الأسبوعي القسم القضائي: لا حديث هذه الأيّام بمدينة منزل بوزلفة وأحوازها إلا عن الاختفاء المفاجيء والغريب الأطوار لشيخ من مواليد 1948 يدعى محمد صالح بن احمد المنصر. فحسب مصادر عائلية فإن عمّ محمّد أختفى داخل مستشفى الرازي بمنوبة منذ يوم 16 ديسمبر المنقضي في ظروف جد غامضة وأنقطعت أخباره عن عائلته. روايتان متناقضتان والغريب في حادثة الاختفاء هذه ليس الاختفاء في حد ذاته باعتبار أن عمّ محمد فاقد للذاكرة ولكن في الطريقة التي حصل بها إذ تصرّ عائلته على أنه لم يظهر منذ دخوله الى مكتب الطبيبة لحقنه ولكن الأخيرة تؤكد أنها أخرجته بعد حقنه وأجلسته على كرسي محاذ لمكتبها. وأمام تناقض الروايتين ظل الغموض سيد الموقف وظل معه مصير عم محمّد مجهولا الى حد كتابة هذه الأسطر. فقدان الذاكرة وعن الحادثة أفادنا ابن المفقود ويدعى وليد أن والده كان طوال حياته يعمل في ميدان الفلاحة «وحالته الصحية والنفسية عال العال ولكن في ثاني أيام رمضان الكريم تفطّنا لإصابته بفقدان الذاكرة لذلك اصطحبناه الى طبيب مختص بحمام الأنف فسلمه عدة أدوية بعد إخضاعه لتحاليل دقيقة. وأمام عجزنا عن اقتناء هذه الأدوية سيما وأن إحدى العلب بلغ ثمنها 114 دينارا اصطحبناه الى مستشفى الرازي حيث أحتفظ به لمدة عشرين يوما وقبل العيد بيوم واحد غادر المستشفى وعاد الى المنزل». وأضاف وليد: «في صباح يوم 16 ديسمبر الفارط اصطحبته والدتي مجددا الى مستشفى الرازي بناء على موعد حدده له الإطار الطبي. وبوصولهما طلبت الطبيبة من والدتي التوجه الى مكتب الإرشادات المحاذي لمكتبها لتعمير ورقة الموعد الجديد فيما قامت (الطبيبة) بإدخال والدي الى مكتبها وسلمته لممرضة بعد أن طلبت منها أن تحقنه». حكاية غريبة والغرب في الحكاية أن عم محمد أختفى حسب قول زوجته منذ ذلك الوقت وتصر على أنه لم يغادر مكتب الطبيبة غير أن الأخيرة تصر على أنها اخرجته وأجلسته على كرسي أمام مكتبها المحاذي لمكتب الإرشادات حيث تقف زوجة المختفي (!!). ويقول وليد: «لقد قمنا بتفتيش المستشفى بالتنسيق مع مديره الذي تعاطف معنا ومد لنا يد المساعدة كما بحثنا عن والدي في كل أحياء منوبة ووادي الليل ولكن دون جدوى لذلك تقدمنا ببلاغ للسلط الأمنية بالجهة وختم بالقول: «منزلنا تحول الى مأتم.. والحزن يلفّ الجميع وأختفاء والدي مازال متواصلا». صابر المكشر للتعليق على هذا الموضوع: