تونس - الصّباح: خلافا لمجالات التعليم العام الذي يزخر بالاطارات المتخصصة في مجالات التفقد والارشاد والتقييم البيداغوجي ظلت هذه الحلقة على أهميتها مفقودة أو لعلها الأضعف على مستوى الحضور والتواجد لمدة طويلة صلب منظومة التكوين المهني مما أفقد هذا الجهاز الآلية التقييمية الأساسية للوقوف على واقع القطاع بصفة لصيقة ودقيقة وحصر نقائصه البيداغوجية عند التعاطي مع مناهج ومضامين التكوين الى جانب غياب أو نقص عملية الارشاد. هذا الوضع تجاوزته الأحداث اليوم مع الواقع الجديد الذي يعيشه نظام التكوين المهني والمكانة المتميزة التي بات يحظى بها ليس فقط على نطاق مراكز التكوين بل وكذلك كمسلك تكويني مواز لمسلك التعليم العام... وهوما يفترض توفير إطارات كفأة لسد هذه الثغرة واحداث مثل هذا السلك في قطاع يحتاجه كثيرا للاسهام في تركيز عناصر الاصلاح ورصد ومتابعة تطبيق البرامج في المراكز الخاصة والعمومية للتكوين باعتبار أهمية احترام التوجهات والروح الجديدة التي تحملها المنظومة وتراهن على انجاح تلقينها وتطبيقها لضمان نجاح الاصلاحات المقررة واحكام تفعيلها. ووعيا بأهمية هذه الحلقة شرع منذ السنة الماضية في تكوين هذه الاطارات التي عهد اليها علاوة على المتابعة البيداغوجية مراقبة عملية التكوين وتقييم آداء المكوّنين. وتعزيزا لجودة التقييم ودعمه بهياكل مختصة جاء احداث الهيئة الوطنية لتقييم التكوين المهني وضمان الجودة لاضفاء نقلة نوعية على عملية التقييم والمتابعة ولم لا الاستشراف والاقتراح وتطوير الجودة وتم تكليف هذه الهيئة بتنسيق التقييمات التي تخضع لها المنظومة واعتماد المعايير النوعية والكمية المتداولة عالميا ووطنيا عند تقييم آداء منظومة التكوين المهني ككل مع متابعة مردود المؤسسات التكوينية العمومية والخاصة سيما وأن التقدم نحو الأفضل في هذا المستوى وتجاوز النقائص والثغرات يتطلب آليات تقييم كفأة ومتمكنة. هذا وتجدر الاشارة الى ان في احداث معاهد مهن التربية والتكوين ما يعزز التأطير ويدعم التكوين الموجه للمكونين داخل المراكز والمعاهد المختصة بعد توطيد مناهج تكوينهم بيداغوجيا وتقنيا مع تنظيم تربصات ميدانية صلب مراكز التكوين وداخل المؤسسات الاقتصادية. هي إذن مراهنة على جودة التقييم لضمان جودة تكوين الأجيال المتلاحقة المقبلة على مؤسسات التكوين المهني والمطلوب الآن ان يتم التوصل بعد سد ثغرة غياب اطار التقييم والتفقد البيداغوجي الى مزيد الارتقاء بهذه المنظومة.