتدادا كما أدرك الكثيرون لحرب بوش " الصليبية " التي أعلنها إبان غزو أفغانستان ، ومن ثم العراق ، ثم قانون منع الحجاب في فرنسا ، والرسوم الدنماركية المسيئة والتي أعيد نشرها في عدد من الصحف النرويجية والفرنسية والايطالية وغيرها ، وحملات طرد المسلمين في ايطاليا ودول أخرى، وتسليم بعضهم إلى أنظمة القمع مثل نظام بن علي في تونس . وقد ترافق ذلك مع حملة داخل البلاد الاسلامية تهدف لتجفيف ينابيع الاسلام وتغيير مناهج التعليم وطرد الطلبة المسلمين من البلدان الآسيوية والافريقية وغيرها كما حدث في مصر والاردن وتونس وباكستان وغيرها . وتلفيق التهم للنشطاء الاسلاميين في العالم كله . لذلك لا مكان للاعتذار بل المواجهة الفكرية .
لقد استهجن المسلمون الرسوم الدنماركية كما استهجنوا من طالبهم بالرد الفكري لأن البذاءة والعدوان والسباب خارج إطار الفكر بل هو الانحطاط الفكري ذاته ، وها قد سنحت فرصة للرد الفكري والتصدي لتخرصات بابا الفاتيكان .
الفرصة السانحة : أمر آخر مهم هو ما قيل عن ، صراع الحضارات ، بأنه ، صراع جهلة ،لقد ردد عدد من الغربيين وفي المشرق هذه المقولة ، وبعد أن تورط بنديكت السادس عشر ، فأين سيصنفونه ، هل سيعترفون بوجود صراع حضارات من طرف واحد ، أم يصنفونه ضمن فريق الجهلة ؟ ويالهم من جهلة !! .
المشكلة أن جهلتنا أناس ضييقوا الأفق ، قليلو العدد ، ضعفاء اقتصاديا وعسكريا ، وملاحقون أمنيا واعلاميا ، مثل متطرفينا تماما أو هم أنفسهم ، بينما جهلة الغرب ومتطرفيه ، باباوات مثل ، بنديكت السادس عشر، و روؤساء مثل جورج بوش وبلير وشيراك ، وكتاب ورسامي كاريكاتير وصحافيين مثل ، أوريانا فلاتشي ، التي هلكت مؤخرا . جهلتنا ومتطرفونا منبوذين ومبعدين و جهلتهم ومتطرفوهم يحكمون ويقودون ، فأيهم أكثر خطرا على العالم ؟ ، إنها معادلة صعبة في عالم الفكر والسياسة .
الجديد الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم :
1 ) كان السؤال استنكاريا و بمثابة حكم امبراطوري لا معقب له ، ولم يكن صاحبه في حاجة لانتظار الجواب ، جفت الاقلام ورفعت الصحف ، بدليل أننا لم نسمع جواب من وجه له السؤال في محاضرة البابا بنديكت السادس عشر ، فمثل هذا السؤال لا يمكن أن يفحم مسلما يوصف بالمثقف ، وهذا كما يبدو ( قمة الاحتفاء بالعقل ) لدى رواة الأسطورة ، أسئلة تحمل في طياتها أجوبتها ( المنطقية والعقلية ) على الطريقة النصرانية ، أو البابوية ؟!!!
2 ) الجديد الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، هو التوحيد الخالص ،توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الذات والصفات بما لم يسبق له مثيل في تاريخ الرسل والرسالات . وتخليصها مما علق بها من شرك وخلط بين الشعوبية والعمل الصالح . وفي الحديث " أفضل ما قلت أنا والنبيين من قبلي لا إله إلا الله " . التوحيد الذي أرسل الله به الرسل جميعا ، ولم تحافظ على نقائه سوى أمة الاسلام . فاليهود ورغم أنهم موحدون إلا أنهم يدعون أنهم شعب الله المختار ، بينما ربط الاسلام الخيرية بالعمل الصالح ، وليس الانتماء للعروبة أو غيرها من الشعوبيات .
3 ) الجديد الذي الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، هو القول الفصل في عيسى بن مريم عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام ، بعد أن اختلف حوله ليس اليهود والنصارى فحسب بل النصارى أنفسهم ،حيث يعتقد اليهود إنه " ابن الشيطان " وأمه زانية ، ويعتقد النصارى إنه " إله أو ابن الله وأقوالا أخرى مختلفة حول طبيعة أمه مريم العذراء عليها السلام . وكانت العقيدة النصرانية قد شهدت صراعا مريرا بين أتباعها في عصورها الاولى،بين الموحدين والمثلثين إلى أن تم انتصار الفريق الثاني على الاول بعد تنصر الملك قسطنطين وعقده مجمع 320 ميلادية الذي اضطهد فيه الموحدون وقتلوا تقتيلا على الطريقة النصرانية التثليثية ( المنطقية والعقلية ) ؟!!!
