من الايجابي أن وسائل الاعلام الرسمية نشرت الخبر الخاص بحادث المرور الذي جد مساء أول امس الجمعة بين بن قردان ومدنين وخلف 8 ضحايا من بينهم سبع على عين المكان والآخر بالمستشفى إلى جانب ثلاثة جرحى احدهم في حالة خطرة. وحسب المعطيات الاولية فقد نجم الحادث عن اصطدام بين سيارة أجرة وشاحنة لنقل البضائع في منطقة بوحامد بالطريق الوطنية رقم 1 على مستوى النقطة الكيلومترية 506 وتتمثل صورته في المجاوزة دون التثبت من خلو الطريق. وقد نشرنا قبل أيام خبر الحادث الذي شهدته نفس المنطقة يوم الجمعة 4 جويلية وتسبب في سقوط 9 قتلى و4 جرحى حالة أحدهم لا تزال خطيرة. وتعود أسباب الحادث السابق حسب المعطيات الأولية الى المجاوزة الممنوعة في طريق ضيق والرؤية فيه غير واضحة. وقبل أشهر انقلبت في نفس المنطقة حافلة كبيرة ملأى بالتلاميذ في نفس المنطقة مما تسبب في سقوط عشرات الجرحى. وبالقرب من محطة الحافلات بئر بن عمر قرب والغ والرياض في طريق حومة السوقجرجيس مرورا بالماي وسد ويكش سقط خلال الاسابيع الماضية عدد من القتلى والجرحى بينهم 4 في نفس المكان في حادثين منفصلين.. والسبب ضعف الرؤية وحدة المنعرج في مرتفع دائري وضيق، ووجود محطة الحافلات في موقع يزيد الرؤية غموضا.. وكان نفس الموقع تسبب طوال العقود الماضية في سقوط عشرات القتلى والجرحى.. وفي مناطق عديدة من البلاد شرقا وغربا تتعاقب الحوادث رغم جهود الاف من رجال الشرطة والحرس الوطني واعوان الحماية المدنية.. ورغم التحسينات النسبية لحالة الطرقات.. واحداث المحولات الدائرية ومخفضات السرعة.. فضلا عن انجاز طرقات سريعة وطرقات سيارة جميلة في عدة جهات.. كان من ابرزها طريق مساكنصفاقس.. وطريقا بنزرتتونس وعين الزرقاء تونس.. كل هذه الجهود مهمة جدا.. لكن لا بد من اعطاء اولوية للحد من خطورة المنعرجات وتوسيع الطرقات في الجنوب حيث عشرات الآلاف من السيارات والشاحنات الاضافية صيفا في موسم تدفق السياح التونسيين والاشقاء الليبيين والجزائريين والمغاربة والاجانب على البلاد.. وخاصة في طرقات ولايات مدنين وتطاوين وقابس وصفاقس التي تجاوز الزمن بعضها.. ولا بد من احداث مخارج مؤقتة فيها للشاحنات الثقيلة بعد كل 10 أو 20كلم.. لتجنب الحوادث التي تسببها المجاوزة الممنوعة ل"قطارات" من الشاحنات المحشوة باطنان (وربما بعشرات الاطنان) من البضائع.. وعسى أن يتحمل التونسي مسؤوليته كاملة.. فيساهم الجميع في الحد من السرعة وحث البقية على احترام قوانين السلامة المرورية.