حادث المرور الاليم الذي تسبب فيه انقلاب حافلة تقل حوالي 100 تلميذ وتلميذة في ولاية مدنين الاسبوع الماضي.. لا يختلف كثيرا من حيث غرابته وصبغته الدرامية عن الحادث الذي تسبب في مقتل عدد من التلاميذ في فرنسا بسبب اصطدام قطار مع مؤخرة حافلة نقل مدرسية.. بصرف النظر عن عدد الضحايا والجرحى.. والحادثان لا يختلفان عن حوادث مماثلة تسجل في كثير من دول العالم.. .ويكون ضحيتها ابرياء بعضهم اطفال ومراهقون.. من الجنسين.. لكن الفارق هو أن وسائل الاعلام الفرنسية تساهم منذ ايام في التحقيق.. بحثا عن اسباب الحادث الفرنسي.. وتلتقي الخبراء والشهود.. حتى يستفيد الجميع مما حصل.. من خلال منع تكراره.. وتدارك الثغرات التي تسببت فيه.. في المقابل يستسهل بعضنا غلق الملفات.. عبر تفسير كل الحوادث ب"القضاء والقدر".. ؟؟ ومع الترحم على أرواح مليون ومئات الالاف من البشر يقتلون سنويا في طرقات العالم.. لا بأس من المصارحة ونحن في مطلع موسم الصيف والاجازات السنوية.. موسم الاعراس و"الزهو والطرب".. حتى تكون العطلة القادمة فعلا آمنة.. وحتى لا تتحول بعض الافراح الى اتراح.. في هذا السياق لا بأس من مصارحة مسؤولي وزارة التجهيز والاسكان والمجالس الجهوية للتنمية والبلديات بأن حالة بعض الطرقات في حاجة ملحة الى التدخل والى التحسين.. خاصة في الجنوب الشرقي.. من قابس الى بن قردان.. لاسيما في ولايات قابسومدنين وتطاوين.. .حيث يتضاعف عدد مستعملي الطريق صيفا مرارا.. وتتكثف حركة السياح التونسيين والليبيين والجزائريين والغربيين.. وهي حركة ستتكثف بعد فتح الطريق السيارة تونس - صفاقس.. التحسين مطلوب سواء عبر التوسعة.. أو احداث معابر جانبية خاصة بالشاحنات الثقيلة من حين لآخر.. (لامتصاص الازدحام ومنع التجاوزات الممنوعة).. أو الغاء بعض المنعرجات الخطيرة التي لا تبررها اية مرتفعات جبلية.. (مثلما هو الامر في طريق مارث الجرف أو طريق حومة السوق القنطرة عبر الماي وصدويكش.. وطريق أجيمحومة السوق).. او عبر التنوير وتركيز مخفضات السرعة في بعض النقاط السوداء.. لقد تحسنت حالة البنية الاساسية كثيرا وطنيا خلال الاعوام الماضية في كامل البلاد.. ولا باس من معالجة ما تبقى من نقائص.. مع التقديرلاعوان المرور على جهودهم ليلا ونهارا.. وعلى صمودهم في الغابات والصحاري والاماكن النائية.. رغم سلوكيات بعض المتهورين.. من السادة السائقات والسائقين..