علينا فهم دروس الأزمة المالية والنقدية الدولية التي برزت منذ صائفة 2007 المنافسة تدفعنا إلى الأخذ بعين الاعتبار المعطيات الجديدة في مستوى نوعية الخدمات وتشعب المنتوجات الجديدة والمتطلبات المتنامية للحرفاء تونس الصباح : الاستاذ محمد فريد بن تنفوس من الخبراء البارزين وطنيا في القطاعين المالي والنقدي ..عرفه البعض في البنك المركزي ثم على راس عدد من البنوك الوطنية .. قبل أن يعين على راس البنك العربي لتونس ثم يختاره زملاؤه رئيسا جديدا للجمعية المهنية للبنوك . التقيناه للحوار حول المستجدات المالية والنقدية والازمة الحادة التي يعرفها القطاع دوليا منذ صائفة 2007 ..وحول مواكبة البنوك التونسية للمستجدات الاقليمية والدولية قصد كسب ورقة المنافسة ..فكان الحوار التالي : * انعقدت أخيرا الجلسة العامة السنوية للبنك, فهل بإمكانكم أستاذ فريد, أن تقدموا لنا بهذه المناسبة بسطة حول أهم النتائج التي حققها البنك خلال السنة المنقضية ؟ فعلا لقد التأمت أخيرا الجلسة العامة العادية السنوية للبنك و تمت خلالها الموافقة على الأرقام والنتائج التي حققها البنك خلال سنة 2007. فقد واصل البنك العربي لتونس خلال السنة المنقضية نسق نموه حيث بلغت نسبة نمو صافي الأرباح 23.5% لتصل إلى 26.3 مليون دينار واستقر الناتج البنكي الصافي على 100,3 مليون دينار أي زيادة ب 22.5%. كما ارتفع رقم المعاملات ب 24% ليبلغ 189,9 مليون دينار في نهاية 2007 وتطور حجم ودائع الحرفاء بنسبة 25.2% حيث بلغ 2.241,6 مليون دينار. وشهدت نسبة تدخلات البنك في تمويل الاقتصاد التونسي تناميا ب 7.4% في مستوى التسهيلات لتصل إلى مستوى 1.346,1 مليون دينار في موفى 2007. كما بلغت سندات الخزينة المسجلة من قبل البنك ما قدره 744,2 مليون دينار أي زيادة ب 2 % مقارنة بسنة 2006 وارتفعت سندات الاستثمار بنسبة 47.6 % لتستقر في حدود 61,4 مليون دينار في أواخر2007. كما واصل البنك توسيع شبكته إذ أصبح يعد اليوم من كبار المؤسسات في القطاع البنكي التونسي من حيث حجم الشبكة التي تعد 83 فرعا و كذلك من حيث مجموع الموازنة الذي تطور بنسبة 27% خلال سنة 2007 ليبلغ 2742 مليون دينار. كما التأمت الجلسة العامة غير العادية و قررت الرفع في رأس مال البنك من 60 إلى 100 مليون دينار على قسطين (20 مليون دينار خلال السنة الحالية والقسط الثاني بمبلغ 20 مليون دينار سيتم إنجازه في سنة2010 ) . وستمكن هذه العملية من تدعيم الهيكلة المالية للبنك وقدرته على المزيد من التطور والمساهمة بحجم أكبر وبأكثر فعالية في تمويل الإقتصاد التونسي. المنافسة الدولية * من خلال مسؤوليتكم على رأس الإدارة العامة هل تعتقد أن البنك العربي لتونس بصدد مواكبة المنافسة الدولية بما في ذلك ما يتعلق بالإغراءات التي تقدم للزبائن ؟ مما لا شك فيه أن تحسنا ملحوظا طرأ على أداء البنك العربي لتونس خلال السنوات الأخيرة. و هذا التحسن ناتج أساسا عن تطور المناخ الإقتصادي العام للبنك الذي يتميز بنسق نمو اقتصادي قوي وعمل إصلاحي متواصل يهدف إلى تحرير وتعصير القطاع البنكي التونسي. ولا يخفى أن من أهم التحديات التي واجهها البنك خلال هذه الفترة هي تلك التي ترتبط بالتحرر الاقتصادي وظاهرة المنافسة الدولية و تنفيذ معايير «بازل2» إلخ. وتتمثل هذه التحديات في ضرورة توفير الكوادر البشرية المؤهلة والبنية الأساسية ونظم المعلومات والرقابة الداخلية والقدرة على زيادة رأس المال وبصفة عامة، التأقلم في عالم متغير بصفة دائمة وتفاقمت فيه المخاطر. وفي هذا الإطار يجدر بالذكر أن البنك العربي لتونس وبتوجيه وإشراف من البنك المركزي التونسي، قطع أشواطا كبيرة في كل المجالات نخص بالذكر منها نوعية وجودة الخدمات والإغراءات التي تقدم للزبائن. فالبنك العربي لتونس يواكب المنافسة الدولية ناهيك أن العديد من البنوك الدولية متواجدة على الساحة المحلية وتديرها إطارات أجنبية... التحديث المطلوب * عمليا هل يقوم البنك العربي لتونس مثلا بخطوات تحديث ومواكبة فعلية لاجراءات التعصيرالعديدة للقطاع البنكي في البلدان العربية والعالمية التي تتعامل معها تونس على صعيدي القطاع العام والخاص ؟ إن استراتجية البنك العربي لتونس ترمي على الصعيد الداخلي إلى بناء هيكلية مالية للبنك بشكل يتماشى مع احتياجات البلاد ومتطلبات السوق ومقتضيات الاقتصاد التنافسي الجديد ومعطيات التكنولوجية الجديدة. و في هذا الإطار يسعى البنك إلى تبوؤ أبرز المراكز من خلال تقديم خدمات ومنتجات بنكية ذات قيمة مضافة من الممكن توفيرها نتيجة الإستثمار المستمر في التكنولوجيا الحديثة والتكوين المستمر و المشاركة في أنشطة تمويل المشاريع و توسيع شبكة فروعه الداخلية والخارجية... و يعتمد البنك على الخدمات الإلكترونية و يقوم على استخدام العديد من النظم المعلوماتية الإلكترونية كما بدأ البنك في تقديم بعض الخدمات عبر الانترنت للأفراد والشركات كما يسعى البنك إلى الخدمات البنكية عبر الهاتف الجوال... معايير بازل 2 * ما هو برأيكم مستوى استعداد البنك العربي لتونس لتطبيق متطلبات ومعايير «بازل2» ؟ من المهم الاشارة الى أن البنك المركزي يسعى للارتقاء بأساليب وأدوات الرقابة المالية لمواكبة التطورات في العمل المصرفي الدولي .وفي إطار هذه الجهود التي تبذلها السلطات المالية يسعى البنك العربي لتونس لمتابعة تطورات المعيار المعدل لكفاية رأس المال والمعروف ب«بازل2» ، كما يواكب البنك بدوره تطورات المعايير الجديدة و هو الآن بصدد دراسة المعيار الجديد والاستعداد للقيام باختبارات تطبيقية للمعيار. شبكة مغاربية * ما هي حاليا الاستراتيجية العامة للبنك العربي لتونس في المنطقة المغاربية مثلا ؟ لا تغيير حتى الآن في الاستراتيجية التي وضعنا أسسها العامة منذ سنة 2001 والتي يتمثل هدفها الأول في أن نكون أحد أبرز البنوك التونسية وأن نرفق ذلك بتطوير جودة الخدمات التي نقدمها. فنحن نسعى لزيادة حصتنا في السوق. كذلك نظرا إلى انفتاح واندماج الاقتصاد التونسي في السوق الأوروبية خاصة والأسواق المتوسطية والجهود المبذولة لإرساء سوق مغاربية، فنحن نسعى إلى تطوير شبكة على مستوى بلدان المنطقة في نطاق مجموعة البنك العربي تهدف إلى تطوير الخدمات الاستثمارية الخاصة. كما نسعى أيضا إلى الرفع من مستوى وجودة الخدمات التي يقدمها البنك وذلك من خلال الرفع من مستوى العاملين بالبنك. كما تجدر الإشارة إلى أن مجموعة البنك العربي قد اقتنت 19% من بنك الوحدة في ليبيا مع تكليفها بالإدارة التنفيذية. و يمكن ان ترفع هذه النسبة إلى 51 % خلال السنوات المقبلة. و وقع تمثيل البنك العربي لتونس في مجلس إدارة بنك الوحدة في شخص مديرها العام. الموارد البشرية * وهل ستعنى الجمعية المهنية للبنوك التي اسندت اليكم رئاستها بعنصرالموارد البشرية ودوره في تطويرالقطاع البنكي ؟ وما هي الخطوات المرتقبة في هذا المجال لاسيما فيما يتعلق بتحسين مردودية العاملين في القطاع ورسكلتهم ؟ إن الجمعية المهنية للبنوك ما انفكت منذ تأسيسها في الستينيات، تعتني أساسا بالعنصر البشري والرفع من مستواه العلمي والتقني قصد الرفع من مردودية العاملين في القطاع البنكي ويحتل القطاع البنكي المرتبة الأولى في ميزانية التكوين والرسكلة لأعوان وإطارات بمختلف مستوياته.ومما لا شك فيه أن هذا النشاط سيبقى من أهم مشمولات الجامعة غير أن تطور المناخ الاقتصادي ومتطلبات تحسين ظروف المنافسة تدفعنا اليوم إلى إعادة النظر في طرق وأساليب عمل الجمعية في هذا المجال وخاصة الأخذ بعين الاعتبار المعطيات الجديدة وفي مستوى نوعية الخدمات وتشعب المنتوجات الجديدة و ذلك للاستجابة إلى المتطلبات المتنامية للحرفاء. الازمة المالية الحادة * ما هي في نظركم، الدروس التي يجب على البنك استخلاصها من الإزمة المالية والنقدية الحادة التي يشهدها العالم منذ صائفة 2007 ؟ هناك العديد من الدروس التي يجب أن نتعلمها مما يحصل الآن على الساحة المالية العالمية و أهمها أن على البنوك والمؤسسات المالية تجنب أخذ مخاطر تفوق إمكاناتها ولا تتناسب مع كفاية رأس المال و قاعدة الأرباح كما أن عليها أن تحسن إدارة المخاطر والسيولة، علما أن متطلبات «بازل2» خطوة في الاتجاه الصحيح لأنها تلزم المؤسسات المالية بتوفير موارد رأسمالية كافية لتغطية مخاطرها بجميع أنواعها خاصة منها المرتبطة بالتسهيلات وبالسوق وبالتشغيل.