قام المحامي المصري ممدوح اسماعيل وهو واحد من أبرز محامي الجماعات الاسلامية، بتصعيد الحملة على وزير الثقافة فاروق حسني بنقلها إلى القضاء لأول مرة منذ تفجرت عقب تصريحاته عن الحجاب، والتي أثارت ضجة في مجلس الشعب "البرلمان" وتوجيه انتقادات شديدة له من رئيس المجلس ونواب الحزب الوطني الحاكم، مما جعل الوزير يعكتف بمنزله غاضبا مطالبا برد اعتباره. وقد استمع المحامي العام للمكتب الفني المستشار مصطفى خاطر بمكتب النائب العام لممدوح إسماعيل بشأن بلاغه المقدم ضد فاروق حسني وزير الثقافة والذي جاء فيه أنه" هاجم الحجاب وذكر انه تخلف، وانتقد المحجبات وانتقد العلماء ووصفهم بأن فتاويهم لا تساوي ثلاثه ملاليم". وقال اسماعيل إن "الوزير كرر تصريحاته عبر وسائل الإعلام المتعددة، وزاد على ذلك في قناة المحور في يوم السبت 18/11 في برنامج (تسعين دقيقة) حيث وصفهم بأنه من الزمن الغابر، وكلها تصريحات معادية للاسلام والحجاب". وأضاف ممدوح إسماعيل في تحقيق النيابة أن فاروق حسني ارتكب ثلاث مخالفات جسيمة، الأولى "إهانة الإسلام باحتقار فرض من فروضه الشرعية وهو الحجاب للمرأة ، ووصفه بالتخلف وألفاظ أخرى، وأهان الإسلام بأن وصف الحجاب انه من الزمن الغابر مما يندرج تحت ازدراء الأديان بدون ادنى شك". أما المخالفة الثانية فقد قال اسماعيل في التحقيقات إنها تتمثل في "سب وقذف المحصنات، بأن وصف المحجبات بأنهن متخلفات، وأن كثيرا من الجرائم تحدث من وراء الحجاب، وهو سب وقذف لزوجتي وأمي وأختي ولملايين الزوجات والأمهات والأخوات في مصر مما يجرح مشاعري ومشاعر الرجال بسبب هذا السب والقذف الصريح". وأضاف أن "المخالفة الثالثة لوزير الثقافة، خروجه على الدستور الذي اقسم على حفظه والعمل به، حيث ينص الدستور المصري ان الإسلام هو دين الدولة الرسمي، وأن الشريعة الإسلامي المصدر الرئيسي للتشريع، حيث أهان الإسلام في تصريحاته وحقر من شعائره، وحقر من علماء الإسلام، وهم المرجعية لفهم الإسلام بأن وصفهم بأنهم لا يساوون ثلاثة ملاليم". وطالب ممدوح إسماعيل في نهاية التحقيق أولا : للاستماع لشيخ الأزهر ومفتي الجمهورية ومجمع البحوث الإسلامية في الحكم الشرعي لقائل التصريحات المنسوبة لوزير الثقافة، وهل يصلح قائلها ان يكون وزيرا للثقافة في بلد مسلم . كما طالب بضم حلقة برنامج تسعين دقيقة بقناة المحور يوم السبت 18/11 لأخذ رأيهم الشرعي في تصريحات وزير الثقافة، وقدم حافظة مستندات بها تصريح لشيخ الأزهر في جريدة الأهرام السبت 25/11 يؤكد فيها ان الحجاب فرض ولا مجال للاجتهاد الشخصي في الأمور الثابتة في الإسلام. من جهة أخرى انهي وزير الثقافة فاروق حسني اعتكافه في منزله الذي استمر 7 أيام متواصلة، واستأنف الأحد 26-11-2006 عمله بمكتبه في الوزارة بحي الزمالك بالقاهرة، وكان الوزير قد أعلن اعتكافه قبل عدة أيام غضبا من الحملة التي شنت عليه في مجلس الشعب مطالبا برد اعتباره. وقد استقبل أمس في منزله د. مفيد شهاب وزير المجالس النيابية، حيث توصل معه إلى حل وسط للأزمة .