قالت الحكومة التونسية الثلاثاء إنها تسعى لزيادة عدد السياح الألمان المعروفين بانفاقهم في اطار خطة لدعم سياحة الجودة تهدف لزيادة عائداتها السياحية. وقال رؤوف الجمني المدير العام للسياحة "هدفنا الملح الان هو رفع عدد السياح الألمان الوافدين على تونس وان يسترجع السوق الالماني مكانته كأبرز مزود لتونس". ورغم كون ألمانيا ثاني أكبر مصدر أوروبي للسياح الى تونس بعد فرنسا الا أن البلد الذي يزود السياحة العالمية سنويا بما لا يقل عن 60 مليون سائح يرسل أعدادا أقل الى تونس منذ عام 2000 لعدة أسباب. ولم يتجاوز عدد السياح الالمان في 2006 نحو 547 ألفا مقارنة مع أكثر من مليون عام 2000 بتراجع 45 في المئة. وبدأ التراجع الحاد في تدفق الالمان على تونس بعد حادث تفجير معبد جربة اليهودي بتونس عام 2002 الذي أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنه وأسفر عن مقتل 21 سائحا من ضمنهم 14 ألمانيا حيث نزل عددهم انذاك الى 613 ألف سائح. لكن الجمني قال "نعرف جيدا إن السوق الالمانية التي يجب ان تستعيد مكانتها الريادية مربحة لذلك نهدف لاستقطاب 700 الف الماني خلال ثلاث سنوات". وأضاف "مليون سائح الماني أمر نخطط له ايضا في فترة لاتقل عن ستة أعوام". وحققت السياحة التونسية العام الماضي عائدات قياسية بلغت ملياري دولار لأول مرة واستقبلت 6.5 مليون سائح. وتبرز أهمية السائح الالماني في انه الاكثر انفاقا واقامة بتونس مقارنة بباقي السياح. وينفق السائح الالماني الواحد ما ينفقه سائحين فرنسيين خلال اقامته في تونس التي يبلغ معدلها قرابة 12 يوما للسائح الواحد سنويا. وأطلقت تونس حملة لدعم سياحة الجودة واستقطاب السياح من اصحاب الدخول المرتفعة من اجل زيادة ايرادت القطاع بعد ان اقتصرت خلال الاعوام الماضية على السياحة الشاطئية لاصحاب الدخول المتوسطة. وقال الجمني "لتستعيد السوق الالمانية مكانتها الطبيعية في تونس علينا ان نتجاوز الهنات، وان ننوع منتجاتنا بدعم السياحة الاستشفائية التي يقبل عليها الاوروبيون وسياحة الجولف وسياحة الاقامة والسياحة العائلية وسياحة الاشرعة البحرية". وتابع يقول "يجب ان نسرع في تأهيل الوحدات الفندقية وان نجلب مستثمرين هامين لتونس في الفندقة، لاعطاء القيمة المضافة لسياحتنا كسياحة جودة". واضاف "قمنا بدراسة مكنتنا من معرفة الاسباب الحقيقية لخسارتنا نحو 45 بالمائة من السوق الالمانية من بينها عدم الربط الجوي المباشر لجربة وطبرقة وتوزر". وبحسب مصادر رسمية يتوافد العدد الاكبر من السياح الالمان على جزيرة جربة الواقعة على بعد 500 كيلومتر جنوبي العاصمة تونس. لكن خطط الحكومة التونسية لاستقطاب مزيد من السياح الالمان لا تقتصر على تنظيم الربط الجوي وتنويع المنتجات السياحية بل تشمل ايضا تنظيم حملات ترويجية في ألمانيا. ويقول الجمني "نشارك في صالونات للتعريف بمنتجاتنا السياحية هناك ونظمنا حملات ترويجية ضخمة بمناسبة بطولة العالم للقدم التي اقيمت بألمانيا العام الماضي". وتخصص تونس موازنة تقدر بنحو ثلاثة ملايين دولار للقيام بعمليات الترويج في السوق الالمانية. واعتبر الجمني انه رغم الفرص الواعدة التي تفرضها عدة اسواق مثل الصين ودول الخليج فان أوروبا تبقى المصدر التقليدي والاول لتونس بحكم عدة عوامل أبرزها القرب الجغرافي وسهولة الربط الجوي. ويعد قطاع السياحة في تونس أكبر مصدر للعملة الصعبة وفرص العمل بعد القطاع الزراعي حيث يوفر أكثر من 360 ألف فرصة عمل ويغطي اكثر من 70 في المائة من العجز التجاري لتونس.