تونس الصباح: بعد ان شهد قطاع التعاون الفني الذي يخضع لقواعد وآليات السوق من عرض وطلب وقدرة تنافسية مؤخرا عديد الصعوبات الناجمة خاصة عن المنافسة الشديدة بسبب انخراط جنسيات متعددة في هذه السوق العالمية بشروط ذات كلفة متدنية وتركيز العروض على بعض الاختصاصات التي لا يزال الاقتصاد الوطني في حاجة اليها ومن غير الممكن تصديرها،عاد هذا القطاع خلال سنة 2008 ليشهد أوجه ويحطم الرقم القياسي في عدد المتعاونين الفنيين ليبلغ عددهم السنة الماضية 2068 متعاونا. ومن المنتظر أن تشهد سنة 2009 نقلة نوعية وعددية في مجال التعاون الفني من ذلك أن هذا القطاع سجل ومنذ بداية العام الجاري - أي في ظرف شهر ونصف فقط- ما لا يقل عن 50 عرض انتداب شملت عديد الاختصاصات المهنية،آخرها العرض الكويتي القاضي بانتداب عشرات الاساتذة المختصين في اللغتين الفرنسية والانقليزية والذين يخضعون هذه الايام لمقابلات مع لجنة الانتداب،وكذلك العرض السعودي الخاص بانتداب اطباء اختصاص ومساعدين استشفائيين جامعيين في جميع التخصصات الطبية وممرضات والعرض العماني الخاص بانتداب فنيين سامين في الاشعة والمختبر والعروض الخاصة بانتداب أساتذة تعليم عالي في عديد الاختصاصات وعروض تهم المختصين في الاقتصاد والمحاسبة والتسويق.. اتساع عدد المتعاونين..وعدد القطاعات وقد اتسع عدد المتعاونين التونسيين في التعاون الفني في مختلف القطاعات وخاصة منها التعليم والصحة والادارة والفندفة والاشغال العمومية والنقل والفلاحة والصيد البحري والاعلامية.. ليبلغ قرابة ال 10800 إطار يعملون اليوم في مجال التعاون الفني خاصّة في البلدان الخليجية. وهو عدد قابل للتطوّر بفضل ما حققته تونس من نجاحات في مختلف المجالات المعرفية والعلمية والتكنولوجية وما تتميّز به إطاراتها من خبرة وكفاءة أهلتها لتكون محل اهتمام متزايد من مختلف هذه الدول. وفيما يتعلق باحصائيات سنة 2008 مثلا،نذكر أن الوكالة التونسية للتعاون الفني حققت نتائج قياسية سواء في مجال توظيف الكفاءات للعمل بالخارج او في مجال التعاون جنوب جنوب. وقد بلغ عدد المنتدبين خلال السنة الماضية 2068 متعاونا من عديد الاختصاصات ابرزها التعليم بمختلف مستوياته والصحة والرياضة والادارة والفندقة. كما مكنت الجهود المبذولة في مجال تنمية التعاون جنوب- جنوب من ايفاد 86 خبيرا وتدريب 324 اطارا من مختلف الدول الافريقية والعربية في العديد من المجالات. تغير التركيبة نحو الاختصاصات العليا وقد شهدت السنوات الماضية تغير تركيبة المتعاونين لتمثل الاختصاصات العليا كالتعليم العالي والهندسة وطب الاختصاص 14 بالمائة تقريبا من عدد المتعاونين مقابل 3 بالمائة فقط في المخطط الثامن . الى جانب هذا انتفع حوالي 2500 اطار افريقي وعربي من دورات تدريبية انتظمت بتونس فضلا عن ايفاد حوالي 500 خبير تونسي لتقديم الاحاطة الفنية في عديد المشاريع التنموية بالبلدان النامية . كما توفقت الوكالة التونسية للتعاون الفني الى المساهمة المباشرة في ايجاد فرص عمل بالخارج لعدد من الخريجين الجدد من ذوي المستويات الجامعية وخريجي التكوين المهني فضلا عن فتح اسواق جديدة على غرار دولة جنوب افريقيا التي اعربت في مرحلة اولى عن رغبتها في انتداب عدد من الاطباء اغلبهم حديثي التخرج وستليها طلبات اخرى في مجالات شبه الطبية والصيدلة.. أسواق جديدة وتعتزم الوكالة اقتحام أسواق جديدة في مجال التعاون وتوظيف الاطارات التونسية في عدد من الدول الاخرى التي عبرت عن حاجتها للكفاءات التونسية من بينها دولة جنوب إفريقيا التي عبرت عن حاجتها للاختصاصات الطبية ورحبت بمواصلة عمليّات الانتداب التي انطلقت منذ سنة 2007 وأسفرت عن إلحاق ما يقارب عن 100 متعاون فني. هذا الى جانب دراسة امكانيات الانتداب في كل من إيطاليا وبلجيكا ممّا أسفر رغم الصعوبات عن إنتداب 300 ممرّض بإيطاليا و10 إطارات شبه طبية ببلجيكا الى جانب انتدابات لكندا في اختصاصات التعليم والهندسة والصحّة.