باسمه تعالى لم اكن اتصور ان يكون صاحب الوسط مرسل الكسيبي انفعاليا و متعصبا بطريقة تشككنا في وسطيته و اعتداله و هذا ما تبين لي بعد قراءة مقاله الاخير حول علاقة الجمهورية التونسية بجمهورية ايران الاسلامية و تطورها لتشمل كامل منطقة الشمال الافريقي في البداية أنصح الاستاذ الكسيبي بمطالعة كتاب العلامة التونسي الاستاذ عثمان الكعاك رحمه الله حول العلاقات بين تونس و ايران عبر التاريخ كتبه في بداية السبعينات من القرن الماضي اولا ثانيا ليعد لدارسة تاريخ بلاده بنظرة موضوعية و منطقة الشمال الافريقي عموما ليرى ان شعوبها و اغلب الحكومات التي حكمت البلاد لم تكن ذات مرجعية سلفية متعصبة الا في بعض الازمنة ان ثقافة و هوية المنطقة هي ولائية عقلانية و روحانية مفعمة بحب اهل البيت عليهم السلام ,اذ يقول العلامة احمد بن ابي الضياف في كتابه الشهير اتحاف اهل الزمان باخبار ملوك تونس و عهد الامان " اهل افريقية يدينون بحب علي واله ,يستوي في ذلك عالمهم و جاهلهم جبلة في طباعهم حتى ان نسوانهم عند طلق الولادة ينادون يا محمد يا علي " انه من سخافة القول ان يكتب شخص يدعي العقلانية و الوسطية حول خطر التفكك المذهبي في تونس من جراء افتتاح مركز ثقافي ايراني في تونس ينسى الكاتب او يتناسى ان اول من حارب عقائد الناس في بلادنا و فرق بينهم بل و حتى هدموا قبورا و اماكن للعبادة بحجة انها حرام و جاءوا لنا بجلابيب و قمصان من بلاد الحجاز و باكستان و افغانستان هم اهل ملتك من الوهابيين الذين اعلنوا الحرب على المسلمين عامة و على كل المذاهب الاسلامية منذ اكثر من قرنين ان شعب تونس شعب مسلم دينه الاسلام نبيه محمد صلى الله عليه و اله و سلم و كتابه القران و هويته مغاربية عربية متوسطية ,له علماؤه و مشايخه خريجي الزيتونة الذين عرفوا بالعلم و الجهاد و التقوى اما ادعاؤك حول ما تسميه الحركة الاسلامية السنية في بلادنا فاما سلفية ترهب الناس او وسطية تعيش في احضان اليسار الملحد و تتمتع بما تمنه عليها مؤسسات الغرب في اوروبا و امريكا و تلوك مصطلحات اكل عليها الدهر و شرب و جرت على البلاد و العباد الماسي و الفتن اننا نفخر بانجازات جمهورية ايران الاسلامية منذ انتصار الثورة المباركة الى هذه الساعة و بما حققته المقاومة الاسلامية في لبنان من انتصارات على الاعداء و حلفائهم ودعمهم لاهلنا في فلسطين لا ادري هل المركز الثقافي الفرنسي او الامركي او الالماني او السعودي يمثلون نفس الخطر خاصة و انهم يمثلون اديان و مذاهب مخالفة لعقيدة اهل السنة في الختام ارجوا من الاستاذ الكسيبي على الاقل كصحافي ان يتحرى فيما يكتبه و لا يدعي بالباطل على اشخاص او جهات لا يعرفها مواد متعلقة : 1- تعقيب رئيس التحرير على مقال السيد الحمروني 2- مقال رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية حول موضوع مخاطر تهديد الوحدة المذهبية ببلاد المغرب العربي