تونس الصباح: من المسائل التي تطرح بحدة وستظل كذلك في مستوى المنتجين ما يتعلق منها بحلقة ما بعد الانتاج زمن الوفرة اذ يبدو ان هذه الاشكالية تبقى عصيّة الحل رغم ان الارادة في تسويتها موجودة والتوجهات والبرامج المقرة منذ سنوات ترمي الى احتواء مشاكل الوفرة وحث جميع الاطراف المتدخلة في عملية الانتاج والترويج والتسويق على انجاح مواسم الخبرات وحماية كل منتوج لا سيما في مثل هذا الظرف العالمي وما تسوده من اشكاليات وازمات تتعلق بالامن الغذائي العام.. وعلى المستوى الداخلي ورغم صعوبة الموسم الفلاحي في ما يهم الزراعات المطرية ومنها الحبوب تمكن قطاع البطاطا من تحقيق ارقام انتاج وصفتها جهات ادارية بالطيبة والعادية في حدود 170 او 180 الف طن خلافا للارقام او التقديرات القياسية التي تحدث عنها بعض المنتجين سابقا مثيرين مخاوف من صعوبة ترويج فوائض الانتاج ومن تنصل المخزنين الخواص من «التزاماتهم». التقدم في التخزين وللوقوف على مدى تقدم عمليات التخزين المحددة برنامجها الاجمالي ب40 الف طن يتقاسمها مجمع الخضر ب10 الاف طن وتدخل الخواص بتخزين 30 الف طن.. وضبط سعر شراء موحد ب400 مي توجهنا بالسؤال الى مدير عام المجمع المهني للخضر السيد علي اولاد علي الذي افاد بتقدم عمليات التخزين في مستوى المجمع وامكن الى غاية هذه الفترة تخزين نحو 3500 طن من حصة تقدر ب10 آلاف طن ما يعادل 30 أو 35% من برنامج التدخل العائد للمجمع في المقابل ورغم التباطؤ او التعثر الذي ساد عملية التخزين الموكولة للخواص في الفترة الماضية تبدو المؤشرات هذه الايام اكثر ايجابية من خلال ملامسة تجاوب اكبر من المخزنين وعلى مستوى قبول المنتوج للتخزين الذي وان لم يرتق الى النسبة المحققة حاليا من قبل المجمع باعتبار ان الالتزام بالتدخل في الابان لم يكن كليا لغياب الآلية الملزمة للخواص على احترام ما اتفق بشأنه فان المعطيات الراهنة تؤكد التوجه نحو طريق التقدم والتوسع في عمليات التخزين. بالتوازي اكد اولاد علي على اهمية آلية التخزين التقليدي التي يتعين على المنتجين التمسك بها واعتمادها حماية لمنتوجهم وعدم التفريط فيها حتى لا يتكدس الانتاج بالاسواق دفعة واحدة ولا مفر عندها من تحمل نتائج قاعدة السوق وبالتالي بامكان الفلاح التحكم بغاية التنظيم وحماية مصالحه في عملية ما بعد الانتاج باللجوء الى الخزن التقليدي ولا يسارع بالتالي رغم اغراء سعر القبول الى التفريط في منتوجه من البطاطا التي لا تنطبق عليها قاعدة التعامل مع الحبوب او الزيت بتدخل الدواوين المعنية بقبولها دون سواها من الاطراف. ... تخوفات ولكن هكذا اذن ومن خلال تصريحات المسؤول الاول على المجمع يبدو ان الغيوم المتلبدة بسماء المنتجين في طريقها نحو الانفراج لكن من جهتنا نعتقد ان مخاوف المنتجين امر بديهي ونتفهمه اذ من غير المقبول اليوم وبعدما يتكبده الفلاح من تعب ومصاريف ومداواة لانقاذ محاصيله يكافأ بانهيار الاسعار في مستوى الانتاج او يضطر للتفريط فيها بأبخس الاثمان مع ما يترتب عن ذلك من عزوف خلال الموسم الموالي على الانخراط من جديد في حلقة الانتاج خشية ان تعود حليمة الى عادتها القديمة.. ويتكرر ذات السيناريو وذات النهاية المأساوية. «ما حك جلدك..» لكن ما قد نعيبه على هذه الجهة هو تفرقها وتشتتها وعدم تنظمها صلب هياكل خدماتية تجمع شمل المنتجين وتحمي مصالحهم وتوفر لهم آلية تفاوض تفرض لموقفها الاحترام أمام الاطراف المقابلة وتجنبها مفاجآت السوق غير السارة. أليس في توحد مجموعة من المنتجين لبعث هيكل فلاحي يختص في تجميع البطاطا وتخزينها ما يمكنهم من الاستفادة من المنح والحوافز المقرة لغيرهم من المتدخلين ويمثلون بالتالي خير آلية للدفاع عن قطاعهم عملا بالمثل القائل «ما حك جلدك مثل ظفرك...»