إخضاع فئة الصحفيين للدراسة واختبار نسب إصابتهم بضغط الدم تونس الصباح: بمناسبة اليوم العالمي لمقاومة مرض ضغط الدم الموافق ل17 ماي الجاري ,عقدت الجمعية التونسية لمقاومة أمراض القلب والشرايين برئاسة الاستاذ رشيد بوجناح ومؤسسة "نوفارتيس" للاجهزة الطبية الليلة قبل الماضية لقاء اعلاميا تم خلاله تسليط الاضواء على مرض ضغط الدم، اسبابه وانعكاساته وسبل التوقي منه. كما تم الاختيار على فئة الصحافيين ليكونوا هذه السنة محل دراسة واختبار لنسبة اصابتهم بمرض ضغط الدم ومعرفة تأثير عملهم على صحتهم. وأكد الاستاذ بوجناح أن أكثر من 1,5 مليار شخص مصاب بمرض ضغط الدم في العالم بينهم 1.5مليون تونسي يعانون من هذا المرض,من بينهم مليون لا يعرفون أنهم مصابون بهذا المرض الذي يعرف بأنه "المرض الصامت" و"القاتل في صمت". واضاف أن واحدا من بين 3 تونسيين من الذين بلغ سنهم ال35 سنة فما فوق يعانون من مرض ضغط الدم الذي يعتبر أول سبب قاتل في العالم وفي تونس. وقال الاستاذ بوجناح إن عدم المعرفة بالاصابة تجعل المرض يتحول من مرض قابل للعلاج إلى مرض مزمن ويصبح السبب الاول في الوفيات المرتبطة بالازمات القلبية والسكتة الدماغية والاعاقة. وحسب الدكاترة الحاضرين فان مرض ضغط الدم يعتبر مرض صامت لا يكشف عوارضه ويفاجئ صاحبه. وهو على عكس الامراض الاخرى التي يمكن أن تولد الحمّى أو الاوجاع فانه لا يكشف عن نفسه لذلك وجبت مراقبته بصفة مستمرة عبر قياس الضغط بصفة دورية خاصة لمن بلغ سن ال35 سنة. النساء أكثر من الرجال وفي تونس ينتشر مرض ضغط الدم بشكل كبير حيث يوجد اليوم أكثر من مليون ونصف المليون حالة وهو رقم مرتفع جدا اذا ما نظرنا الى عدد السكان الذين تجاوز سنهم ال31 سنة والذي لا يتجاوز ال5مليون نسمة وبالتالي فان 1 من 3 أشخاص من هذه الفئة العمرية مصاب بضغط الدم. وهذه الارقام ترتفع تدريجيا فخلال سنة 1997 مثلا كانت نسبة المصابين 23 على 100يخضع 13 فقط منهم لمقتضيات العلاج المطلوبة. وفي سنة 2000 ارتفعت النسبة لتصبح 30 من بين 100 مواطن يخضع 17 مريضا فقط منهم للعلاج بشكل طبيعي. وتشير النسب والاحصائيات الخاصة بالجنس أن النساء أكثر إصابة من الرجال بمرض ضغط الدم. المراقبة الذاتية وأمام التزايد المتواصل لعدد مرضى ضغط الدم اختارت المنظمة العالمية للصحة ان يكون محور اليوم العالمي لمقاومة ضغط الدم خاص ب"المراقبة الذاتية وقياس الضغط بصفة منفردة" وذلك لدعم وتشجيع فكرة التوقي والاحتياط من هذا المرض الصامت الذي يتسبب بدوره في عديد الامراض الاخرى على غرار الذبحة الصدرية والشلل الدماغي... وعلى هذا الاساس سيتم التركيز على المراقبة الذاتية عبر قياس الضغط بصفة منفردة في البيت من خلال آلات قيس أعدت للغرض ويسهل استعمالها من قبل الجميع. ويقاس ضغط الدم عن طريق تحديد كمية الدم التي يقوم القلب بضخها وكمية تدفق الدم في الشرايين. وتكون معرفة مستوى ضغط الدم عبر قراءة رقمين: - الرقم العلوي يتضمن مستوى الانقباض وهو كمية الضغط الذي يولده القلب أثناء ضخ الدم خارج القلب عبر الشرايين. - الرقم السفلي يتضمن مستوى الانبساط وهو عبارة عن كمية ضغط الدم في الشرايين في حالة سكون القلب أي أثناء سكون القلب بين كل نبضة. ويكون قياس ضغط الدم الطبيعي 120/80. وإذا كان ضغط الدم في حالة سكون الجسم 140/90 أو أكثر فإن هذا الشخص قد يكون مصاباً بارتفاع ضغط الدم ووجب عليه الخضوع للعلاج. وتشير الدراسات إلى أن قلة الحركة والاكل بكميات كبيرة والسمنة والتدخين إضافة إلى التوترات العصبية هي من الاسباب الرئيسية التي تسبب ضغط الدم. وأضافت أن ثلث المصابين بالمرض يعانون من مرض آخر معه خاصة السكري والكلى والعين. الوقاية والعلاج وباعتبار ان هذا المرض يوصف ب"المرض الصامت" أي المفاجئ فان التوقي منه ومتابعته اكثر من ضروري لذلك وجب قياس ضغط الدم كل سنتين على الاقل، إذا كان الشخص غير مصاب. أما إذا كان مصابا بضغط الدم فيجب قياسه بصورة متكررة حسب نصيحة الطبيب. وقد وضعت منظمة الصحة العالمية جدولا لقياس ضغط الدم في الحالات المختلفة: وأكدت المنظمة على ضرورة التحكم في ارتفاع ضغط الدم، إذا كان مرتفعاً باستمرار. فالحمل الزائد من الدم المفروض على جدار الشرايين يؤدي إلى حدوث ضرر كبير في مختلف الاعضاء الحيوية بالجسم مع مرور الوقت. وكلما زادت فترات ارتفاع الضغط كلما زاد الضرر، ومع مرور الوقت تظهر أعراضه بصفة مفاجئة. وقد ربطت دراسات عديدة بين عدم التحكم في ارتفاع ضغط الدم والاصابة بأزمات القلب والسكتة الدماغية وهبوط القلب ومشاكل العين. واعتبرت أفضل طريقة للتحكم في ارتفاع ضغط الدم هو تغيير نظام الحياة اليومي. ولكن في بعض الحالات يكون تغيير نظام الحياة غير كاف، لذلك يجب في هذه الحالة إضافة العلاج الدوائي إلى جانب تناول الاطعمة الصحية ومراقبة وزن الجسم وممارسة التمارين الرياضية والاقلاع عن التدخين والحد من تناول الكحوليات والكافيين والتحكم في الضغط العصبي والنفسي.