فرنسا برّأت أعوانها في الحادثة الاولى والمحكمة الاوروبية أدانتها فهل يتجدد السيناريو في الثانية؟ الاسبوعي - القسم القضائي: مازالت قضية وفاة المهاجر التونسي عبد الحكيم العجيمي (22 سنة) بمنطقة قراس الفرنسية قبل ثلاثة أسابيع في ظروف مسترابة أثناء إيقافه من طرف أعوان الشرطة تثير جدلا في فرنسا وخاصة في وسائل الاعلام الفرنسية التي اهتمت بمتابعة أطوار القضية ومستجداتها رغم عدم اهتمامها بملابساتها في البداية. وعن آخر المستجدات في القضية قالت احدى الصحف الفرنسية أن شهود عيان قالوا ان أعوان الشرطة طرحوا المهاجر التونسي أرضا امام مؤسسة بنكية بقراس وقيدوه ورغم سيطرتهم عليه وشل حركته فإنهم تعمدوا الجثوم فوقه واستعمال تقنية تدّخل تسببت في إصابة عبد الحكيم باضطرابات في دقات القلب وصعوبة في التنفس الى أن فارق الحياة. لجنة أوروبية أدانت فرنسا وحسب المصدر ذاته فإن اللجنة الاوروبية لمناهضة التعذيب طلبت عام 2002 من فرنسا التوقف عن استعمال هذه التقنية التي امتنعت عدة دول عن مواصلة العمل بها فيما ظلت فرنسا حريصة على استعمالها في بعض الوضعيات وهو ما دفع بالمحكمة الاوروبية لحقوق الانسان الى إدانة فرنسا في اكتوبر الفارط إثر وفاة شاب تونسي كان بدوره ضحية لهذه التقنية. وقالت صحيفة فرنسية ان المهاجر التونسي محمد سعود (26 سنة) المصاب باضطرابات نفسية وعقلية اعتدى بتاريخ 20 نوفمبر 1998 على أفراد عائلته بمنطقة طولون فتدخل أعوان الأمن وسيطروا على الشاب وقيدوه من يديه وساقيه. ورغم عدم قدرته على رد أي فعل عدائي تجاه الأعوان فإنهم استعملوا معه نفس التقنية التي استعملت اثناء التدخل لايقاف عبد الحكيم العجيمي وظلوا جاثمين فوقه طيلة 35 دقيقة الى حين حلول أعوان الاسعاف الطبي الاستعجالي لحقنه لكن محمد سعود توفي لاحقا بسبب اضطراب في دقات القلب والتنفس . ورغم هذه الحادثة فإن القضاء الفرنسي برأ ساحة أعوان الأمن ولكن المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان التي التجأت اليها عائلة الضحية - أدانت في أكتوبر 2007 فرنسا وقضت بتغريمها بخطية مالية قدرها 20 الف يورو أي حوالي 36 الف دينار تونسي لفائدة والدة الضحية وإخوته. حادثتان خلال 10 سنوات هذه الحادثة تجددت إذن بعد عشر سنوات وكان ضحيتها مجددا شاب تونسي فهل ستبريء فرنسا مجددا أعوانها؟ خاصة وأنها تسمح في بعض الحالات باستعمال تلك التقنية. ولكن صحيفة فرنسية تساءلت في عددها الاسبوع الفارط عن سبب استعمال هذه التقنية والشاب التونسي كان مقيدا وعاجزا عن رد الفعل؟