مرت امس أربعون يوما على وفاة إسماعيل خليل المناضل الوطني والديبلوماسي المميز والوزير والاقتصادي الفاعل. ويعتبر المرحوم الذي كان مناضلا في صفوف الشباب والطلبة زمن الاستعمار.. من بين الأربعة الأوائل الذين نفذوا قرار جلالة الباي محمد الأمين باشا باي لاسترجاع السيادة الديبلوماسية يوم 3 ماي 1956. فكان هو وزهير الشلي وخميس الحجري ومحمد فريد الشريف الذين تحملوا اثر المشاركة بنجاح في مناظرة بكتابة الدولة للخارجية تحت امرة وزير الخارجية الحبيب بورقيبة (آنذاك). وفي ظروف صعبة سمي كاتبا عاما لوزارة الخارجية خلفا للشهيد خميس الحجري. وعلى المستوى الديبلوماسي كان الفقيد خير من عرف بالديبلوماسية التونسية كسفير في بروكسال وامريكا وممثل لبلاده في السوق الأوروبية المشتركة والأمم المتحدة. وفي هذا المجال كلف بعديد المسؤوليات والمهام خدمة للمنظمات الدولية وكان له دور واسع في إشاعة الاحترام لوطنه. وفي المجال الحكومي كان إسماعيل خليل الوزير الناجح على رأس الوزارات منها وزارة الخارجية ثم وزارة المالية ثم وزارة التخطيط والمالية ثم محافظا للبنك المركزي. وللتاريخ فان المرحوم اصيل بيت نضال وكفاح فكان والده (سيدي خليل) قابض المالية في قفصة ورجلا من رجال الحزب الحر الدستوري التونسي.. وامتاز بوضع محل سكناه الكبير بمنطقة الدوالي كمقر لجامعة قفصة والهمامة ثم مندوبية الحزب الحر الدستوري التونسي. وكان شقيقه الأكبر المختار اول من كون صحبة لخضر فتاح إقليم الكشافة المسلم بقفصة خلال الاربعينات في حين كان شقيقه الهادي اول من بعث سنة 1948 قاعة سينما الماجستيك، وزيادة على دورها السينمائي التجاري كان يشجع بالمجان عروض اشرطة نادي السينما وكذلك الأشرطة المقترحة لتعزيز مالية الجمعيات وتفتح لفائدة أنشطة الحزب والاتحاد.. واضافة الى ان شقيقه مصطفى اطار بنكي فان شقيقه إبراهيم قد توجه الى التعليم العالي ليصبح ديبلوماسيا مميزا، في حين توجه محمد الى العمل الاقتصادي كاطار دولي بنكي بينما اختار شقيقه لمين التجارة الدولية بكندا. وللتاريخ فان المرحوم لم ينس مسقط رأسه بالرعاية والمساعدة ويوم ان ترأس بلديتها اسهم مساهمة فعالة في الإفادة والدعم والوقوف الى جانب جمعيات الشباب والثقافة والتربية الرياضية.. وشخصيا حظيت بشرف عنايته ومساعدته الخاصة لفائدة الملعب الرياضي القفصي والمساعدة الفعالة يوم ان سعيت صحبة الأخ المختار المحفوظي في بعث مكتبة للأطفال بنادي الأصدقاء وكذلك بمساعداته المتكررة لجمعية صيانة مدينة قفصة. واجمالا فان الفقيد كان وطنيا صادقا.. ومسؤولا ناجحا.. ورائدا قادرا.. ومعطاء سخيا.. رحم الله الفقيد واسكنه فراديس جنانه.