فالجديد الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، هو التأكيد على بشرية عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، فلو كان عيسى إلاها لأمر الناس بعبادته ،حتى المصادر النصرانية لا تشير إلى أن أتباع عيسى كانوا يعبدونه كما يعبد النصارى عيسى عليه السلام اليوم . فلا يمكن لإله أن لا يأمر الناس بعبادته . فالله يأمرنا بعبادته ، والله تعني المعبود ، وفي القرآن ينفي عيسى عليه وعلى نبينا السلام طلبه من أتباعه ذلك "... إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما نفسك " .
4 ) الجديد الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، هو العدالة والتسامح وعدم الاكراه في الدين " لا إكراه في الدين "وقد عاش النصارى بين ظهراني المسلمين منذ فجر الرسالة وحتى اليوم ،ولوكان الاسلام انتشر بالسيف لما بقي نصراني واحد في العالم الاسلامي اليوم . لقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم لجنازة يهودي ، وطلب القرآن من المسلمين ،مجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن ، وأن لهم ما لنا وعليهم ما علينا . وكانت وثيقة المدينة بين المسلمين واليهود أول وثيقة لحقوق الانسان في التاريخ . وعلى ذلك نسج عمر بن الخطاب عند فتح القدس ، ومحمد الفاتح في البلقان ، والعهدة العمرية وفرمان الباب العالي لا تزالان محفوظتان حتى يوم الناس هذا .
5 ) الجديد الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، هو إخلاق الحرب ، التي لم يعرف التاريخ لها مثيلا ، " لاتقتلوا طفلا ولا شيخا ولا إمرأة ، ولا تقطعوا شجرة ... " بينما الجميع و في مقدمتهم بنديكت السادس عشر يعرفون أسباب إنشاء الصليب الاحمر في أوربا .
6 ) الجديد الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو المساواة بين الناس على مختلف ألوانهم وأعراقهم " لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى " فيصلي الجميع في صف واحد ، وهم سواسية أمام القضاء الاسلامي ، بينما كان و إلى الآن كنائس خاصة بالسود و أخرى للبيض .
7 ) لا يمكن الحديث عن الجديد الذي جاء به الاسلام وهو ما لا يمكن حصره أو حتى واحد في المائة عبر مقال دون التطرق إلى شرور الحروب الدينية التي شهدتها أوربا على مدى ألف سنة ، والحروب بين فرنسا و بريطانيا التي استمرت 50 سنة ، حيث تعتبر الحروب التي شهدها التاريخ الاسلامي بما فيها المصائب المعاصرة هامشية مقارنة بالدماء التي سالت بين المسيحيين أنفسهم ، ومنها الحربين العالمتين الاولى و الثانية .
8 ) لا يمكن الحديث عن الجديد الذي جاء به الاسلام ، والرد على تخرصات انتشار الاسلام بالسيف دون الإشارة إلى الطريقة التي انتشرت بها النصرانية في آسيا و افريقيا و كيف كان يؤخذ العبيد إلى أميركا التي أبيد سكانها الأصليون الهنود الحمر الذين قتل منهم 112 مليون نسمة لو عاشوا حتى اليوم لكان عددهم ربع سكان العالم ، فهناك أقيمت مقابر جماعية للهنود وعلى تلك المقابر بنيت دولة جديدة ترفع " لواء الديمقراطية وحقوق الانسان " . وكيف انتشرت النصرانية في أميركا اللاتينية " النصرانية أو الموت ". كيف قضىميئات الآلاف من العبيد في عرض البحر حيث كان يلقى بهم في اليم عندما تكون هناك حاجة لذلك . ولم يشهد تاريخ الاسلام حالات تعذيب وحشية كالتي ابتكرتها الوحشية الكنسية في محاكم التفتيش ، أو التي تفتقت عنها الذهنية الكنسية كسلخ متمرد زنجي مثقف و صناعة محفظة من جلده وهو ، كونتا كينتي ، المعروف والشهير في أوساط المثقفين .
