اطلقت الشرطة البريطانية حملة ملاحقات واسعة السبت بحثا عن الاشخاص الذين يقفون وراء محاولتين فاشلتين لتفجير سيارتين في منطقة الملاهي الليلية في لندن فيما رأى الخبراء انهما تحملان بصمات القاعدة. فقد اعلن عن العثور على سيارة مرسيدس اولى في هايماركت صباحا ثم اكد رئيس شعبة مكافحة الارهاب في سكوتلانديارد بيتر كلارك مساء ان سيارة مفخخة ثانية كانت متوقفة بالقرب من المكان وتم تعطيلها. واظهرت التحقيقات ان سيارة المرسيدس الثانية كانت تحتوي مثل الاولى على كميات كبيرة من الوقود والمسامير. وقال كلارك ان العثور على السيارتين يؤشر الى هجوم منسق وهو امر "مثير للقلق بالطبع". واضاف كلارك ان "هذه العبوة مثل الاولى كان يمكن ان تنفجر وتوقع عددا كبيرا من الضحايا وقد فككها" خبراء الشرطة. ويشكل ذلك اول اختبار لرئيس الوزراء البريطاني الجديد غوردن براون الذي تحدث عن "تهديد ارهابي مستمر وخطير" بعد يومين على توليه منصبه. ودعا كلارك المواطنين الى الاتصال بالشرطة في حال توفرت لديهم معلومات عن هذه الاحداث او اذا اشتبهوا بامر ما. وبدأ المحققون يدرسون الصور الملتقطة من كاميرات منصوبة في الشوارع المحيطة بهايماركت وهو اجراء تبين انه فعال جدا لدى المحققين اثناء التحقيق في اعتداءات 7 تموز/يوليو 2005. واوضح كلارك ان "التحقيقات جارية حاليا". ورفض كلارك التكهن بهوية المجموعات التي قد تكون تقف وراء ذلك او دوافعها. لكن روي رام المسؤول السابق في سكوتلانديارد قال لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان الشرطة ستستفيد من كمية هائلة من الادلة التي تركت في مكان السيارتين مثل عينات عن الشعر والجلد التي قد تساهم في تحديد هوية المشتبه بهم. من جهتها رأت بولين نيفيل-جونز المسؤولة السابقة عن اللجنة المشتركة للاستخبارات البريطانية (1991 - 1994) ان المؤامرة "استهدفت على ما يبدو الحكومة الجديدة". وقالت في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان "المسألة هي معرفة من يقف وراء ذلك. واميل الى الاعتقاد بوجود صلة ما بتنظيم القاعدة". واوضحت ان "لتنظيم القاعدة علاقات غير منسقة ويساهم في توجيه الاسلاميين في العالم فيتخذون قرارات من تلقاء انفسهم ضد المصالح الغربية". من جانبه قال المحلل الاستخباراتي بول بيفر في تصريح للبي.بي.سي ان المؤامرة تحمل كافة بصمات الهجمات الاسلامية الشبيهة بتلك التي تقع في العراق وجنوب لبنان وفي الاراضي الفلسطينية. وقال ان ثمة شبها مع الهجمات المتزامنة واستخدام البنزين. ورأى ان منفذي الاعتداءات الفاشلة يؤكدون في الوقت الراهن انهم ما زالوا قادرين على تنظيم اعتداءات على رغم حملة مكافحة الارهاب التي يشنها الاميركيون المدعومون من البريطانيين. واكد بيفر ان مجموعة من الاسباب هي التي تقف وراء تلك الاعتداءات كتعيين توني بلير موفدا دوليا الى الشرق الاوسك والذي يعتبره الاسلاميون مواليا للاميركيين والاسرائيليين. وحول تفاصيل العملية اوضح كلارك ان المرسيدس الاولى عثر عليها في هايماركت قرب ملهى ليلي بالصدفة وان الشرطة ابلغت من قبل اجهزة اسعاف كانت متوجهة الى المكان لعلاج احد الاشخاص بعدما شاهد طاقمها دخانا يتصاعد من السيارة. وقال احد الشهود لهيئة الاذاعة البريطانية انه كان هناك حوالى 500 شخص في الملهى الليلي حين تم اخلاؤه. اما السيارة الثانية وهي مرسيدس زرقاء اللون فكانت متوقفة بالقرب من ذلك المكان. واوضح كلارك مساء الجمعة ان هذه السيارة كانت تحتوي على "مواد مشابهة جدا لتلك التي عثر عليها في السيارة الاولى" وهي كمية كبيرة من قوارير الغاز والمسامير. ويأتي التهديد الامني قبل اسبوع من الذكرى الثانية لتفجيرات السابع من تموز/يوليو 2005 التي استهدفت قطاع النقل البريطاني وادت الى مقتل 52 شخصا واربعة انتحاريين. وبريطانيا حاليا في ثاني اعلى مستوى من التأهب الامني الذي يشير الى ان اجهزة الاستخبارات الداخلية (ام آي 5) تعتبر التهديد بوقوع اعتداءات "وارد جدا". وكان البريطاني المسلم ديرن بارو حكم بالسجن المؤبد في تشرين الثاني/نوفمبر بتهمة الاعداد لتفجير ثلاث سيارات ليموزين مفخخة بقناني الغاز والمتفجرات في مواقف للسيارات تحت الارض. وفي تشرين الثاني/نوفمبر ايضا كشفت المديرة السابقة للاستخبارات البريطانية اليزابيث مانينغهام بولر ان اجهزتها علمت بامر ثلاثين مؤامرة واحبطت "خمس مؤامرات بالغة الاهمية" منذ اعتداءات السابع من تموز/يوليو.