من جملة 10آلاف طن بطاطا مبرمج تخزينها عن طريق المجمع المهني للخضر هذا العام لم يتسن لهذا الهيكل العائد لإشراف وزارة الفلاحة انجاز سوى 1500 طن على أمل التوصل إلى ألفي طن قريبا. وذلك من مجموع حصة عامة تقدر ب40ألف طن يعود نصيب الأسد في تحقيقها إلى القطاع الخاص بحصة تقدر ب30 ألف طن وبسعر تدخل يبلغ 400 مليم بالنسبة لكافة الأطراف. غير أنه وبحكم تطورات الوضع على ساحة العرض والطلب في مستوى الإنتاج أمكن إلى حد هذه الفترة تحقيق مخزونات مبردة ب 26ألف طن من هذه المادة حسب معطيات وزارة التجارة التي أرجعت مصادرها أسباب عجز المجمع عن تغطية حصته إلى ارتفاع سعر التدخل بالشراء وتجاوز المستوى المتفق عليه ما بين 20 و30 مليما وهي زيادة تعامل بها الخواص وتواصلت شراءاتهم بهذا السعر. بالتوازي مع هذا المعطى ونظرا لتزايد طلب السوق الليبية على هذه المادة إلى جانب غيرها من منتجات الخضر والغلال والعجين بمشتقاته ساهمت تدخلات وسطاء بالشراء مباشرة من المنتجين لفائدة هذه السوق في الضغط على الأسعار بما في ذلك حلقة التوزيع. وناهز الفارق في السعر في مستوى الجملة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية ما يزيد عن100مليم ليتراوح السعر عند "الوكّال" في الأسواق الأسبوعية على حد تقييم مصدر "التجارة" بين 700 و750 مي لتتراجع إلى 600 و650 مي بالأسواق الأسبوعية مقابل قفزها حسب معاينات المستهلك في عدد من أحياء العاصمة إلى 800وأكثر أحيانا على خلفية أنّ" بارومتر الأسعار" خاصة في الخضر والغلال يجنح دوما نحو الارتفاع بمناطق تونس الكبرى بخلاف مناطق الإنتاج الداخلية التي ترتخي فيها حرارة الأسعار لكن دون أن تنطفئ كليا. فإذا ما كانت الدولة عاجزة عن مواجهة ارتفاع سعر التدخل للتخزين ب420 مليما فهل ترى المواطن قادرعليها ب800 وأكثر؟ على كل يبقى الأمل في انفراج الوضع قائما بالنسبة لهذه المادة وغيرها التي جنحت أسعارها عاليا مثل الطماطم والفلفل رغم أنهما في أوج موسم إنتاجهما ما دفع بربات البيوت إلى التقشف في إعداد طبق الشكشوكة والتقليل من "الفريت" مراعاة لميزانية قفتها التي غلت كلفتها فيما راوحت الشهرية مكانها. على كل مهما كانت درجة تذمر المستهلك ومهما ارتفعت حيرة تساؤلاته حول أحوال تزويد السوق في رمضان من هذه المادة فإن تطمينات "التجارة" لا يمكن إلاّ الثقة بها ولا خيار للمرء سوى ذلك حيث تفيد المعطيات أنه إلى جانب الحصة المبردة المخزنة تتوفر كميات من المخزون التقليدي للبطاطا بنحو96ألف طن وسيشرع بداية من الأسبوع القادم تعديل العرض بضخ كميات انطلاقا من المخزون المتبقي لدى المجمع من الموسم الماضي.