أحرزت ميليشيا "اتحاد المحاكم الإسلامية" تقدما كاسحا بالمعارك الدائرة منذ أسابيع مع ميليشيا "التحالف من أجل السلام ومكافحة الإرهاب" المدعوم من الولاياتالمتحدة. وأفاد مراسل إسلام أون لاين في مقديشو أنها على وشك السيطرة على جميع نواحي العاصمة ال 13، بعد ساعات قليلة من سيطرتها على مدينة بلعد الرئيسية بعد معركة قصيرة ظهر الأحد 4-6-2006، معلنة أول حضور لها خارج العاصمة. وأضاف أن المحاكم الإسلامية تسيطر حتى مغرب اليوم الأحد على نحو 95% من العاصمة وجميع شوارعها الرئيسة، كما تمكنت من إحكام سيطرتها على مدخليها الرئيسيين الشمالي والجنوبي، فيما يتوقع مراقبون سيطرتهم الكاملة عليها في غضون ساعات. وفي أول تصريح حول الانتصارات المتوالية لقواته، أعلن رئيس المجلس الأعلى للمحاكم الإسلامية الشيخ شريف شيخ أحمد اليوم الأحد استعدادهم "للعمل مع أي جهة تشارك في إقرار الأمن في العاصمة". وهنأ شيخ أحمد "الشعب الصومالي بالانتصارات التي تحققها المحاكم على حساب التحالف". وعن فلول مليشيات التحالف التي وصلت إلى مدينة بيداوة حيث مقر الحكومة، قال الشيخ: "نحن نرحب بكل من يعود ولا نريد ملاحقته... أول من نرحب بهم بسعة صدر هم مليشيات الزعماء إذا ما عادوا إلى الله". سقوط بلعد وجاء التقدم الكبير لقوات اتحاد المحاكم في مقديشو بعد سيطرتها الكاملة ظهر الأحد على مدينة بلعد الرئيسية شمال شرقها بعد معركة قصيرة. وقال معلم هاشي القائد باتحاد المحاكم الإسلامية: "تمكنا بعد معركة قصيرة وبعون الله وتأييد الشعب من السيطرة الكاملة على مدينة بلعد... بلعد الآن محررة وآمنة وتحت سيطرة اتحاد المحاكم الإسلامية. وتابع في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية عبر الهاتف: "الناس في بلعد تحرروا من التحالف الأثيم". وأكدت مصادر مطلعة لإسلام أون لاين.نت سيطرة اتحاد المحاكم الإسلامية على مدنية بلعد الإستراتيجية التي تعتبر ثاني مدخل بري للعاصمة الصومالية مقديشو، بعد مدينة أفجوي جنوب العاصمة. وتعتبر بلعد التي تبعد نحو 30 كيلومترا شمال شرق مقديشو أول مدينة يسيطر عليها اتحاد المحاكم الإسلامية خارج العاصمة وكانت معقلا رئيسيا لأمير الحرب موسى سودي العضو بالتحالف من أجل السلام ومكافحة الإرهاب. وبالمدينة جسر إستراتيجي فوق نهر شبيلي. وبسقوط هذه المدينة يمكن لقوات اتحاد المحاكم مراقبة ما يدخل إلى العاصمة وما يخرج منها، حيث كانت بلعد المدخل الوحيد الذي يستخدمه التحالف في إرسال التعزيزات إلى مقديشو. وذكرت المصادر لإسلام أون لاين.نت أن قوات من التحالف المدعوم من الولاياتالمتحدة انشقت عن موسى سودي وشنت هجوما علي المدنية من الناحية الجنوبية بينما هاجمتها قوات المحاكم الإسلامية من الشمال لتسقط المدينة في يد المحاكم بعد معركة قصيرة. وأكد شهود عيان أن 70 مقاتلا من التحالف استسلموا لقوات المحاكم، كما أطلق سراح نحو 20 شخصا كانوا معتقلين في سجن بالمدينة، ولم يتسن الحصول على حصيلة محددة لعدد قتلى المعركة. الطريق إلى "جوهر" ويقول مراسل إسلام أون لاين.نت: إن سقوط مدينة بلعد يفتح الطريق أمام قوات اتحاد المحاكم للتحرك بسهولة إلى مدينة جوهر (90 كيلومترا) شمال العاصمة والتي كانت مقرا للحكومة قبل انتقالها إلى بيدواة جنوب العاصمة، والتي يسطر عليها محمد طير وهو من أمراء الحرب وحليف رئيسي لإثيوبيا. وقال شيخ أحمد في مؤتمر صحفي عقب سيطرة قواته على بلعد عقده في مقره بمقديشيو: "تأتي كل هذه الانتصارات الباهرة، التي لم يتوقعها أحد بفضل الله تعالى. وأدعو الشعب الصومالي للتضرع إلى الله للخروج من الأزمة الراهنة". وتشهد مقديشيو منذ فبراير الماضي معارك ضارية هي الأسوأ من نوعها منذ عشر سنوات بين مليشيات التحالف المدعومة من الولاياتالمتحدة ومليشيات "اتحاد المحاكم الإسلامية" التي يرى مراقبون أنها تتمتع بتأييد شعبي واسع بسبب إرسائها الاستقرار بشكل كبير بالمناطق التي تسيطر عليها. وأسفرت تلك المعارك عن سقوط مئات القتلى. ويرى محللون في القتال الدائر بين المليشيات -والذي تغذيه دوافع تجارية وسياسية- حربًا بالوكالة بين واشنطن وميليشيات المحاكم الإسلامية. ولم يرد المسئولون الأمريكيون أبدا بصورة مباشرة على حقيقة دعمهم لمليشيات التحالف، لكنهم قالوا: إن الولاياتالمتحدة ستعمل مع أي طرف تنظر إليه على أنه حليف في مكافحة الإرهاب. وتعتبر واشنطن الصومال منذ فترة طويلة ملاذا لتنظيم القاعدة في شرق إفريقيا. ولم تتمكن الحكومة الانتقالية، التي تشكلت في عام 2004، من بسط سلطتها في البلاد الغارقة في الفوضى منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 1991. وتشهد الحكومة المعارك الدائرة حاليا بالعاصمة، وهي عاجزة عن اتخاذ أي مبادرة. - أ ف ب - إسلام أون لاين.نت