قامت جمعية تونس لأولياء وأصدقاء المعوّقين ببناء مركزين جديدين في مدينة نابلومنزل تميم لتقديم التعليم والتدريب للمواطنين ذوي العاهات المتوسطة. المشروع الذي تُمولّه الولاياتالمتحدة يستهدف إدماج المعوّق في المجتمع. وخلال زيارة إلى المقرين الجديدين يوم الإثنين 7 يناير، شدد سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبتونس روبارت غوداك على أن هذين المشروعين الذين مولتهما بقيمة إجمالية تبلغ نحو 760 ألف دولار "هما عنوان لصداقة عريقة بين الشعبين التونسي والأمريكي الذين يتبادلان نفس القيم والمبادئ". والمقر الجديد الذي بني على أحدث طراز يضم تلاميذ وتلميذات يحملون إعاقات ذهنية وبدنية مختلفة ويتلقون التعليم وتدريبات رياضية بالإضافة إلى التكوين المهني . المشرفة على المركز السيدة مديحة بن دبة تمنت أن يحقق المولودين الجديدين الإشعاع الذي حققه مركز ولاية أريانة الواقعة على أطراف العاصمة. ويعود تاريخ انبعاثه وبتمويل من الحكومة الأمريكية إلى سنة 1999. السيدة مديحة أكدت على أهمية المساعدة الأمريكية "التي مكنتنا من تحقيق ما نطمح إليه وهو ادماج المعوق في المجتمع وتمكينه من التعويل على ذاته". والأهم من ذلك تقول السيدة مديحة "أن نزرع البسمة ليس على شفتي المعوق وإنما ننشرها على كافة أطراف عائلته". وانطلقت جولة السيد غوداك بمركز مدينة نابل حيث أكد على "أن هذه المدرسة هي أكثر من أن تكون مبنى. إنها تمثل الأمل للأطفال الذين ينشدون المعرفة التي تمكنهم من التعويل على أنفسهم". وأضاف غوداك " إن هذه المدرسة تمثل أيضا لتونس المستقبل وتنمية المجتمع الذي عُرف بتسامحه وانفتاحه". وفي تصريح لمغاربية قال كمال خليل، المدرب الرياضي في مركز نابل "لقد تابعت بناء أشغال هذا المركز وكأني أتابع بيتي الخاص سأعمل كل ما في وسعي أن أقدم لهؤلاء الأطفال كل خبراتي ليشعروا في النهاية أنهم لا يختلفون عن غيرهم من الأطفال". السيد كمال تمنى لو تجهز القاعة الرياضية المخصصة بما يحتاجه من تجهيزات في الوقت المطلوب "لإنجاز مهمتي في الوقت المطلوب لأن الأمر لا يحتمل الانتظار". وفي مركز سيدي سالم بمدينة منزل تميم أعرب السيد غوداك عن إعجابه بالتعاون الذي لمسه لدى أهالي المنطقة الذين قدموا كل المساعدات للإسراع في إنجاز المركز مشيرا إلى سخاء السلطات التونسية في تقديم الأرض التي شيد عليها المركز وكما كشف السفير الأمريكي على أن مساهمات رجال الأعمال التونسيين كانت مهمة للغاية خاصة لما قدموه من تجهيزات ضرورية. مشروع الجمعية والذي يُعتبر أحد مكونات خطة الإصلاح الاجتماعي التونسي لإدماج المعوقين، تلقى التمويل جزئيا من برنامج المساعدة الإنسانية التابع لوزارة الدفاع الأمريكية. وعملت الحكومة التونسية في السنوات القليلة الماضية على تنفيذ وإعادة صياغة سياساتها المتعلقة بالأشخاص المُعوّقين. ففي غشت 2005، قامت بمراجعة قوانين شؤون المعوقين من أجل تمكينهم من الاندماج في الحياة المهنية وتلقي القروض الحكومية لتمويل المقاولات المتوسطة والصغرى بشروط سهلة. كما قامت الحكومة بإنشاء كلية خاصة لتدريب المتخصصين في تعليم الأشخاص ذوي الإعاقات.