من يتحدث عن إقالة المدرب ليس محبّا حقيقيّا لنادينا هذا موقفي من النفطي والمرداسي والحاج مسعود ليس لدينا عصا سحرية تقلب الأوضاع بين يوم وليلة الوجه الرياضي المنصف خماخم معروف بحبّه الكبير للنادي الصفاقسي وسخائه اللا محدود وعطائه الغزير إما على مستوى الجهد اليومي الذي لا ينقطع أو على مستوى ما يقدمه للجمعية من ماله الخاص كهبات وكدعم متواصل... لديه هموم كثيرة وطموحات كبيرة ومخططات مستقبلية من أجل النهوض بالجمعية على جميع المستويات تربويا ورياضيا في قادم السنوات وذلك في إطار العمل في انسجام كبير مع المنصف السلامي رئيس الجمعية.. التقينا به مؤخرا في مكتبه على امتداد أكثر من ساعتين وأجرينا معه هذا الحوار الرصين والهادئ والمسؤول حول الوضع الذي تعيشه الجمعية في الوقت الراهن وهذا أهمّ ما دار بيننا من حوار: س: اعتبر البعض الإخفاق في الحصول على كأس «السوبر» كارثة، وأنت ماذا تقول؟ ج: أحترم رأي هؤلاء الذين تحدّثت عنهم... صحيح إنّ النادي الصفاقسي لم يوفّق في الحصول على هذه الكأس الممتازة وقد كنّا جميعا مسؤولين عن ذلك، وما حدث أمر طبيعي جدّا إذ أنّ الفوز والهزيمة موجودان في الرياضة، والإخفاق في الحصول على هذه الكأس الممتازة ليس نهاية العالم، فلا ينبغي أن يكون هذا الإخفاق حجرة عثرة في مواصلة المسيرة، لذا فالوضع ليس كارثيا، المهم هو استخلاص العبرة والدروس من ذلك حتّى نفرّط في أقلّ عدد ممكن من الألقاب. س: لماذا لا تنظمون لقاءات دورية مع الأحبّاء لتوضيح بعض الجوانب الهامّة من الحياة اليومية للجمعية والآفاق المستقبلية؟ ج: منذ شهر وقع تنظيم لقاء مع مجموعة من الأحباء بالمركّب تمّ اختيارهم من قبل لجنة الأحبّاء، ونظرا للظروف الحالية التي تعيشها الجمعية تستعدّ الهيئة المديرة في القريب العاجل لعقد اجتماع مع قاعدة أعرض من الأنصار للاستماع إلى مشاغلهم وطموحاتهم وانتظاراتهم. س: خلال هذه الأيام هناك حملة منظمة ضدّ الممرن غازي الغرايري فما هو موقف الهيئة من ذلك؟ ج: أعتقد أنّ كل إطار فنّي معرّض إلى مثل هذه الحملات، نرجو أن تكون تلقائية وموضوعية وغير منظمة،ليس المقصود منها الشخص، والهدف من ورائها الحثّ على تطوير مردود الفريق حتّى يرقى إلى ما أفضل، نرجو أن لا تكون هذه الحملة هدّامة، وأن لا تكون حجرعثرة في طريق تقدّمه وتطوّره والحطّ من عزائم لاعبيه، وأن لا تكون سببا في إدخال البلبلة في صفوف النادي. س: يطالب بعض الأحبّاء بإقالة الممرّن غازي الغرايري أو مقاطعة الفريق، فما هو موقفكم من هذه الوضعية التي فرضتها الأحداث؟ ج: نحن كأعضاء هيئة مديرة نحترم آراء الآخرين ونعمل لما فيه خير النادي ومصلحته، واختياراتنا وتشبّثنا بالإطار الفنّي الحالي جاءت كنتيجة لاقتناعنا بكفاءة هذا الإطار. في هذه الظروف وإن لم تكن النتائج في المستوى المأمول كما يرى البعض نؤمن بأنّ الإطار الفنّي ليس المسؤول الأوّل على تذبذب النتائج كما يرى البعض دوما. نحن بصدد القضاء على الأسباب التي كانت وراء ذلك، و لو أنّ البعض الآخر يعتبر أنّ النتائج الحاصلة إيجابية نظرا للفترة الانتقالية التي مرّ بها الفريق خلال السنتين الأخيرتين، هذه الفترة التي يعلم بها الجميع. خلاصة القول: إنّ النجاح من وجهة نظري نسبي وكذلك الفشل، ومن يتحدّث عن إقالة الممرّن ومقاطعة التمارين ليس محبّا حقيقيا، فالمحبّ الحقيقي ينبغي له أن يكون مع النادي في السرّاء والضرّاء، وما على الأحبّاء إلاّ منح الثقة للهيئة المديرة وفي اختياراتها وتركها تعمل في هدوء والتعوّد على النقاش وتوجيه النقد لها أثناء الجلسة العامّة السنوية. س: يتحدّث البعض في الكواليس في السرّ والعلن عن ثلاثة لاعبين لا أحد يشكّ في قيمتهم الفنية وهم عبد الكريم النفطي وعصام المرداسي وأمير الحاج مسعود فيقولون بأنّهم يتحكّمون في اختيارات الهيئة المديرة واختيارات الممرّن الفنية، فما هو ردّكم على ذلك؟ ج: هؤلاء هم أبناء النادي نستشيرهم في أمور غير فنّية، ما ذهب إليه البعض غير موجود وغير وارد، أمّا بالنسبة إلى التدخّل في ضبط التشكيلة فهو أمر مستبعد ومستبعد جدّا، فهؤلاء ليسوا من طينة اللاعبين الذين يتدخّلون في اختيارات الممرن، ونحن كأعضاء هيئة مديرة لا نسمح لأنفسنا بالتدخّل في الاختيارات الفنّية للممرّن غازي الغرايري الذي يعتبر رجل مرحلة في النادي الصفاقسي، في الموسم الماضي طالب الجمهور بإقالة الممرن ميشال دي كاستال وبعدما حصل ذلك احتلّ الفريق المرتبة العاشرة في نهاية الموسم. س: في أوّل ندوة صحفية عقدتها الهيئة المديرة عقب انتخابها خلال الجلسة العامة الانتخابية في الصائفة الماضية للفترة القادمة (2008 2009) و(2009 2010) وعدتم بتمتين العلاقة مع الإعلاميّين لكنّ ذلك لم يحصل إذ كثيرا ما يلهث الصحفي وراء المعلومة دون أن يحصل عليها، فبماذا تردّ؟ ج: بكلّ صدق ليس لدينا ما نخفيه، يوجد في الهيئة المديرة ناطق رسمي للجمعية بالمعلومة يمد الإعلامييّن بالمعلومة المطلوبة، في متناول كلّ الصحفييّن تدعيما للشفافية التي ننتهجها. س: كثرت التأويلات في الآونة الأخيرة مما جعل البعض يتناقل الأخبار بشكل يسيء للجمعية، فلماذا لا تتعهّد إدارة النادي بعقد ندوة صحفية كلّما تطلّب الأمر ذلك لتوضيح بعض الجوانب أو تقديم أخبار طازجة هامّة بغضّ النظر عن اللقاءات الصحفية التي يعقدها المدرّب كلّ أسبوع تدعيما لمبدإ الاحتراف؟ ج: أحيانا تبدو لنا إحدى المسائل عادية ولكنّها تبدو لكم ذات بال، وأحيانا أخرى تتحكّم فينا الظروف، فبعد العادة الجديدة التي دأبنا عليها في الآونة الأخيرة والمتمثّلة في عقد ندوة صحفية أسبوعيا من قبل ممرن الفريق سنسعى إلى ترسيخ عادة جديدة تتمثّل في تنظيم لقاء صحفي كلّما تطلّب الأمر ذلك كما اقترحتم. س: مجلّة «أنصار النادي» عادت إلى الصدور ولكن ليس بشكل منتظم، فهي ليس ذلك المشروع الطموح الذي تحدّثتم عنه قبل سنوات بتحقيق عشرات الآلاف من المشتركين، فما الذي حال دونكم وتحقيق مطمحكم هذا؟ ج: هدفنا من إصدار هذه المجلّة هو نشر أخبار النادي وتحقيق موارد مالية للجمعية، كان طموحنا الوصول إلى تحقيق 15 ألف مشترك بما قيمته مائة دينار سنويا أي ما يمثّل 270 مليما في اليوم وهو مبلغ زهيد، عدد المشتركين لا يمثّل سوى 0,15 بالمائة من عدد سكان الولاية وهي لعمري نسبة معقولة جدّا، هذا العدد المؤمّل من المشتركين كان يمكن أن يحقّق لنا مداخيل قيمتها مليارا ونصف المليار من الملّيمات، ولكن مع الأسف الشديد لم