أي تأثير للقرار على جودة الحليب؟ تونس الصباح تمثل الالبان مادة استهلاكية اساسية في غذاء التونسي وهي على اهميتها الصحية وفوائدها الغذائية المتعددة تبقى هشة وسريعة التعفن اذا ما تعرضت احدى حلقات انتاجها وتصنيعها وحتى نقلها وحفظها الى الاخلال بمعايير الجودة والسلامة من هذا المنطلق وحرصا على ضمان جودة الحليب ونقاوته
من كل الشوائب وفرض احترام المقاييس المعتمدة في عملية الانتاج بكل دقة وصرامة دون تهاون بأي بند من بنودها تقرر العمل بشهادة المصادقة الصحية التي يتعين على مراكز تجميع الحليب ووحدات تصنيع المشتقات الحصول عليها للتمتع بمنحة الانتاج. وقد انطلقت وزارة الفلاحة والموارد المائية في تفعيل الاجراء وتم اقرار نهاية السنة الجارية آخر أجل لانخراط المراكز في هذا البرنامج اعتبارا الى انه بداية من مطلع السنة القادمة (جانفي 2010) لن تشمل منحة الانتاج الا مراكز تجميع الحليب ووحدات التحويل المتحصلة على المصادقة الصحية ويبدو التوجه في هذا المسعى ثابتا وصارما من قبل الادارة.. ولا نخال المهنة الا متجاوبة مع هذا القرار حفاظاعلى جودة المنتوج وتعزيزا لثقة المستهلك فيما ينتج ويعرض من حليب.. في هذا السياق صدر الاجراء القاضي بتنظيم العلاقة بين مختلف المتدخلين في قطاع الالبان وربط منحة تجميع الحليب بكراس شروط واخضاع مراكز تجميع الحليب ووحدات تصنيعه لشهادة المصادقة الصحية مع نهاية 2009. فهل يساهم القرار في الارتقاء بالعلاقات القائمة بين مختلف الحلقات والمتدخلين وبدعم رصيد الثقة بينهم..؟ يبدو من خلال الاصداء التي بلغتنا ان الهدف المنشود لن يكون عصي المنال خاصة في ظل وجود اطار مرجعي قانوني ينظم هذه العلاقة ويحددها ويقننها لما فيه في نهاية المطاف مصلحة الجميع واساسا المستهلك عبر تعزيز مستوى السلامة الصحية للحليب المروج بالاسواق ودعم القدرة التنافسية للمؤسسات الوطنية عند التصدير سيما وان التوجه السائد بالسوق العالمية يؤكد بشدة على المواصفات الصحية الصارمة الواجب توفرها في المنتوج واستيفاء مؤسساته بشروط المصادقة الصحية وهكذا فان غربال الجودة والسلامة الصحية سيكون خلال هذا العام المحدد الاساسي للمراكز التي تستجيب لهذه المواصفات وتحرص على اعادة تأهيل نشاطها وفق المقاربات المطلوبة لتشكل بالتالي الطريق الأوحد للارتقاء بالمنظومة والمراهنة على الجودة. ولكن اذا ما علمنا ان كما لا يستهان به من الحليب الطازج يمر عبر مسالك موازية ويصل الى يد المستهلك عبر الباعة المتجولين فان التساؤل حول الاليات الضامنة لسلامة هذا المنتوج تظل مطروحة وان يبقى على المواطن تحصين نفسه بنفسه واحكام توجيه اختياره وللمنتوج ضمانة لشروط الجودة والسلامة الصحية سواء تعلق الامر بالحليب الطازج أو مشتقاته. مع الأمل في ان تستقر اسعار الحليب المصنع وتراعي امكانيات المستهلك المحدود الدخل الذي بات قلبه يخفق كلما تم تعديل اسعار الانتاج خشية ان يخفق كلما تم تعديل اسعار الانتاج خشية ان ينعكس ذلك على سعر حليب عياله. وان كان لقرارات الترفيع في سعر الانتاج السابقة ما يبررها للكلفة المتزايدة التي يتحملها مربو الماشية ولا تعطيها الاسعار المتداولة سابقا.