تراهن تونس على الكنوز الطبيعية والبيئية العديدة والمخزون الحضاري والثقافي الثري والمتنوع في الصحراء الكبرى لتنويع المنتج السياحي التونسي وتدعميه بما بات يعرف بالسياحة الصحراوية. وبادرت الدوائر المعنية بهذا القطاع الى اقرار استراتيجية جديدة شاملة ومتكاملة للنهوض بالقطاع السياحي تهدف الى اثراء المنتج السياحي التونسي القائم على سياحة الشواطىء التقليدية وتنويعه وتحسين جودة الخدمات لاسيما للسياحة الصحراوية. وقال وزير السياحة التونسى خليل العجيمي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش احدى التظاهرات الاعلامية والترويجية السياحية بتونس اخيرا ان العمل على دعم الترويج لاهمية السياحة الصحراوية "سيكون من الركائز الاساسية لهذه الاستراتجية باعتبارها عنصر اثراء للقطاع ورافدا اساسيا لتطويره". واكد ضرورة الحفاظ على خصوصية هذا المنتج وتنويعه للمرور به من سياحة العبور للتظاهرات والمهرجانات الموسمية الى سياحة الاقامة ببنية اساسية متطورة تراعى الخصوصيات البيئية والتراثية والثقافية والحضارية لقاطنى الصحراء. واظهرت اخر الاحصاءات الرسمية لوزارة السياحة ان الوجهة السياحية الصحراوية حققت خلال العام الماضى نموا بواقع 6 بالمئة ليبلغ عدد السياح الوافدين لاسيما من اوروبا على المواقع السياحية الصحراوية حوالى 650 الف سائح من بينهم نحو 200 الف فرنسي و140 الف اسباني و59 الف ايطالي. ويمثل معدل نمو السياحة الصحراوية ضعف معدل النمو لمجموع السياح الوافدين على تونس خلال نفس الفترة بواقع 3 بالمئة والذى فاق ولاول مرة اكثر من 7ر6 مليون سائح وذلك بفضل بروز بنية اساسية سياحية صحراوية بطاقة ايوائية اجمالية بنحو 11 الف سرير موزعة على 78 وحدة فندقية 40 بالمئة منها من فئة 4و5 نجوم. ويرى المؤرخون المختصون فى البحوث والدراسات حول الصحراء ومن بينهم التونسي الدكتور محمد حسين فنطر ان واحة (قابس البحرية) في الجنوب التونسي كانت قديما ميناء الصحراء التونسية ومحط رحال القوافل وانطلاقها في رحلاتها الطويلة الى السودان والتشاد وبلاد الطوارق باتجاه الصحراء الكبرى.(النهاية)