تظاهر حوالى 300 شخص مساء الاربعاء في باريس ضد الرئيس المنتخب نيكولا ساركوزي بينما اصدر القضاء الفرنسي احكاما بالسجن مع النفاذ على عدد من الاشخاص الذين رشقوا رجال الشرطة بمقذوفات خلال التظاهرات التي اعقبت الانتخابات الاحد. من جهة اخرى صوت طلبة الاربعاء على اضراب ومحاصرة جامعة باريسية احتجاجا على مشاريع ساركوزي الاصلاحية. وعاد الرئيس المنتخب الى باريس بعد ان امضى عطلة في يخت فاخر في جزيرة مالطا وسط جدل حاد اثارته هذه الاجازة قبل تسلمه السلطة من الرئيس المنتهية ولايته جاك شيراك. وتظاهر حوالى 300 شخص معظمهم من اليسار المتطرف بهدوء مساء الاربعاء في الحي اللاتيني في باريس كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس. واوقفت قوى الامن بلا عنف عشرات منهم. وخلال الليالي التي اعقبت انتخاب ساركوزي احرقت مئات السيارات واعتقل مئات الاشخاص على اثر تلك الحوادث. وذكر مصدر قضائي الاربعاء ان شابا في السابعة عشرة من عمره جرح برصاص اطلقه شرطي بينما كان يهم برشق الشرطة بزجاجة مولوتوف خلال مشاجرات الثلاثاء في جنوب باريس. وذكرت المديرية العامة للشرطة الوطنية ان 292 سيارة احرقت في فرنسا ليل الثلاثاء الاربعاء. وكانت 365 سيارة احرقت في الليلة السابقة و730 سيارة ليلة الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. واعلن وزير الداخلية فرنسوا باروان الاربعاء ان "هذا الوضع غير مقبول". واضاف "ان كل ما حصل في الشارع منذ ثلاثة ايام يتراجع (...) ويثبت انها تحركات تعبر عن التزام سياسي وتنتمي بشكل واضح الى اليسار المتطرف". وهي المرة الاولى التي تؤدي فيها انتخابات رئاسية الى تظاهرات احتجاج في فرنسا فور اعلان النتائج. من جهة اخرى وخلافا لرأي منظمات طلابية صوت حوالى 800 طالب على القيام باضراب وعلى محاصرة واحتلال موقع جامعة تولبياك التابعة للسوربون احتجاجا على الاصلاحات الجامعية التي اعلنها ساركوزي قبل انتخابه. وقد حكم القضاء الفرنسي الاربعاء بالسجن على عدد من الاشخاص وبينهم طلاب رشقوا رجال الشرطة بقطع عدة خلال التظاهرات التي تلت الاحد انتخاب ساركوزي رئيسا لفرنسا. ففي بوردو (جنوب غرب) حكم على سبعة رجال تتراوح اعمارهم بين عشرين و35 عاما -- اثنان من المشردين وخمسة يمارسون حرفا يدوية -- بالسجن لمدد تتراوح بين اربعة وستة اشهر. وقال محضر الاتهام "في نظام ديموقراطي من حقنا التعبير عن فرحنا والمنا. انه حق اساسي وجزء من الحريات العامة. لكن هناك حدود وهذه الحدود هي العنف". وادين هؤلاء "بممارسة اعمال عنف ضد شخص مخول السلطة العامة بسلاح وخلال تجمع". وقد فرض على بعضهم دفع غرامة تبلغ 300 يورو لشرطيين بسبب الضرر المعنوي الذي تسببوا به. وجميع هؤلاء من اصحاب السوابق وبعضهم محكومون في الماضي لاعمال عنف. وفي باريس حكم على متظاهرين بالسجن اربعة اشهر لانهما رشقا قوات الامن بالحجارة مساء الاحد بعد ساعات من الانتخابات. وقال احد الموقوفين وهو فنان يبلغ من العمر 27 عاما "ارتكبت خطأ لا يغتفر (...) وادركت عندما اوقفت ان ما فعلته لا يجدي". وفي تولوز (جنوب غرب) حكم على ثمانية طلاب بالسجن لمدة شهر. وقال محامي اثنين من هؤلاء الطلاب المولودين جميعا بين 1985 و1988 ولم يرتكبوا سوابق "انها عقوبة قاسية جدا. السجن مع النفاذ حكم قاس لوقائع معزولة جدا وطلاب سلوكهم نموذجي". وحكم على طالب في العشرين من العمر بالسجن شهر لانه القى عبوة فارغة سقطت قرب شرطي بينما حكم على طالب في التاسعة والعشرين من العمر بالسجن للمدة نفسها لانه القى قارورة. وفي رين (غرب) صدرت على ستة رجال تتراوح اعمارهم بين 19 و42 عاما احكام تتراوح بين العمل 105 ساعات للمصلحة العامة والسجن ثلاثة اشهر. وصدرت اقسى عقوبة على رجل يبلغ من العمر 34 عاما اقتحم صف الدرك بسيارته. وفي مرسيليا (جنوب) التي شهدت تظاهرات رافقتها اعمال عنف ايضا افرج عن سبعة اشخاص يشتبه بانهم رشقوا رجال الشرطة بقطع مختلفة او بارتكاب اعمال عنف. وستبدأ محاكمتهم في 17 تشرين الاول/اكتوبر.
