تعود عدد كبير من تلاميذ اعداديات وثانويات وسط العاصمة على ارتياد دار الثقافة ابن رشيق والنشاط في نواديها ولكنهم هذه السنة لم يتمكنوا من الالتحاق بهذه النوادي لأنها لم تنطلق بعد في العمل رغم مرور أشهر - أكتوبر 2017- على انطلاق الموسم الثقافي 2017 /2018 . «الصباح» سالت مدير دار الثقافة ابن رشيق شكري لطيف عن سبب توقف أنشطة النوادي وخاصة منها نادي المسرح فأفادنا بان: «كل النوادي معطلة بدار الثقافة ابن رشيق -باستثناء نادي الخط العربي والرسم - وغيرها من الدور الثقافية لا نادي المسرح وحده وذلك منذ سنتين تقريبا والأزمة قريبا تجد طريقها إلى الحل ذلك ان وزارة الشؤون الثقافية أعلنت في نهاية شهر جانفي 2018 عن قائمة الناجحين في كل الاختصاصات في إطار مناظرة انتداب الكفاءات المستوجبة لتأمين حصص التنشيط الثقافي بالتعاقد بعنوان سنة 2018 وقريبا ينطلق عمل المنشطين في 20 دار ثقافة في ولاية تونس.» هذه المناظرة كانت عن طريق الملفات وشملت اختصاص الآداب باللغة الفرنسية والأدب والمطالعة والأطفال البراعات واللغات والرسم والأناشيد والإعلامية والثقافة الرقمية والألعاب الفكرية والالكترونية والتراث والفسيفساء والتعبير الجسماني والخط العربي والرسم على المحامل والرقص العصري والسينما والصورة والفنون التشكيلية والمسرح والموسيقى والكورال والمونتاج والصورة وصناعة المصوغ. ولكن رغم إعلان قائمة الناجحين في المناظرة فإنهم لم يباشروا عملهم إلى اليوم والموسم الثقافي تجاوز نصفه فنحن في شهر فيفري والنوادي تدخل في عطلة مع بداية جوان القادم ولا يعرف رواد الدور الثقافية ورواد النوادي وأولياؤهم الذين تظلموا وطالبوا بتفسير من وزارة الشؤون الثقافية سبب كل هذا التعطيل . «الصباح» سالت في الموضوع فاتضح ان مقدار المنحة كان السبب حيث كان منشطو نوادي التثقيف والتدريب والتكوين في دور الثقافة وهي -أي النوادي- عمودها الفقري وبدونها لا يمكن ان تعمل يتلقون منحة مقدارها 108 دنانير تم إقرارها منذ ثمانينات القرن الماضي وبقيت دون تحيين رغم القيمة الاعتبارية والعلمية وتجربة بعض المنشطين مثل الفنان فتحي زغندة الذي يشرف على نادي المالوف التونسي في دار الثقافة ابن رشيق او الفنان جمال قلة الذي ينشط نادي الشيخ امام للموسيقى وغيرهم ممن ينشطون في النوادي بدور الثقافة سواء في العاصمة او داخل الجمهورية . هذا المقدار المالي الضعيف والذي سبق ان تسبب في العديد من الإشكالات تم ترفيعه مؤخرا وأصبح تقريبا 250 دينارا والحقيقة ان هذا المقدار أيضا لا يمكن ان يوفي حق منشطي نوادي الاختصاص المتخرجين من الجامعات والمعاهد العليا التونسية وهو ما يوجب التفكير في إدماجهم صلب المؤسسات ودور الثقافة لان اعتبارهم عرضيين لا يحفزهم على مزيد العمل وبذل الجهد للنهوض بهذه المؤسسات الثقافية خاصة وان تونس تحتاج لهم لتاطير الشباب وتكوينهم وإبعادهم عن مخاطر الإرهاب الذي يتهدد اليافعين والشباب الذي توصد دونه هذه الدور التي يمكن ان يملا فيها أوقات فراغه فهل تسرّع وزارة الشؤون الثقافية في عملية التحاق المنشطين بمقرات عملهم على أساس التعهد بمزيد العمل على إيجاد الحلول المناسبة لمشاكلهم لاحقا.