حروب الابادة ومصادرة العقل : إن من الفضائع التي ارتكبها النصارى في أميركا وغيرها كانت مخالفة العهود ، ولو أنهم اطلعوا على ما يقوله الاسلام عن احترام العهود ، لعلموا الجديد الذي جاء به ، ولما تجرأ أحد على مهاجمته . لقد خانوا وغدورا بالسكان الأصليين ليس في أميركا وحدها بل في مختلف أنحاء العالم ، وفي الوقت الذي يقدس فيه الاسلام العهود والمواثيق يسجل التاريخ الاوروبي بأنها كانت لديهم " مجرد قصاصة ورق " و قد ثبت ذلك في معاهداتهم مع المسلمين وغير المسلمين قديما وحديثا ، وجملة " مجرد قصاصة ورق " يمكن العثور عليها كثيرا في كتب التاريخ الاوروبي ، مثلها مثل كلمة " لا تساوي قيمة الحبر المكتوبة به "
ومن المفارقات أن تكون محاكم التفتيش ،الكنسية التي كانت تجبر الناس على النصرانية ،كذلك النازية والفاشية والابرتايد والمافيا ، بضائع أوروبية خالصة ومن ثقافة نصرانية ، وهي رموز الشرور في العصر الحديث ،تماما كما كانت جرائم الحروب الصليبية الرهيبة وما قبلها ، وهي حروب إبادة ، والمحاكم الكنسية التي كانت تحرق العلماء وهم أحياء ، ومع ذلك لا يخجل البعض ومنهم الرئيس بوش من وصف الاسلام بالفاشية أو رئيس وزراء ايطاليا سابقا سلفيو برلسكوني من القول بأن الحضارة النصرانية أرقى من الحضارة الاسلامية . أو بنديكت السادس عشر من الحديث عن الشرور ؟ !! .
وكان الطبيب نستر داموس يحتفظ بكتاب الطب لابن سيناء قد اضطر لاحراقه خشية أن يحرق مكانه من قبل الكنيسة بعد أن فقد زوجته الاولى بسبب كتاب لعربي مسلم . ولا ننسى غاليليو الذي أحرقته الكنيسة لانه قال بدوران الأرض ، وكان المثقفون النصارى يطلبون موافقة الكنيسة على قراءة كتب ابن رشد الذي يعد أحد أهم أركان النهضة العلمية في الغرب ، وغيره من علماء العروبة و الاسلام .
فرية أخرى يحاول الترويج لها و هي أن الغرب عقلاني و الشرق روحاني أو عاطفي و هي مقولة لا تقوى على الصمود أمام التقصي العلمي ، فالغرب لم يعرف الفلسفة الاغريقية إلا عن طريق المسلمين ، و لم يكن يفهمها إلا عن طريق ابن رشد الذي كان و لا يزال يعرف بالشارح لفلسفة ارسطو . فالعقل و الروح كلاهما من الشرق ، الفلسفة و الاديان و لا سيما اليهودية و النصرانية و الاسلام من الشرق . وفي الاسلام تجسدت ذروة العقل و أعماق الروح . و القرآن لا يقبل الايمان التقليدي بل يحض على الحصول على المعرفة الكاملة للايمان " فاعلم أنه لا إله إلا الله "
لقد أحيا الاسلام الانسانية وبنى أمة وأرسى أسس العلاقات البشرية بين بني البشر بما لم يسبق له مثيل بل لم يصل العالم إلى مستواه حتى اليوم ، ولا يزال نداءه الخالد يصدع في العالمين ، " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم أن لا نعبد إلا الله ولانشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأننا مسلمون " وقوله تعالى " يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ولم يعرف الاسلام الابادة التي شهدتها الشعوب المستضعفة في أوربا على يد البابوات ومنطقة البلقان ( مذابح البوغميل ثم المسلمين ) والقوقاز و آسيا وافريقيا وأميركا واستراليا على يد النصارى بل أكد على أن " من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا " وكان المسلمون بشهادة المنصفين من الغربيين ومنهم صاحبة " شمس الله تشرق على الغرب " " أرحم الفاتحين " ولم يجبروا أحدا على اعتناق الاسلام فالاجبار نوع من القتل غير المبرر ، بينما مارس النصارى الابادة وليس القتل فقط لمن رفض النصرانية ولا سيما في الاندلس ، والبعض خيروهم بين الدخول في النصرانية أو الهجرة من البلد الذي ولدوا فيه ولا يعرفون غيره .
يكفي قراءة كتاب في التاريخ الاوروبي ليعرف المرء مصدر الشرور في العالم .
*


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.