طريق معبّدة تنقصها الانارة، بقايا حطام دراجة نارية وقطعة مرطبات امتزجت حلاوتها بدم صاحبها الذي كان يحملها قبل مقتله بلحظات.. في ذاك المكان طريق العيثة بوجليدة بالوطن القبلي تحديدا بمنزل بوزلفة قتلت شاحنة وليد المنصري ربّ أسرة تتكون من طفلين في الساعة منتصف الليل من ليلة رأس السنة. لم يعد وليد الى بيته، ولم تصل خبزة المرطبات، كما لم يعد والده منذ عامين وهو مفقود الى اليوم. عائلة الفقيد لم تكن الصدمة بالهينة عليها وهي تفقد عائلها الوحيد من جهة وتواريه التراب دون حضور والده المفقود والذي لا يعرف الى اليوم إذا كان حيّا أو ميّتا؟ مفقود منذ عامين صالح المنصري شيخ تجاوز عتبة الستين قدم الى العاصمة للعلاج قبل عامين حيث اختفى داخل مستشفى الرازي بمنوبة ومن يومها لم يعثر له على أثر.. غياب الأب رغم كل المحاولات التي تمّت بغية العثور عليه جعل من الابن محمد وليد يتحمل مسؤولية والدته والعناية بها وكذلك بأطفاله البالغين من العمر 6 سنوات و4 سنوات ونصف. محمد وليد يعمل بقطاع «الجزارة» منذ سنوات وهو معروف بكامل جهة منزل بوزلفة حيث مسقط رأسه. مسؤولية وبعد... في غياب الأب تحمّل وليد المسؤولية وكان من المفترض أن يستقبل العام الجديد بين أحضان طفليه وعائلته الصغيرة لكن أبت الأقدار أن تكون الساعة الصفر هي ساعة انتقاله الى الرفيق الأعلى. ليلة مسقط رأس السنة الميلادية كان وليد في زيارة أقاربه بإحدى الضيعات القريبة من محل سكناه حيث قفل راجعا الى بيته على متن دراجته النارية محمّلا بخبزة مرطبات صغيرة. حادث فظيع كانت الساعة تشير الى الصفر لاستقبال العام الجديد وعلى مستوى طريق العيثة بوجليدة كان وليد على متن دراجته النارية حين صدمته شاحنة ثقيلة لم تمنحه فرصة الحياة أو إيصال تلك الخبزة من المرطبات في عائلته الصغيرة وتسببت الأضرار الخطيرة التي لحقت به في وفاته على عين المكان. لم تكن الصدمة هيّنة ليس على عائلة المنصري فحسب بل ولكل أهالي منزل بوزلفة الذين قطعوا احتفالاتهم وهبّوا الى مكان الحادث الأليم.. كانت الصدمة كبيرة وهم يشيّعون جثمان أحد أبناء المنطقة الى مثواه الأخير. عمّ الضحية السيد داود والذي ارتسم على ملامحه الحزن على فقدان ابن شقيقه من جهة وعلى شقيقه الذي مايزال مفقودا من جهة أخرى مؤكدا أن الحادث كان شديد الفظاعة وأن وليد كان ربّ أسرة وعائل عائلته بعد اختفاء أبيه. وعلمت «الشروق» أن حرس المرور فتح تحقيقا في الحادث حيث قدّم سائق الشاحنة نفسه الى مركز الأمن إبّان وقوع الحادث.