قالت المملكة العربية السعودية يوم الجمعة انها أحبطت مؤامرة لمتشددين لهم صلات بتنظيم القاعدة لمهاجمة منشات نفطية وقواعد عسكرية واعتقلت أكثر من 170 مشتبها به بعضهم تدربوا على الطيران استعدادا لتنفيذ عمليات انتحارية. وقالت وزارة الداخلية في بيان أذاعه التلفزيون المملوك للدولة ان الشرطة ضبطت أيضا أسلحة وأكثر من 20 مليون ريال (5.33 مليون دولار) نقدا من سبع خلايا مسلحة. وقال البيان "تم رصد عدد من خلايا الفئة الضالة ارتبط البعض منها بعناصر خارجية عملت على اقامة المعسكرات في الخارج لتدريب الملتحقين بها على الاعمال التخريبية واستخدام الاسلحة والمتفجرات واعادتهم بعد ذلك لتنفيذ أعمال ارهابية داخل المملكة". وأضاف ان "البعض منهم أرسل الى بلدان أخرى لدراسة الطيران تمهيدا لاستخدامهم في تنفيذ عمليات ارهابية داخل المملكة." ومضى يقول "وقد تبين أن من أبرز أهدافهم القيام بهجمات انتحارية ضد شخصيات عامة ومنشات نفطية ومصافي بترولية واستهداف قواعد عسكرية في الداخل والخارج." وقال البيان ان المشتبه بهم "متأثرون بالفكر الضال" في تعبير يستخدمه المسؤولون السعوديون على نحو متكرر للاشارة الى تنظيم القاعدة. والسعودية اكبر مصدر للنفط في العالم وتصل امداداتها الى الاسواق العالمية الى نحو سبعة ملايين برميل يوميا. وتملك نحو ربع احتياطيات العالم من النفط. وساعدت انباء الاعتقالات في دفع اسعار النفط صعودا بنحو 52 سنتا للبرميل الى 68.17 دولار. وكانت القاعدة قد دعت الى شن هجمات على أهداف نفطية. وكان اغلب منفذي هجمات 11 سبتمبر أيلول على الولاياتالمتحدة في عام 2001 من السعوديين. وشن متشددون اسلاميون موالون لتنظيم القاعدة حملة عنف في عام 2003 للاطاحة بالعائلة الحاكمة ونفذوا هجمات انتحارية استهدفت أجانب ومنشآت حكومية بينها صناعة النفط. وقال منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية ان من الواضح أن " الفئة الضالة" لا تزال تحاول احياء انشطتها "الاجرامية" في المملكة. وقال المحلل فارس بن حزام المتعاطف السابق مع المتشددين لرويترز ان هذا يشير الى عدم تحقيق الكثير خلال السنوات الاربع الماضية مضيفا ان قوات الامن تعثر على مجموعات لكن التقدم بطئ جدا على الصعيد الايديولوجي. وساعدت الاجراءات الامنية الصارمة وحملة دعاية قوية في تهدئة العنف لكن محللين ودبلوماسيين يقولون إن الاسباب الكامنة للفكر الاسلامي المتشدد والغضب إزاء سياسة الغرب في المنطقة لا يزالان قويين. وقال بن حزام ان هناك 30 الى 40 على الارجح يمثلون الدائرة الرئيسية بينما رصد الاخرون لجمعهم الاموال عبر الانترنت على مدى اشهر. لكن دبلوماسيا غربيا تساءل بشان الاعلان بقوله ان الاعلان لم يشر الى عدد المعتقلين الذين لعبوا دورا رئيسيا في الخطط التي ياتي اعلانها بعد اربعة اشهر من اخر مرة اعلنت فيها السلطات عن اختراق خلية رئيسية في ديسمبر كانون الاول. وقال "يبدو عددا صغيرا بالنسبة لاعتقالات مهمة" مضيفا ان الحكومة تريد اظهار جهودها في مكافحة الارهاب امام واشنطن. وقال ان "الطبيعة المحددة للاهداف قد تكون بعيدة المنال." وفي فبراير شباط اعتقلت السعودية عشرة رجال للاشتباه في قيامهم "بتمويل الارهاب" لكن نشطاء اصلاح سعوديين قالوا ان الرجال اعتقلوا اساسا بسبب جهودهم في مجال الدعوة الى اجراء اصلاحات ديمقراطية. وقال منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية إنه تم اعتقال 172 مشتبها بهم من سبع خلايا غالبيتهم سعوديون لكن بينهم أجانب تلقوا تدريبات في الخارج. وأضاف أنهم مرتبطون بعناصر أجنبية واستفادوا من المناطق المضطربة للتجنيد والتخطيط والتدريب على تنفيذ هجمات في إشارة على ما يبدو للعراق الذي غزته الولاياتالمتحدة في عام 2003. وعرض التلفزيون لقطات لضباط يحفرون في مناطق صحراوية ويفتشون داخل مبان ويضبطون أسلحة بينها قذائف صاروخية وبنادق الية وأجهزة كمبيوتر ومبالغ كبيرة من الريالات السعودية. وقال رجل الدين البارز محسن العوجي ان الامر يبدو خطيرا نظرا لحجم الاموال والاسلحة التي عثر عليها مضيفا انه اذا كان هذا صحيحا فانه يعني انهم يعيشون في حقل من الالغام. وقتل متشددون في فبراير شباط أربعة فرنسيين يعملون ويعيشون في السعودية في أحدث هجوم على أجانب في المملكة. وحذرت السعودية السفارات الاجنبية في الشهر الماضي من أن جماعة يلقى عليها اللوم في جرائم القتل قد تشن هجمات مجددا. ويقول متشددون إسلاميون إنهم يريدون طرد الغربين "الكافرين" من السعودية مهد الاسلام. ويقول مسؤولون إن حوالي 144 أجنبيا وسعوديا بينهم أفراد من قوات الأمن و120 متشددا قتلوا في الهجمات والاشتباكات مع الشرطة منذ مايو ايار عام 2003 عندما هاجم انتحاريون من القاعدة ثلاثة مجمعات سكنية يقيم بها غربيون في الرياض. من اندرو هاموند