تونس الصباح "حسّ وطنيّ واستهلاك ذكيّ"، هذا هو الشعار الذي اختارته منظمة الدفاع عن المستهلك لشهر رمضان لهذه السنة. وبهذه المناسبة أعدت مطوية وردت في إخراج فني جميل وتضمنت عديد النصائح.. ومن أهم هذه النصائح ما يتعلق باستهلاك المواد الغذائية المدعّمة وذلك من خلال ضبط الحاجات الحقيقيّة للعائلة من هذه الموادّ وتكليف أحد أفراد العائلة بالقيام بعمليّة الشراء في حدود هذه الحاجات وحفظ كمّيات الخبز التي لم يتمّ استهلاكها في المجمّد وحفظ الكمّيات المطبوخة التي لم يتمّ استهلاكها في الثلاّجة. وإلى جانب ذلك ونظرا إلى تزامن شهر الصيام مع تقاطع المواسم الزراعيّة ممّا يجعل بعض المنتوجات الفلاحيّة غير الموسميّة لا تتوفّر في السوق بالكمّيات الكافية، فقد دعت المنظمة المستهلك إلى أن يراعي هذا المعطى الاقتصادي الهامّ ويتعامل معه بطريقة ذكيّة يسهم بواسطتها في السيطرة على الأسعار والتحكّم في السوق ويدعم بها قدرته الشرائية وميزانيّته العائليّة. وعلى مستوى المعاملات التجارية دعت المنظمة إلى التصدّي لظاهرة البيع المشروط ومقاومة حالات الامتناع عن البيع التي يحجّرها القانون والمطالبة بإشهار الأسعار باعتبار ذلك حقّا يضمن شفافيّة المعاملات التجاريّة وممارسة الحقّ في الاختيار والتثبّت مليّا في الأسعار والمقارنة بينها ومقاطعة الموادّ التي تشهد أسعارها ارتفاعا مشطّا وغير مبرّر والتوجّه إلى المنتوج البديل في صورة تراجع العرض أو الارتفاع المشطّ لأسعار المنتوجات المماثلة وتجنّب ظاهرة التّخزين واقتناء الموادّ الغذائيّة بكمّيات تتلاءم والحاجات الحقيقيّة للعائلة وتفادي كلّ ما من شأنه أن يساهم في الإخلال بين العرض والطّلب ويؤدي إلى ارتفاع في الأسعار والعدول عن التّعامل مع كلّ تاجر لا يحترم القانون وينتهج ممارسات تنتهك حقوقه وتضرّ بميزانيّة العائلة وتعرّض صحّة أفرادها إلى المخاطر وانتهاج أسلوب الدّفاع الذاتي عن مصالحه في كلّ الحالات باعتباره الطّريقة المثلى للدّفاع بنفسه عن حقوقه المشروعة. وعلى مستوى الميزانية العائلية دعت المنظمة إلى إعداد ميزانية لشهر رمضان تأخذ بعين الاعتبار موارد العائلة وتحدّد حاجاتها بأكثر دقّة ممكنة وتجنّب ظاهرة التداين والتقيّد بما تسمح به مداخيل العائلة والتعامل المسؤول مع الإشهار وعدم الانسياق إلى الشهوات وعدم مجاراة الآخرين واحترام إمكانيات العائلة الحقيقية وتفادي التهافت على شراء الموادّ الاستهلاكيّة بكميّات تفوق الحاجات الحقيقية للعائلة وعلى مستوى الصحّة والنظام الغذائي دعت إلى اتّباع نظام غذائي متوازن وتجنّب الإفراط في الاستهلاك وعدم الانصياع إلى الشهوات وتفادي التنويع غير المجدي للأكلات.. وتوجّهت المنظمة إلى المستهلك بنداء ملحّ ليساهم في التّصدي إلى الارتفاع المشطّ والمتواصل لأسعار المحروقات والموادّ الغذائية الذي تشهده الأسواق العالمية وفي الحدّ من انعكاساته السلبية على الاقتصاد الوطني والصندوق العام للتعويض وذلك بتوخّى سلوك استهلاكي ذكيّ يراعي في نفس الوقت ضرورة الحفاظ على الموازنات العامة للبلاد ودعم الاقتصاد الوطني، من جهة، ويأخذ بعين الاعتبار قدرته الشرائية والميزانية العائلية، من جهة أخرى.