نلق الإقبال المطلوب، فليس لدينا حاليا سوى 500 مشترك فقط، وفي هذا الإطار كلّفنا السيد عبد اللطيف عبيد الرئيس السابق لجمعية أحباء النادي ومعه مجموعة من الصحفيين للعمل على إصدار المجلة بشكل منتظم كل شهر وحثّ أكبر عدد من الأنصار على الاشتراك فيها، وبهذه المناسبة أريد أن أشكر القائمين عليها على المجهودات الكبرى التي ما انفكّوا يبذلونها حتّى تحقّق أهدافها في أسرع وقت ممكن. س: لديكم موقع على شبكة الأنترنات لكنّه غير محيّن ولا يتضمّن أخبار النادي وآخر المستجدّات التي يلهث وراءها الأحبّاء باستمرار، فلماذا لا تتمّ إدارته بشكل محترف؟ ج: الموقع ما زال في بدايته، ومع هذا فنحن نسعى إلى أن تكون المعلومة متوفّرة فيه في الوقت المناسب، وباعتباره موقعا رسميا فلا ندرج فيه إلاّ المعلومة المؤكّدة والصحيحة، وبالرغم من أنّ المصاريف باهظة فإنّنا بصدد إثرائه بمجموعة من الإعلاميين حتّى نتمكّن من أن نقترب من المثالية التي يطمح إليها الجميع، علما أنّ هذا الموقع ينشر أخبار النادي بالخصوص وأخبار الرياضة التونسية عموما إلى جانب ذلك فهو يشتمل على إذاعة خاصّة وتلفزة خاصّة تبثّ مقابلات الفريق مباشرة حتّى يتمكّن أحبّاؤه داخل البلاد وخارجها من متابعتها. س: ما الذي يسعى النادي إلى تحقيقه فيما تبقّى من هذا الموسم؟ ج: لقد وضعنا في بداية هذا الموسم أهدافا طموحة للارتقاء بالنادي، فحاولنا العمل على خلاص الديون وتحقيق تنظيم أكثر للإدارة حتّى نوفّر لجميع الفروع إمكانية العمل في ظروف طيّبة تمكّن النادي من الحصول على أكثر عدد ممكن من الألقاب، لذلك حاولنا أن تكون هذه السنة الانتقالية سنة تحضير للموسم المقبل اقتناعا منّا بأنّه ليس لدينا عصا سحرية يمكن أن تقلب الأوضاع بين يوم وليلة، شعارنا في ذلك هو تحقيق أكثر ما يمكن وفق الإمكانيات المتوفرة. س: لديك بعض الأفكار تودّ تطبيقها لإثراء الزاد البشري لفريق كرة القدم، فهل بإمكانك أن تكشف عنها؟ ج: انطلقنا في التحضيرات للموسم القادم منذ الآن بانتداب العديد من اللاعبين الدوليين صغار السنّ من الخارج على غرار إسماعيلا بابا ورضوان الجوهري ومروان إيمغري وأسامة السعدي والطوغوليين طوباغا وأوماما والإيفواريين إبراهيما توري ودومبيا وإيدريسو وجلّهم من صنفي الآمال والأواسط إلى جانب لاعبين من مركز تكوين الشبّان على غرار طه عنتير ومحمود بن صالح ورامي الخميري ومحمد علي وغيرهم، هؤلاء سنعمل على تطعيم فريق الأكابر بهم في المستقبل القريب. س: يوجّه لكم البعض من الأحباء النقد في تسيير الفريق باعتباركم المسؤول المباشر للجمعية عن قرب لأخطاء اعتبروا أنّكم ارتكبتموها كالتفريط في أوبوكو وتعيين غازي الغرايري كممرّن أوّل لفريق الأكابر لكرة القدم، فما هو ردّكم على هؤلاء؟ ج: نعمل كهيئة متكاملة وفق مخطط مسبق لتحقيق أهداف معيّنة، فلا وجود لقرارات فردية، فكلّ قراراتنا مدروسة، وإن أخطأنا فذلك على حسن نيّة وما نحن إلاّ بشر نخطئ ونصيب، ونحاول أن نصيب أكثر مما نخطئ، وكلّ من ينقدنا نحترمه لأنّ ذلك يعود إلى حبّه وغيرته على الجمعية. س: فئة من الأحبّاء يرغب أفرادها في رحيل المنصف خماخم النائب الأول لرئيس الجمعية وهو منتخب من قبل الجلسة العامة الانتخابية الأخيرة وكذلك رحيل الممرن غازي الغرايري، فبم تعلّق؟ ج: هناك فئة تنادي بخروج خماخم ومعه الغرايري، كما أنّ هناك فئة أخرى تتشبّث بهما، لذا أقترح على الفئة الأولى أن تكون حاضرة في الجلسة العامة الانتخابية وتعبّر عن رأيها عبر صندوق الاقتراع، أما بالنسبة للغرايري فهو اختيار الهيئة المديرة وليس اختيار شخص واحد. س: علمنا أنّكم لا تنوون القيام بانتدابات جديدة للموسم القادم (2009 2010) قبل انطلاق التحضيرات الصيفية، فكيف سيستعدّ الفريق للرهانات المقبلة ويتجاوز صعوبات المواجهات القادمة التي لن تكون سهلة على جميع الأصعدة؟ ج: قد ذكرت قبل قليل أنّنا شرعنا في الاستعداد للموسم القادم وذلك بإعداد العديد من العناصر الشابة لإقحامها ضمن المجموعة في الموسم الجديد، ولكن قد تفرض علينا الوضعية المقبلة حسب الاحتياجات ربما بسبب التفريط في بعض اللاعبين، وسنركّز انتداباتنا إن اقتضت الحاجة على اللاعبين التونسيين في مراكز معيّنة، علما أنّ كلّ عمل نقوم به هو عمل مدروس، الهدف منه تحقيق نتائج طيّبة تكون في مستوى طموحات الأحبّاء. س: هل لك أن تحدّثنا عن الوضع المالي للجمعية، هل نجحت الهيئة المديرة في خلاص جانب هامّ من الديون التي تجاوزت خمسة مليارات من ملّيماتنا؟ ج: بفضل تضافر جهود الجميع من هيئة مديرة وهيئة دعم وهيئة حكماء، إلى جانب صفقة أوبوكو تمكّنا من تسوية جانب هام من الديون المتخلدة بذمة الجمعية وسنسعى إلى خلاص ما تبقّى منها في أقرب وقت ممكن حسب الإمكانيات المتاحة، علما أنّ كل اللاعبين في كلّ الفروع تقريبا قد تسلّموا مستحقّاتهم كاملة (مرتبات ومنح) في الإبّان. في الوقت الحاضر أنفقنا خمسة مليارات من المليمات التونسية نصفها خصّصناه لخلاص الديون، وبالمناسبة أشكر اللجنة المالية وعلى رأسها الحبيب الحمامي على ما بذلته من جهود كبرى منذ استلام مهامّها. س: هل لديكم مشاريع مستقبلية لتحقيق موارد مالية ذاتية؟ ج: هناك العديد من الأفكار التي نسعى الى تجسيمها من أهمّها «السوسيس»، هذا الأخير يقوم بعمل تحسيسي كبير يتمثّل في حثّ الأحبّاء على الاشتراك فيه من اجل تحقيق مداخيل قارّة عن طريق تحويلات شهرية حسب إمكانيات كلّ محبّ لتدعيم صندوق الجمعية. س: أين وصل مشروع تعشيب الميدانين بمركب الجمعية الجديد؟ ج: لقد أوشك تعشيب الميدان الأوّل على النهاية بعشب اصطناعي من آخر طراز بما قيمته 400 ألف دينار بدعم من قبل مجلس ولاية صفاقس، وبهذه المناسبة أتوجّه بالشكر لهذا الهيكل وعلى رأسه السيد والي صفاقس، أمّا الميدان الثاني فنحن بصدد مناقشة طلبات العروض في إطار مناقصة لاختيار أفضلها ثمّ سنشرع في الإنجاز ولا يفوتنا أن نتوجّه بالشكر أيضا للسيد محمد إدريس الرئيس الأسبق للنادي الذي موّل المشروع. س: هل ما زالت الجمعية تفكر في التفويت بالبيع في المركب القديم الموجود بطريق المطار؟ ج: نحن الآن بصدد دراسة إمكانية التفويت بالبيع في جزء منه وذلك إن وجدنا العروض المناسبة مع الاحتفاظ بالملعب وتجهيزه بعشب اصطناعي من الطراز الرفيع، وسنسعى إن تحقّق ذلك إلى إنجاز مشروع كبير سنكشف عنه في الإبّان لتحقيق مداخيل قارّة للجمعية... أجرى الحديث: محمد القبي للتعليق على هذا الموضوع:
