تونس الصباح: مساهمة منه في النهوض بالزراعات العلفية البديلة والتخفيف من عبء الواردات من المواد العلفية في ظرف عالمي التهبت فيه اسعار هذه المنتجات بشكل غير مسبوق، انطلق الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري في اقامة مشاريع نموذجية لاصناف نباتية ذات مردودية مرتفعة على ان يتم تعميمها تدريجيا بعد استكمال اسباب نجاحها وتجاوز العراقيل التي تعترض سبيلها، وهي صعوبات ذات طابع اداري وعقاري وفني كما ألمح الى ذلك تقرير صادر في الغرض عن المنظمة.. وفي استعراض لابرز النماذج من هذه المشاريع التي تنتظم بالتعاون مع عدد من الهياكل الفلاحية وتعتمد في جانب منها على اصناف نباتية جديدة توقف التقرير عند ابراز خاصية هي التجارب الميدانية منها ما يتعلق بمشروع حبوب الدرع العلفي الذي يندرج في اطار توفير بدائل للذرة ويشارك الاتحاد في اقامة هذا المشروع ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى وديوان تنمية الغابات والمراعي بالشمال الغربي يهدف الى انتاج 5،12 طنا من بذور الدرع وامكن الى غاية موفى ماي انجاز 322 هكتارا من جملة 514 هكتارا مبرمجة موزعة على ولايات اريانة وبن عروس وزغوان وبنزرت وجندوبة والقيروان. المشروع الثاني يعتمد على تنمية زراعة اصناف جديدة لعباد الشمس القابلة للتحويل وتمكين مربي الماشية من الفيتورة. وتشرف الجامعة الوطنية لمربي الابقار على متابعة هذا المشروع الذي تمتد مساحته المبذورة على 30 هكتارا موزعة على زغوان وباجة وماطر وجندوبة. على صعيد آخر تم في مستوى بعض المناطق السقوية اعتماد تجارب ميدانية لاصناف جديدة من الذرة العلفية في شكل سيلاج يتوقع ان يمكن مربي الابقار من التخفيض في الكلفة بنحو يناهز 20%. بالتوازي مع ذلك ومن اجل تعويض مادة فيتورة الصوجا وتحسين مردودية الحبوب عبر اعتماد التداول الزراعي ينكب اتحاد الفلاحين على متابعة دراسة والتباحث مع الهياكل المعنية لاعتماد تجربة اعادة ادماج زراعة السلجم بمناطق انتاج الحبوب بداية من الموسم الفلاحي الجديد. ويأتي برنامج الاتحاد في سياق معاضدة جهود وزارة الفلاحة والموارد المائية الرامية الى تثمين الزراعات العلفية المحلية واعتماد اصناف بديلة تضاهي الاصناف الموردة مردودية وقيمة غذائية للاغنام والابقار بما يساهم في الحد اقصى ما يمكن من التوريد وتخفيف كلفة الانتاج على المربين الذين انهكهم تواصل ارتفاع اسعار الاعلاف تزامنا مع شح الامطار وطول فترات الجفاف مما صار يهدد قدراتهم على الصمود في وجه هذه التراكمات وهو ما املى اتخاذ عديد البرامج والاجراءات المساندة لقطاع تربية الماشية للتخفيف من وطأة غلاء الاعلاف على المربين.. فهل تراها آتت اكلها؟!